نماذج من الأخلاق الحميدة
الصبر
- يعتبر الصبر من الصفات الفريدة والمتميزة، وهو أحد الأخلاق الحميدة التي دعا الله سبحانه وتعالى إلى التحلي بها في كتابه الكريم. قال الله تعالى: “واصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ”.
- يُعد الصبر من أعظم تجليات الإيمان بالله سبحانه وتعالى، حيث يُعبر عن إيمان العبد بربه. يساعد هذا الصبر العبد على طاعة الله والسعي لنيل رضاه والابتعاد عن المعاصي والمحرّمات.
- يقول ابن رجب رحمه الله في وصف الصبر: “لما كان الصبر صعباً على النفوس ويحتاج إلى مجاهدة النفس وكفها عن الهوى، كان ضياء، لأن معنى الصبر في اللغة هو الحبس، ومنه يُشتق حديث القتل في الصبر، حيث يُحبس الشخص حتى يلاقي حتفه”.
الصدق
- الصدق يُعبر عن تطابق الباطن مع الظاهر، حيث يظهر العبد صادقاً مع الله ومع الناس على حد سواء. فمن يصدق مع الله، يصدق مع كافة البشر.
- هناك العديد من الآيات التي تدل على أهمية الصدق، مثلما ورد في قوله تعالى: “ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين”. يُعتبر الصدق من أهم الأخلاق الإسلامية التي تُبنى عليها العديد من القيم الأخرى.
العفو والصفح والتسامح
- العفو والتسامح يعنيان التنازل عن الحقوق المتاحة للآخرين، ويكون ذلك برغبة حقيقية في طلب الأجر والثواب من الله، وليس ناتجاً عن ضعف أو خوف.
- يُعرّف التسامح أيضاً بأنه إيثار الآخرة على الدنيا، وتمرير ما يدوم على ما يفنى، وهو ما أمر الله به في قوله: “فأعفو واصفحوا حتى يأتي الله بأمره”، كما أنه يكون توجيهاً نبويّاً من النبي صلى الله عليه وسلم.
الحياء
- لقد حثّ الإسلام على التحلي بصفة الحياء، وهو خلق حميد يدفع الشخص للقيام بالأعمال الطيبة والابتعاد عن الأفعال السيئة.
- يعتبر الحياء من القيم الأساسية التي تتميز بها مكارم الأخلاق وزينة الإيمان. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبه فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان”.
- قسّم العلماء الحياء إلى عدة أنواع، تشمل الحياء من الله، والحياء من الملائكة، والحياء من النفس، والحياء من الناس الآخرين.
تعريف الأخلاق الحميدة
- دعا دين الإسلام إلى ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة، التي تعكس الصفات الجيدة والفاضلة، وتدل على القرب من الله سبحانه وتعالى، كما تُشير إلى اكتمال إيمان المسلم.
- تمثل الأخلاق الحميدة الطريقة المثلى للتعامل مع الآخرين، مما يحمي الإنسان من إيذاء الآخرين كما يُجنبه الأذى، ويحفظ لسانه من التلفظ بكلام غير مقبول.
- في الإسلام، تعرف الأخلاق بأنها المبادئ والقيم التي تنظم سلوك الفرد، والتي يضبطها الوحي لتنظيم حياته وفقًا لما خلق لأجله، وهو إعمار الكون والسعي فيه.
- تتميز الأخلاق الإسلامية بطابع دينى وإلهي، إذ تهدف إلى نيل رضا الله، كما أن لها طابع إنساني يمثّل جهد الإنسان في تطبيقها واقعياً.
- حرص الإسلام على نشر وتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا”. وقال أيضاً: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
- يتصل الإيمان بالأخلاق بشكل وثيق، حيث تساعد الأخلاق المسلم في مراقبة سلوكياته، ويدفعه إلى تحسين نفسه والسعي لإكمال نقاط ضعفه.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مدح أصحاب الخلق الحسن: “إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفقهون”.
- بهذا، نفهم قيمة الأخلاق الحميدة وأثرها الإيجابي على المسلم في الدنيا والآخرة.
طرق اكتساب الأخلاق الحميدة
- يجب على الفرد أن يُدرب نفسه على الأخلاق الحميدة حتى وإن لم تكن في طباعه الأساسية.
- يتوجب على المسلم أن يعي أهمية الأخلاق الحميدة وأن ينظر في الجزاء العظيم الذي ينتظره من الله نتيجة لذلك.
- التذكير الدائم بالمحرمات والمباحات يساعد كثيرًا في التمسك بالأخلاق الحميدة، ويُعين المسلم على عدم تجاوز حدود الله.
- يجب على الآباء خلق بيئة تربوية صحية تعزز القيم الأخلاقية منذ الصغر، مما يسهم في غرس الأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال.
- من المهم أن يكون للفرد قدوة حسنة يتبعها ويعمل على تقليدها، مما يسهل عليه اكتساب الأخلاق الحميدة.
- تُعد الخطوة الأهم هي الاستمرار في تطبيق الأخلاق الحسنة سواء في المحيط الأسري أو وفقاً للقوانين التي تسعى للحفاظ على الأخلاق وحمايتها من الانحراف.
تأثير الأخلاق الحميدة على المجتمع
- المجتمع الذي يتمتع بأخلاق حسنة يعيش أفراده في سعادة ورخاء، حيث يسود التفاهم والألفة بينهم.
- المجتمع الذي تسوده الأخلاق مثل الصبر والصدق يكون لديه ثقة في المعلومات المتداولة، مما يشكل قاعدة قوية للتعاون والنجاح.
- بفضل هذه الأخلاق الحميدة، يعم الأمن والأمان في المجتمع، حيث يبرز فيه الشجاعة والتعاون لمواجهة التحديات والدفاع عن الوطن.