تتبع بعض الأسر أسلوب العنف في تربية أطفالهم، سواء من خلال الضرب أو بوسائل العنف اللفظي كالإهانات، مما يؤدي إلى آثار سلبية عميقة. العديد من الأطفال يعانون من مشكلات نفسية نتيجة لذلك، وسنتناول في هذا المقال الآثار السلبية المترتبة على نفسية وجسد الطفل بسبب العنف.
أشكال العنف ضد الأطفال
يُعبر العنف عن مجموعة من الممارسات تتضمن الإيذاء اللفظي، العنف الجسدي، والإهمال، مما يؤدي إلى تأثيرات نفسية خطيرة. فقد أظهرت الدراسات أن 74.6% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 18 عاماً تعرضوا للعنف الجسدي، في حين واجه 58.3% من الأطفال في الفئة العمرية من 8 إلى 17 عاماً العنف النفسي.
الآثار النفسية السلبية للعنف على الأطفال
يتعرض الأطفال في كثير من الأحيان للعنف من قبل أولئك الذين يجب عليهم حمايتهم، كالوالدين. ويؤدي ذلك إلى مشكلات نفسية تؤثر بشكل كبير على حياتهم، ومنها:
- يسبب الضرب تفاقم المشكلات النفسية للسلوك الإجرامي لدى الطفل.
- خطر الإصابة بمشكلات عقلية ونفسية نتيجة انتهاك سلامة الطفل.
- تعزيز شعور الطفل بالخوف وفقدان الإحساس بالأمان، حيث يُعتبر الأهل مصدر الأمان الأول له.
- قد تؤدي حالات العنف إلى التوحد، مما يؤثر سلباً على المهارات الاجتماعية للطفل.
- يؤثر العنف بشكل سلبي على ثقة الطفل بنفسه، مما يؤدي إلى فقدان الشعور بالاحترام الذاتي.
- يمكن أن يؤدي العنف إلى فقدان شهيته، مما ينشأ عنه مشكلات صحية نفسية.
- الأطفال الذين يتعرضون للعنف قد يظهر لديهم ميول لتناول المخدرات في مراحل لاحقة من حياتهم نتيجة الاكتئاب.
الآثار الجسدية السلبية للعنف على الأطفال
يعاني جسد الطفل من التأثيرات الناتجة عن العنف الجسدي الذي يتعرض له، سواء في المنزل من الأهل أو في المدرسة من المعلمين، وتتضمن النتائج ما يلي:
- تؤدي الضربات إلى إرهاق جسدي شديد نتيجة تأثير الضغوطات على الجهاز العصبي، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية على الغدد الصماء والأجهزة التنفسية.
- إضعاف النسيج العضلي الناتج عن العنف، مما ينعكس سلباً على قدرة الطفل على التكيف في حياته اليومية.
- يمكن أن يسبب العنف إصابات جسدية، وبعض الحالات قد تكون قاتلة.
- العنف قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة على المدى الطويل، مثل أمراض القلب والسرطان، كما يعاني بعض الأطفال من صعوبات في النوم والأرق.
العنف الجنسي ضد الأطفال
يعد الاعتداء الجنسي من أخطر أنواع العنف ضد الأطفال، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً. كشفت أبحاث أن 27.3% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 17 عاماً تعرضوا للعنف الجنسي في مرحلة ما من حياتهم.
كما تعرض 24% من الأطفال في المخيمات السورية للعنف الجنسي في نفس الفئة العمرية.
خطوات للقضاء على العنف ضد الأطفال
يعتبر إنهاء العنف ضد الأطفال أمراً ضرورياً لصحة الأطفال والمجتمع، حيث إن أطفال اليوم هم قادة المستقبل. لذا يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
- تشريع قوانين تحظر العنف بكافة أشكاله ضد الأطفال، بالإضافة إلى توفير خدمات دعم للضحايا.
- تطوير استراتيجيات وطنية للتصدي لمشكلة العنف ضد الأطفال.
- التعاون مع الجهات الحكومية لمحاكمة المعتدين على الأطفال وتقديم الدعم القانوني.
طرق فعالة للحد من العنف ضد الأطفال
تتمثل الاستراتيجية الأساسية للحد من العنف ضد الأطفال في زيادة وعي الأهل بالآثار السلبية المترتبة على هذا السلوك. إليكم بعض الأساليب التي يمكن اتباعها:
1- رعاية الأطفال ومتابعتهم
يجب التواصل مع الأطفال بشكل هادئ ومرتب، مما يمنحهم الشعور بالأمان ويتيح لهم الفرصة للتعبير عن أي اعتداء قد يتعرضون له.
2- التوعية الإعلامية
من الضروري تعزيز الوعي بخطورة العنف ضد الأطفال من خلال برامج تلفزيونية أو عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
3- وضع استراتيجيات حماية الأطفال
تعميم استراتيجيات حماية الأطفال من العنف داخل الأسرة وخارجها، خاصة في المدارس والمؤسسات الاجتماعية.
وبذلك نكون قد تناولنا أشكال العنف ضد الأطفال، وآثاره السلبية على صحتهم النفسية والجسدية، بالإضافة إلى بعض المعلومات المفيدة للحد من هذه الظاهرة.