قصيدة: يا مدور الهين ترى الكايد أحلى
يا مدور الهيّن، إنّ الكايد أجمل
وأسأل مغني كايدات الطروقي،
الجمال غالي ولكن الأجمل أغلى
والكلّ مشترٍ في بضاعتي وسوقي،
النوّ عالي والسما فوقه أعلى
ولا يعلو علمٌ على علم يفوقني،
إذا قلت إن الصعب هينٌ، فقد سهلت
فإذا كنت ترغب فيَّ، فأنت يا صعب شوقي،
أحبُّ أن أروض المهرة التي تميزت
وأحبُّ السفر مع سحاب تعلو،
وأحبُّ فوق الغيم لمعان البروقي
وأحبُّ سهر بدري الذي يتجلى،
وارسم شعاع الشمس عند الشروقي
يا من على ثائر فؤادي تولى،
كن على قلبي، فإن الكرامة شفوقي
أكرم عزيزي في العمر مستذلا،
يجلب عمره للمشاريف بسوقي
اخترتك من بين الناس للقلب خلاق،
يا حيثك مرادي، وكيفي وذوقي
ما رحت أفتش في كل زولٍ تحلا،
لولاك لم يكن يستحق قلبي خفقاتك
قصيدة: مرتاح أحبك ولا علّمت
مرتاح أحبك دون أن تعلمني
حتى أنت جعلتني عيياً في الإفصاح،
وفي البارحة حين سلّمتني
شكت عيوني لو تسألك،
برقٌ لمع في العيون وكأنه خائف
تسكن وجع القلب الذي يصل إليك،
عساك في نظري لم تريني
كيف جراحي كانت تتساءل لك،
من خوفي كدت أن أحترق ابتعدت
أهرب من شمسك إلى ظلك،
أخشى عليك الهوى إذا وقعت
بل لا تلمني قربك يتلهفني،
أريد قليلاً منك ولكن لم أجد
بعضك تركني مع كل ما كنت،
ما أدري إن كنت صواباً أو خطأ في قولي
إنك حبيبي وأنا أتركك.
قصيدة: يا قصيدة عمري التي تكتبيني
يا قصيدة عمري التي تسجليني
كل يوم نغمة من ألحان هواك،
ارحميني يا عشق، أو اذبحيني
لا تتركيني معلقاً في سماك،
كلما أخذت مني عمراً، أعطيني
لحظة في ساعة من حماك،
الحياة أراها، والموت يقترب مني
أعذب من يحبك ولا يلقاك،
أسهر الليل وقمر طيفك في عيني
وشعاع الصباح يوقظني بذكراك،
إذا كانت حادي تراقب حنيني
وإن تلاقى طيفك على طرفي،
كيف هذا من هوى قلبي يأتي لي؟
يا أرق الناس، قولي ما دهاك،
لو تماديت بملامي، فسامحيني
لقد تماديتي في قلبي من ضياك.
قصيدة: ما هو صحيح القلب للقلب شاهد
ما هو صحيح، القلب للقلب شاهد،
لو أنه صحيح، أصبحت مفتوناً فيك،
بينما بيننا حب من قلب واحد
ليت الهوى يأتيك ولا يجيني،
وليتك تعرف الشوق الذي صار وافر
وليتك تعرف أوجاعاً تألم الحنين،
ما شكوت الحر والجو بارد أبداً
ولا سهرت في الليل خلال السنين،
ولا مشيت العمر والحظ قاعداً
ولا تحديت الألم والونين،
أضحك وأنا لجروح الأحباب جاحد
أداري ما يكن عن كل عين،
ما أريد الفرح على قلبٍ حاسد
وإلا عذابي في عيوني يبين،
شيءٌ يهون وشيءٌ بالحيل كايد
يا كود تجريح الخفوق الحزين،
من عاند وقتها وقلبه يعاند
مالت به الدنيا يساراً ويميناً،
غرّني أمثال العرب بالشواهد
يطلبكَ قلبي على أمل أنك تبيني.
