أسباب نزول سورة البروج
أرسل الله -عز وجل- سورة البروج لتكون مصدر تعزية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولأصحابه -رضي الله عنهم- في ظل الأذى الذي كانوا يتلقونه من الكافرين. حيث تسلط السورة الضوء على أن ما قامت به قريش من إيذاء المؤمنين ومحاربة دين الله -عز وجل- هو سلوك يتكرر في سيرة الأمم السابقة التي كفرت به.
كما تتناول السورة قصة أصحاب الأخدود في اليمن، الذين واجهوا ألواناً من الأذى والفتنة في دينهم. إذ قام الملك ذو نواس اليهودي، الذي يحمل اسم زرعة بن تبان أسعد الحميري، بالتوجه بجيشه نحو بعض رعيته الذين اعتنقوا النصرانية، والذين بلغ عددهم نحو عشرين ألفاً. وقد أُجبروا على الاختيار بين ترك دينهم أو التعرض للقتل حرقاً بالنار. فاختار أولئك المؤمنون الثبات على عقيدتهم، مما دفع جنود الملك إلى حفر أخدود وإشعال النار فيه، وألقوا بهم حتى تعرضوا للحرق جميعاً.
ترتيب نزول سورة البروج
نزلت سورة البروج بعد سورة الشمس التي تناولت العديد من القضايا، منها: خطر الظلم والطغيان وما يترتب عليه من هلاك، وكذلك تناولت أوضاع الناس تجاه الدعوة، حيث انقسموا إلى من آمن واختار طريق النور، ومن وقع في ظلام الكفر بسبب جهله، ومن لم يكتفِ بمجرد الكفر بل أظهر العداء للرسل والدعاة.
ثم أعقب الله -عز وجل- ذلك بسورة البروج التي أوضحت مصير الطغاة الذين يعتدون على المؤمنين، مثل الملك ذو نواس وفِتنته لأصحاب الأخدود، وكذلك فرعون وثمود. وبعد سورة البروج، أنزل الله -عز وجل- سورة التين التي أثبتت أن من عدل الله تعالى أن يكون هناك يوم للقيامة يخصص لمحاسبة الظالمين وإنصاف المظلومين.
موقع نزول سورة البروج
تعتبر سورة البروج من السور المكية التي تتألف من اثنتين وعشرين آية، وتتضمن مئة وتسع كلمات، و四百 وخمسة وستين حرفاً. وتُصنف السورة كالسورة السابعة والعشرين من حيث النزول في القرآن الكريم. وقد سُميت سورة البروج بهذا الاسم لأن الله -عز وجل- ابتدأها بالقسم بالسماء ذات البروج، في إشارة إلى مواقع الكواكب المتحركة.
الدروس المستفادة من سورة البروج
تحمل سورة البروج العديد من الدروس المستفادة، منها:
- إبراز عظمة الله -عز وجل- وكمال صفاته.
- مما تتضمنه عواقب المؤمنين الصالحين، الذين أخلصوا في إيمانهم, حيث وعدهم الله بالجنة، في حين عاقب الكافرين بالهلاك والنار.
- توضح أن النهاية المحتومة للأمم الجائرة التي تواصل اضطهاد المؤمنين هي الهلاك.
- تسليط الضوء على شرف القرآن ورفعة مكانته باعتباره كلام الله -عز وجل-.
أنزل الله -عز وجل- سورة البروج لتكون عوناً لرسول الله وأصحابه في مواجهة أذى الكفار. وتسلط السورة الضوء على قصة أصحاب الأخدود الذين تعرضوا للفتنة، لكنهم صمدوا أمامها، وقد نزلت هذه السورة في مكة، بعد سورة الشمس وقبل سورة التين، كما أكدت على أن الله -عز وجل- قد توعد الأمم الظالمة بالفناء والعذاب.