تُعتبر ممارسة الرياضة بشكل منتظم أمرًا بالغ الأهمية للنمو السليم لأطفالنا، ولكن من الضروري أن تُعطي الأمهات الأولوية لاختيار اللعبة الرياضية المناسبة لتجنب مخاطر الرياضات العنيفة. يُستحسن أن يختار الأطفال أيضًا الأنشطة التي يفضلونها. سنقوم في هذا المقال بتناول أضرار الرياضات العنيفة على الأطفال.
أضرار الرياضات العنيفة على الأطفال
غالبًا ما يظهر العنف في الرياضات نتيجة لتصرفات اللاعبين أو التهكمات من الجماهير، كما بيّنت العديد من الدراسات. حيث يشجع معظم المتفرجين على العنف الرياضي أو يتأثرون به بناءً على ما يقوم به اللاعبون والجماهير الآخرون والمدربون:
- يشعر المشجعون بزيادة في الثقة بالنفس وهويتهم الاجتماعية عند تفاعلهم مع فرقهم المفضلة.
- تتأثر سلوكياتهم بسلوك اللاعبين، مما يدفعهم لمحاكاة تلك التصرفات لتأكيد هويتهم الشخصية.
- تُعزز الروابط مع فريق معين من شعور الانتماء بين اللاعبين والمشجعين والمدربين، مما يجعلهم يعتبرون الفرق المنافسة كأعداء.
- يساهم هذا التصور للفرق الأخرى كقوة عدوانية في توليد تفاعلات سلبية تجاه المجتمعات المنافسة، وصولًا إلى المؤيدين والطبقات الاجتماعية المفترضين.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينخرط المشاهدون في أفعال عدوانية نتيجة لتشجيع العنف من قبل اللاعبين أو المدربين أو الوالدين أو وسائل الإعلام.
- عندما يتصرف لاعب بشكل عدواني ويُكافأ بشكل جيد أو يُمنح راتبًا كبيرًا، قد يؤثر ذلك سلبًا على المشاهدين ويؤدي إلى تصاعد السلوكيات العنيفة.
النظرية النفسية لعوامل العنف في الرياضة
من المهم تثقيف أطفالنا حول أهمية احترام القواعد والأنظمة التي تحكم أي رياضة، وبيان أن الهدف الأساسي من ممارسة الرياضة هو المشاركة والاستمتاع، وأنه ليس من المقبول أن يؤدي ذلك إلى عنف. تؤكد النظرية النفسية على أن هناك مجموعة من العوامل النفسية التي تساهم في اندلاع التصرفات العدوانية في الساحات الرياضية. إليك بعض الجوانب الرئيسية لهذه النظرية:
- التنافس والضغط النفسي: قد يُعتبر المستوى العالي من التنافس في الرياضة سببًا في زيادة مستوى التوتر، إذ يؤدي التركيز على الفوز إلى تعزيز الضغوط مما قد يدفع بعض اللاعبين إلى التصرف بصورة عدوانية.
الجوانب الأساسية للنظرية النفسية
يعتبر العديد من اللاعبين والمشجعين أن فرقهم تمثل جزءًا من هويتهم الشخصية، ومن بين الجوانب ذات الصلة:
تأثير الجماهير
تستطيع الجماهير أن تحدث تأثيرًا كبيرًا على اللاعبين، وعندما يتعرض اللاعب لانتقادات حادة أو تحريض من الجماهير، قد يتأثر نفسيًا ويزداد احتمال تصرفه بشكل عدواني.
التربية والبيئة الاجتماعية
تلعب العوامل النفسية المرتبطة بالتربية والبيئة الاجتماعية دورًا مهمًا، فإذا نشأ الفرد في بيئة تروج للعنف كوسيلة لحل النزاعات، قد يقوم بنقل هذا السلوك إلى ساحة الرياضة.
تابعوا المزيد:
ضعف التحكم الذاتي
قد يُعزى ضعف التحكم الذاتي إلى التصرفات العدوانية؛ فعندما يفقد الشخص القدرة على ضبط ردود فعله، قد تظهر سلوكيات عنيفة بشكل أكبر.
يساعد فهم هذه الجوانب النفسية على تحديد العوامل المحتملة التي تُغذي التصرفات العدوانية في المجال الرياضي، ويُتيح الفرصة لتطوير استراتيجيات تهدف إلى تقليل العنف وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
في ختام هذا المقال، تطرقنا إلى أضرار الرياضات العنيفة على الأطفال واستعرضنا الجوانب النفسية التي تساعد في تحديد أسباب العنف في الرياضات المختلفة.