يُعتبر باب المتممات من الأبواب الأساسية في علم النحو، حيث يساهم في فهم تركيب الجمل بشكل أفضل. إن المتممات تمثل قواعد نحوية بالغة الأهمية، ولذا يُنصح بتناولها بالدراسة والاهتمام. يُعدّ النحو أحد علوم اللغة العربية التي لا تنتهي حدودها، وأهمية النحو تتجلى في بناء جمل صحيحة. في هذا المقال، سنتحدث عن المتممات المنصوبة في الجمل.
المتممات المنصوبة في الجملة
تضفي المتممات معنى إضافيًا على الجملة، رغم إمكانية حذفها. يتم إعرابها على أنها منصوبة، ومن بين المتممات المنصوبة نجد المفاعيل، التمييز، والحال. وكل واحد من هذه المتممات له قواعده الخاصة التي تميزه عن الآخرين، وسنستعرض كل متمم بمزيد من التفصيل في الفقرات التالية:
المفاعيل
تشمل المفاعيل أربعة أنواع أساسية وهي: المفعول به، المفعول المطلق، المفعول لأجله، والمفعول فيه. سنقوم بتفصيل هذه الأنواع كما يلي:
- المفعول به: هو الكلمة التي يقع عليها فعل الفاعل، ويمكن أن يكون الفعل متعديًا لأكثر من مفعول. تُعتبر المفاعيل متممات للجملة، لذا يمكن الاستغناء عنها، مثل: “أحرز الشاب هدفًا”.
- المفعول المطلق: يتكون حرف إليه من حروف الفعل الأساسي للجملة ويعمل كمصدر لهذا الفعل. يهدف إلى تأكيد الفعل أو توضيح نوعه، ويمكن حذفه. مثل: “غنى عمر غناءً جميلًا”.
- المفعول لأجله: تُظهر السبب وراء وقوع الفعل، لذا يُطلق عليه علماء اللغة المفعول السببي. مثال: “ذهبت إلى المدرسة رغبةً في التعلم”، أو “انتفض الشاب غضبًا”، و”يصلي المؤمن طمعًا في الجنة”.
- المفعول فيه: يظهر الزمن أو المكان أو الهدف من معرفة أين أو متى تم الفعل. مثال: “ذهبت مع أصدقائي صباحًا”. إذا حدث خلط بينه وبين غيره، يمكن تمييزه بالسؤال “أين” للمكان أو “متى” للزمان. مثال على الزمان: “عاد الرجل من عمله مساءً”، ومثال على المكان: “نام الرجل على الأريكة”، و”المدرسة تقع عند الحديقة”.
التمييز
يعتبر التمييز من المتممات المنصوبة في الجملة، ويستخدم لتوضيح معنى ما يسبقه سواء كان مجرد كلمات أو جمل. يندرج التمييز تحت فئتين: التمييز الملفوظ والتمييز الملحوظ، وسنستعرضهما فيما يلي:
- التمييز الملفوظ: يكون واضحًا فقط بالنسبة للكلمة السابقة له، مثل: الميزان، المكيال، والأعداد. مثال: “قرأت عشرين كتابًا”، و”رفعت مكتب وزنه أربعون رطلًا”.
- التمييز الملحوظ: يُبيّن الفعل والجملة السابقة لها بشكل شامل، ويمكن تقسيمه إلى تمييز نسبة وتمييز ذات. مثال: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً} [سورة مريم]، و”تفجر من الأرض بركانًا”.
الحال
الحال هو أحد المتممات المنصوبة في الجملة، ويعبر عن حالة الشخص أو الشيء الموصوف. يمكن أن تكون الحالة معنوية أو مادية. يُعرب الحال دائمًا على أنه اسم نكرة، ولا يأتي معرفًا أبدًا، على عكس صاحب الحال الذي يجب أن يكون معرفًا دومًا.
الإيضاحات حول الحال تشمل الأمثلة التالية:
- جاء أحمد ماشيًا.
- عش حياتك كريمًا.
- نهض الشاب نشيطًا.
وختامًا، نجد أن المتممات المنصوبة تعتبر من العناصر الأساسية في اللغة العربية التي ينبغي الإلمام بها. تتضمن هذه المتممات ثلاثة أنواع رئيسية: التمييز، المفاعيل، والحال، وكلٌ منها له استخداماته الخاصة ويُعرب على أنه منصوب.