ابتسم الربيع بدموع العواصف
ابتسم الربيعُ بينما كانت العواصف تبكي
وأصبحت الأرض مغطاة بالنمو
بين غطاءٍ أخضر وأشجار ذات ألوان زاهية
ومع تساقط الأطراف، بدا وكأنه تم تمهيد الطريق
ما زالت الأشعة تعكس أضواء الصباح
في ساعات الفجر والليل
تجد الوحوش مُشبعةً من خيراتها
والطيور فيها تُحبُّ الطعم
وظهور الغزلان تبدو عائمة في الفضاء
وحيوانات الحمام تواصل صمتها الدائم
والحدائق تتلألأ كالأحجار الكريمة تحت
زخم الحياة وقطرات المطر
فتلك اللآلئ تتراقص على ورقٍ
كأنها رياحٌ رائقة أو خيولٌ شاحبة
كما أرى الكلمات تتدفق من قلوب ملهمة
حتى تخرج بألوانها الساحرة
وترتفع الدهشة في قلب الزمان
إذا كان الربيع يمثل الشباب في الحياة، وإذا كان
الصيف يُعد رمزاً للهرم
أنتِ بنت نعمان، بين روابي نعمان
أنتِ حقاً من معاني النعم
غدت الشقائق توصف بعظمة الخالق
تألقٌ لعيون تُعجب بما رأته
لتري كيف يتجلى الحكمة في التنوع
شعلة تضيء ليل نهارك
وتضيء في أحلك اللحظات
فكأنما شعلة تتلألأ فوق الفحم المُعد
لم تتقد في ذلك الفحم أبدًا
وكأن ظل سراب السواد يدفعها
إلى ما أحمّر عند شروق الشمس
حدق العاشقون واستعدوا للعواطف
فإنها قسمة تُزهى بها العيون
ما كان يُهدى مثلها للمحبين
إلا بإرادة من خلق الأرواح
اترك اللوم إذا كان اللوم عون النكبات
اترك اللوم لأن اللوم يُعزز النكبات
ولا تتجاوز فيه حد المعاتبة
فمن لا يقيم في المضيق ليس معتاداً
ولا كل من يشدّ الرحال فهو كاسب
وفي السعي حكمة، والنفوس نفيسة
وليس بحكمة في بيعها بالرغائب
وما زال الأمل في الحياة يُفضل
على الممالك والأرباح دون الحرائب
أنت قد زودتني بالحطب لناري فلا تدعْ
لكَ الخيرُ يحذرك من شرور المتاعب
وأنت تنكر خطابي وليس ذلك يمنعني
من السعي للحصول على المكاسب
ومن يلقَ ما واجهته في كل مجال
من الأشواك، فإنه سيزهد في الثمار الجيدة
قد جعلتني الرحلات أقترب من الغنى
إليّ وأغراني برفض المطالب
فأصبحت فيما يُدعى الثراء أزهد زاهد
وإن كنت في الكسب أرغب راغبًا
حريصًا وجبانًا أشتهي ثم أكتفي
إلى لقاء الرزق في موقف المراقب
ومن سار بدافع الحرص والجبن فإنه
فقير جاءه الفقر من كل جانب
يا خليلي، قد أسرتني وحيداً
يا خَلِيلَيَّ، قد أسرتني وحيداً
فقلبي يتأمل عظمة المعنى
غادة زينتها من غصنٍ حسنٌ
ومن عيون الظباء التي تتألق
خصبها من فرعها ومن خدودها
من السواد المثير والألوان
أوقد الحسن نارَه من وحيدٍ
فوق خدٍّ لا يسيء له نضارة
إنها برودة على وجهها وسلام
وهي لكل عاشقين جهدٌ جاد
لم يضرها قط وجهها الذي يُشبه الماء
ويُذيب القلوب وهي حديد
ما أصابها من حرارات وجنتيها
غير تقليذ ريقها الذي يبرد
مثل ذلك الرضاب أطفأ كل الأحزان
لولا الكرامات والوجدان
وخليل بحسنها قال صفها
قلت أمر بديهيٌ وسهلٌ وصعبٌ
يسهل القول بأنها أحسن النساء
ويصعب تحديدها بالمواصفات
كَشَمْسِ الليل من كلا المنيريْن
وكتألقِ البدر من نوره يستفيد
تتجلى للناظرين، فشقي
بحسنها وسعيد
ظبية تسرق القلوب وترعاها
وقمريّةٌ تغنّي بألحانها
تتغنّى، كأنها لا تغنّي من سكون
وحركات الأعضاء الماهرة
لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ
ولا يُدرك منها وريدٌ
من هدوء وليس فيه انقطاع
وسكونٍ فيه مباشرة
مدَّ في شأو صوتها كما أنفاس عاشقيها
وأرقُّ الدلال والعذوبة فيه
فكاد أن يطفئ الشغف
فيه تداخلٌ وزخرفة من الشعر
ما صيغٌ يُراوِحُ الجمال
طيبٌ لغةً وما تتغنى به
كل شيء لها بذلك شهيد
صدىً ينقع السرور عنده
يوجد السرور المفقود
فلها الأزمنة تهيم بها
وللدهر سامع يدعو مرة أخرى
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
فكن صبورًا، فقد أودى مثلكما عندي
بُنَيَّ الذي منحتهُ كفَّاي للثرى
فيا عزة المهدي ويا حسرة المهدي
ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها
من القوم حبيبات قلوبهم
تجنبوا خواء الموت في مرحلة النفاس
كيف اختار الموت بسيط الأطفال؟
فللَّه كيف اختار وسط الحفل
فيما كنت آمل بالخير من إشارات
وفوجئت من أعماله بآية الرشد
مشغولاً بحضور الموت الذي غيبه عني
وبهذا بطل سيصبح بعيداً بالرغم من قربه
لقد أوفت المنايا بوعدها
وأسقطت الآمال لما كان من وعود
لقد قلّب الموت في كف المهد
فلم ينسَ عهده كما تم ضمه في الظهر
تنغصَ قبل الرّيّ ماءُ حياً
وفوجئت به ومن نزف الحزن
وما زالت روحه تتلاشى أمامي
كما ينحني الفرع النديّ
فَيالكَ من نفس تتكسر مثل الحبيبات
تتساقط في نظام بلا عقد
عجبتُ كيف لم ينفطر قلبي
بالرغم من قسوته وحجريته
ودّي أني لم أكن هنا قبله
وأن المنايا كانت له بمثابة الصخرة
ولكن الله شاء شيئًا آخر
وللرَّبِّ توجيه إرادته لا من العبد
وما سرني أن بعتُهُ بثوابٍ
لكنني لا أتوصل بخلود في الجنان
ولا بعتُهُ بمزاجي ولكن غُصِبتُ
وليس على ظلم الأحداث ما يُعترف
وإن كنت أؤذِن بقدوم أبنائي بعده
لَذاكرٌ ذكراه ما تحنَّتِ الذكريات في نجد
وأولادنا مثل الطيور الفريدة
فقدناه، وقد كان الفقدُ آفة واضحة
لكل مكانٍ لا يُسَدُّ فيه فراقه وإخفاقه