قصيدة: يا وش بقى باعطيك مني ولا جاك
يا وش بقى أن أعطيك مني ولا جاءك،
ما تبقى سوى روحي أعيش بها لك،
وأصف جمالك كلما أنشدت وأهواك
وأزين أيامي بجلسة خيالك،
يا الغائب الحاضر في قلبي، لكني لا ألقاك
أقرب من عروقي وصعب منالك،
أساء إليّ زماني فأخذني عن عيوني ووداك
لا شك وثق في ضلوعي حبالك،
يا حاجب شمسي ورا ليلك الجاف
ما بالعهد بك قاسي في دلالك،
ما غيرك يا منوة القلب وفتنتك
على حبيب لم يختار بديلاً لك،
دنياي لا تصلح بلا ضوء شمسك
والليل يرهق لو تبدل هلالك،
ما ينقطع ظمأ الهوى إلا بوجودك
ولا يهون حرّه إلا في ظلالك،
ولا ترى العين زين بلاك
ولا يطرب سمعي إلا بك،
ولا ينتفض قلبي من الحب لولاك
ولولاك لم يظهر علي ما تراه.
قصيدة: أستطيع أمنع لساني ما يقول
أستطيع أن أمنع لساني عن الكلام،
وأستطيع أن أمنع عيوني عن الرؤية،
ويمكنني كذلك منع يديّ عن لمسك،
وأحجب أذني عن حكايات الخلق،
لكن المشكلة، كيف أحول دون فكري،
إذا كان خيالي يسير بصمت؟
تشوش أفكاري رغم إرادتي،
كلما جاء الهوى أو طاف،
كل نجمٍ لي أصبح ذليلاً
في الفضاء يتنقل حيث ضاق الثرى،
شاغلي يا صاحب الطرف الخجول
أحبك قد بعت في قلبي واشترى،
يا ربيع القلب في كل الفصول
ورد حبك يفوح عطره ويتفتح،
مرني طيفك المعتاد بسرعة
عز طيفك مثلما عز النوم،
ما نفع تحذيري القلب المحروم
يرقد الفراغ وعيني تسهر،
أسألك قل لي، ولو فيها فضول
كيف تقدم روحك لمن لا يدري.
قصيدة: خذاك الزمن مني وترك لي أشواقي
خذاك الزمن مني وترك لي أشواقي،
ليتَه أخفى ذكراك من كل أوراقي،
الصهد ولع حياتي، ليتها لمعة قمر،
تذكر أيام القمر؟ كيف السمر أصبح سهر؟
كيف الأماني.. أصبحت شكوى عمري؟
ليه انطفى فيك الزمان؟
ليه اختفى فيك الأمان؟
خذاك الزمن مني،
يا روعة أيامي ولوعة حاضري،
يا بهجة الخافق ومتعة ناظري،
تذكر الحب الأمل،
قبل أن يصبح ذكريات وآهات؟
تذكر الفرحة.. ولهفاتي عليك؟
أسبق الموعد إليك،
ولحظة الشوق الكبير،
والخفوق اللّي من فرحتي يطير؟
ورقصات الدقائق عند الوعد،
وهمسات الحقائق قبل وبعد،
ليه انطفى فيك الزمان؟
ليه اختفى فيك الأمان؟
خذاك الزمن منّي.
قصيدة: الله أكبر كيف يجرحن العيون
الله أكبر، كيف تجرح العيون؟
كيف يمكن أن لا يشفى صويب العين أبداً؟
أحسب أن الرمش إذا سد لا يحن،
إذ أن رمش العين لا يأوي لأحد،
يوم جاء لي نظر عينه بخفّة،
فز قلبي وصفق وارتعد،
لفًني مثل السحائب والمزون،
في عيوني برق وبقلبي رعد،
نقض جروحي وجدد طعوني،
قلت يكفي، قالت عيونه كذلك،
وانعطف هاك الشعر فوق المتون،
وانثنى عوده وابتعد،
أشغلتني نظرة العين الفتون،
حيّرتني بالتوعد والوعد،
هي تمون العين أو لا؟
لأخذت قلبي ووقفت، يا سعد.