تُعتبر أعراض تليف الكبد المبكر من المواضيع الهامة المتعلقة بصحة الكبد، الذي يعد أحد الأعضاء الحيوية في الجسم. يلعب الكبد دورًا رئيسيًا في تخليص الجسم من السموم التي تصل إليه عبر الدم. لذا، فإن الإهمال في العناية به يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بتلف كبدى، وهو ما سنتناوله اليوم من خلال استعراض أعراض المرض وسبل العلاج وأسباب حدوثه.
ما هو تليف الكبد؟
تليف الكبد يُعتبر مرحلة متقدمة من الأمراض التي تصيب الكبد، حيث يمر الكبد بعدة مراحل قبل الوصول لهذه الحالة. هناك العديد من العوامل التي تسهم في تدهور حالة الكبد.
يمتاز الكبد بقدرته على تجديد خلاياه عند التعرض للإصابة، لكن عندما تتجاوز عملية التجديد حدودها القصوى، يصبح عاجزًا عن استعادة حالته الطبيعية، مما يؤدي إلى تليف الكبد.
وعند الوصول لهذه المرحلة، قد يتوقف الكبد عن أداء وظائفه الحيوية، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وقد تكون هناك حالات تؤدي إلى الوفاة. الشفاء من تليف الكبد يعد أمرًا صعبًا، حيث نادراً ما يعود الكبد إلى حالته الطبيعية في هذه المرحلة.
أعراض تليف الكبد المبكر
تظهر على المصابين بتليف الكبد مجموعة من الأعراض التي تشير إلى هذه الحالة الحرجة، ومن أبرزها:
- الإرهاق العام والشعور بالضعف، مما يعيق القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
- حدوث نزيف داخلي يمكن تحديده من خلال الفحوصات والتحاليل.
- الشعور بالدوار والغثيان وفقدان الشهية بشكل ملحوظ.
- ظهور تورم في الساقين والقدمي.
- اصفرار الجلد والعينين.
- فقدان الوزن مع تجمع السوائل في منطقة البطن.
- مضاعفات تتعلق بالدورة الشهرية عند النساء وتغيرات في الرغبة الجنسية عند الرجال، بالإضافة إلى تضخم الثديين وضمور الخصية.
الأسباب وراء تليف الكبد
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تليف الكبد، وتتراوح بين الأسباب المباشرة والتأثيرات الثانوية لأمراض أخرى. ومن أبرز هذه الأسباب:
- الإفراط في شرب المشروبات الكحولية.
- الإصابة بفيروسات التهاب الكبد الوبائي (B, C, D).
- تراكم الدهون في الكبد.
- زيادة معدلات الحديد أو النحاس في الجسم.
- مشاكل في القناة الصفراوية التي تؤثر في صحة الكبد.
- الإصابة بالسكري في مراحله المتقدمة.
- أمراض المناعة الذاتية مثل الإيدز.
- الاستخدام المفرط للأدوية من دون استشارة طبية.
- اتباع عادات غذائية غير سليمة مثل استهلاك كميات كبيرة من الدهون.
علاج تليف الكبد
يتضمن علاج تليف الكبد نقطتين رئيسيتين: العلاج المباشر للتليف، وعلاج الأسباب الكامنة وراءه.
أولاً: علاج تليف الكبد
- زيادة تناول السوائل للحفاظ على ترطيب الجسم.
- اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم وتناول أدوية لمنع تراكم السوائل.
- إدارة نسبة ضغط الدم لزيادة سلاسة تدفق الدم إلى الكبد.
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكر للحفاظ على الكبد في حالة صحية.
- استخدام الأدوية التي تدعم وظائف الكبد وتساعد في إزالة السموم.
- تطبيق العلاجات الكيميائية لعلاج فيروس التهاب الكبد الوبائي نظرًا لفعاليتها.
ثانيًا: علاج الأسباب الكامنة وراء تليف الكبد
- علاج إدمان المشروبات الكحولية.
- تشجيع المرضى على فقدان الوزن، لا سيما الذين يعانون من السمنة.
- علاج التهابات فيروس الكبد الوبائي (B, C).
- معالجة العدوى البكتيرية والتهابات الرئة.
- علاج الأورام الكبدية بالتقنيات المناسبة.
- توفير أدوية تخفف من سموم الدم.
- إجراء تحاليل دورية لمتابعة تطور حالة وظائف الكبد.
مضاعفات تليف الكبد
يمكن أن ينتج عن تليف الكبد مجموعة من المضاعفات، تشمل:
- تباطؤ تدفق الدم مما يؤدي إلى الضغط على الأوعية الدموية.
- انسداد الأوردة، مما قد يتسبب في انتفاخ الساقين.
- تضخم الطحال وانخفاض في عدد خلايا الدم البيضاء.
- نزيف في الأوردة، مما يعتبر خطرًا على مرضى الدوالي.
- خطر إصابة المريء بالمشكلات نتيجة انتشار الدوالي.
- زيادة خطر العدوى بسبب ضعف الجهاز المناعي.
- تؤدي السموم إلى تأثيرات سلبية على الدماغ مما يعقد الوظائف الإدراكية.
- مضاعفات في العظام مثل الهشاشة.
سبل الوقاية من أمراض الكبد
توجد عدة طرق يمكن من خلالها حماية الكبد والوقاية من الأمراض المختلفة، ومنها:
- الابتعاد عن المشروبات الكحولية، حيث إنها تلحق الضرر بالكبد بشكل كبير.
- اتباع نظام غذائي صحي يركز على تناول الفواكه والخضروات والحبوب.
- مراقبة الوزن والمحافظة عليه ضمن المعدلات الطبيعية.
- تجنب مشاركة أدوات شخصية والابتعاد عن الأنشطة التي قد تعرض الشخص لفيروسات الكبد.
- إجراء الفحوصات الدورية لمتابعة صحة الكبد والحد من المخاطر المبكرة.
زراعة الكبد
تُعتبر زراعة الكبد الخيار الأخير لعلاج حالات تليف الكبد المتقدمة، حيث يتوقف الكبد عن أداء وظائفه. تتم عملية الزراعة من خلال نقل كبد سليم لشخص متوفي إلى جسد شخص يُعاني من تليف الكبد.
يحتاج الشخص إلى عدة فحوصات للتأكد من أنه قادر على استقبال الكبد الجديد وتأقلم جسمه معه. تظهر الدراسات أن نسبة نجاح عمليات زراعة الكبد عالية، إلا أنه يُحظر على الأفراد الذين يعانون من تليف الكبد الكحولي استئناف شرب الكحول مجددًا.
زراعة الكبد تعد من العمليات المكلفة وتتطلب رعاية طبية مستمرة بعد العملية، بما في ذلك الالتزام بنظام غذائي صارم والتقليل من العوامل التي قد تؤدي لإعادة الإصابة.