يُعتبر التسامح سلوكًا إنسانيًا نبيلًا يسهم في نشر المحبة وتعزيز العلاقات بين الأفراد، كما أن له مكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى. وهو ليس دليلاً على الضعف بل يعكس رغبة صادقة في إرضاء الله تعالى ونيل رحمته ومغفرته.
قال الله تعالى: “وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم”، مما يُظهر الوعد الإلهي بمنح الغفران والرحمة للمتعانقين بالصفح. في هذه المقالة، سوف نستعرض مفهوم التسامح وتأثيراته.
تعريف التسامح
- التسامح، في معناه اللغوي، يعني التساهل والتسامح في التعامل مع الآخرين. يظهر هذا السلوك عادةً كاستجابة لتصرف عدائي، حيث يُفضل الشخص المتسامح التجاهل رغم قدرته على الرد بالمثل.
- إن التسامح يعني العفو عن المسيء أو المتسبب في الظلم، وعدم الرد بالمثل يُعبر عن قوة الشخصية وأخلاقها الرفيعة.
- كما ورد في القرآن الكريم في سورة الشورى: “وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين”.
- لذا، يُعد التسامح صفة شريفة من الأخلاق، وقد ورد في الآية السابقة أن أجر المتسامح هو عند الله، مما يشير إلى عظمته.
- عليه، ينبغي للإنسان الذي يمتلك القدرة على الصفح والعفو عن مسيئه أن يتخذ هذا القرار لينال الثواب من الله تعالى.
أشكال التسامح
يمكن التعبير عن التسامح بعدة طرق، منها:
- التعامل بلطف مع الآخرين.
- التصرف بلطف في العلاقات اليومية.
- الإحسان إلى الجيران.
- البر والإحسان.
- إبداء المشاعر الطيبة تجاه الآخرين.
- تعزيز العدالة في المعاملة بين الناس.
التسامح في الإسلام
- يتميز الإسلام بكونه دينا يبرز فيه التسامح بشكل واضح، حيث يحث الله تعالى في كتابه الكريم على العفو والإغفال في العديد من المواضع.
- كما يتضح في الآيات 133 و134 من سورة آل عمران التي تبين جزاء المتسامحين بالجنة:
- “وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين”.
- كما حذّر الإسلام من غياب التسامح، حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى انتشار الكراهية والظلم والجرائم.
- ورد في حديث عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الإيمان الصبر والسماحة”.
- كما أظهر أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي لم يرفض شيئاً يحتوي على القصاص إلا وأمر بالعفو.
- كذلك، تجلت صفة التسامح في تعاملات النبي عليه الصلاة والسلام مع أهل الكتاب، حيث كان يقدم لهم الإحسان ويعتني بهم.
- يتصور البعض أن التسامح يقتصر على البشر، ولكن هذا غير صحيح، إذ يشمل كافة الكائنات الحية بما في ذلك الحيوانات والنباتات.
تأثيرات التسامح
تترتب على التسامح عدة آثار إيجابية، من أبرزها:
- يمنح الشخص المتسامح شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة باستمرار.
- يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، إذ إن التعامل بعقلانية يسهم في تجنب الصراعات.
- يساهم في نشر المحبة والألفة بين المجتمع، ويعزز من شعور الانتماء بينهم.
- يؤدي إلى شعور الفرد بالرضا الداخلي.
أهمية التسامح للفرد والمجتمع
التسامح له دور كبير للفرد والمجتمع في عدة مجالات:
- تعزيز السلام والتعايش: يساهم التسامح في بناء علاقات سلمية بين أفراد المجتمع، بغض النظر عن اختلافاتهم الثقافية أو الفكرية.
- تعزيز الفهم المتبادل: يعمل التسامح على تقليل الفجوات وإقامة علاقات إيجابية، مما يحسن من الأجواء الاجتماعية.
- تحفيز النمو الشخصي: يتيح التسامح للأفراد فرصة استكشاف وجهات نظر جديدة، مما يسهم في النمو والتطور.
- الاستقرار الاجتماعي: يساهم التسامح في تحقيق بيئة مستقرة تخفف من النزاعات والتوترات.
- بناء مجتمعات متعددة الثقافات: يعزز التسامح احترام الثقافات المختلفة ويؤدي إلى تعاون أكبر.
- تعزيز الحوار: يعمل التسامح على دعم الحوار البناء الذي يساهم في حل القضايا المجتمعية.
أنواع التسامح
للتسامح أشكال متعددة تعكس كيفية تفاعل الأفراد مع الآخرين، منها:
- التسامح الديني: يشمل قبول التنوع الديني والاحترام المتبادل بين الأديان.
- التسامح السياسي: يعني السماح بتنوع الآراء السياسية وتعزيز النقاش العقلاني.
- التسامح الفكري: يتعلق بقبول الاختلافات الفكرية وتعزيز حرية التعبير.
- التسامح العرقي: يشير إلى قبول التنوع الثقافي والعرقي وخلق بيئة من الاحترام المتبادل.
أسئلة شائعة حول التسامح
