يُعتبر شهر رمضان من أفضل الأشهر، إذ يحمل العديد من المزايا والطاعات التي تميزه عن باقي الأشهر. إنه الشهر الذي نزل فيه القرآن، كما ورد في قوله تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر”. وقد أفُرض فيه الصيام كواحد من أركان الإسلام الخمسة، ويحتوي أيضًا على أفضل الأعمال التي يقرب بها العبد إلى ربه. في هذا المقال، سنستعرض أفضل الأعمال المستحبة خلال شهر رمضان.
الأعمال المستحبة في شهر رمضان
سنستعرض بعضًا من أفضل الأعمال المستحبة في شهر رمضان الكريم كما يلي:
- الصيام: يُعتبر الصيام من أبرز العبادات في هذا الشهر المبارك وهو من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى. يقال إن للصائم فرحتين، فرحةٌ عند الإفطار وأخرى عندما يلقى ربه، حيث يحتفظ بأجر صومه لنفسه. الصيام ينطوي على الامتناع عن المفطرات وكل ما نهى الله عنه، وهو صيام للجوارح.
- الصدقة: تُعد الصدقة من مظاهر الطمأنينة والسكون في شهر رمضان، حيث تساعد المجتمع بما يعود بالنفع على الفقير والغني على حد سواء. يهتم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا”.
- قيام الليل: يُعتبر قيام الليل من السنن المستحبة، حيث إن المحافظة عليها تعكس نورًا يتجلى في المكان الذي تُقام فيه الصلاة. وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس قيامًا في الليل.
- قراءة القرآن الكريم: من القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى، ويستحب للناس إنهاء قراءة القرآن خلال الشهر الفضيل. كان السلف الصالح من عُثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي كان يُختم القرآن كل يوم في رمضان.
الأعمال المحببة خلال رمضان
- البقاء في المسجد حتى شروق الشمس: اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يبقى في المسجد من الفجر حتى شروق الشمس. يُعتبر الوقت الذي يُمضيه الشخص في الصلاة خلال هذا الفترة عظيم الأجر، كأجر العمرة.
- الاعتكاف: يتضمن الاعتكاف الإقامة في المسجد لتلاوة القرآن وقراءة الأذكار ومناجاة الرحمن، وكان من السنن التي تحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم خلال العشر الأواخر من رمضان.
- صلة الرحم: التواصل المستمر مع الأقارب يعد من العبادات التي دعا الله سبحانه وتعالى لها من أجل إصلاح المجتمع وزيادة الرزق، سواء بمال أو صحة.
- الإكثار من الذكر: يُعتبر ذكر الله وشكرُه خلال الثلث الأخير من الليل وعند الإفطار من الممارسات التي يتميز بها شهر رمضان، حيث يُجازي الله سبحانه وتعالى من يكثر من الذكر بأضعاف الأجر مقارنةً بالأشهر الأخرى.
فضل صلة الأرحام في رمضان
تُعد صلة الأرحام من أفضل الأعمال عند الله تعالى، خصوصًا في شهر رمضان، حيث أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها تساهم في زيادة الرزق والبركة في الوقت. كما قال: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه”.
قيام الليل في رمضان
- قيام الليل من الأعمال العظيمة في رمضان، حيث الغفران للذنوب. من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، كما أن صلاة الإمام تُعتبر كقيام ليلة كاملة.
- يدل على ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”، وأيضًا: “إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة”.
الاعتكاف في رمضان
يُعتبر الاعتكاف من الأعمال المستحبة في رمضان، وخصوصًا في العشر الأواخر منه لاعتباره من أفضل الأعمال لنيل ثواب قيام ليلة القدر. فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان.
العمرة في رمضان
تُعتبر العمرة من الأعمال المحببة في رمضان، ولها فضل كبير. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال لامرأة من الأنصار: “ما منعك أن تحجّي معنا؟” فأجابتها: “كان لدينا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه”، وتابع النبي: “فإذا جاء رمضان، اعتمري فيه، فإن عمرة في رمضان حجة”.
إطعام الطعام
- يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: “ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيما وأسيرًا* إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا* إنا نخاف من ربنا يومًا عبوسًا قمطريرًا، فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورًا* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرًا”.
- تُبيّن هذه الآية فضل إطعام الطعام، الذي يصبح وسيلة للوقاية من الشر ومكافأة في الجنة.
- وعن زيد بن خالد الجهني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا”.