النصيحة في الإسلام
- تعتبر النصيحة وسيلة لإرشاد الأفراد إلى ما هو صحيح أو خاطئ، بهدف تحسين سلوك معين أو تصحيح أخطاء مرتكبة.
- عند تقديم النصيحة، يجب الالتزام بمجموعة من القواعد والمبادئ، المعروفة بالآداب.
- الهدف من هذه النصائح هو أن يقبلها الشخص المخطئ، لذا يجب أن يكون هناك تعامل لطيف ولا ينبغي أن يتم تقديمها بطريقة تسئ إلى الآخرين.
- أوصى الدين الإسلامي بأن تكون النصيحة حقًا واجبًا بين المسلمين، ومنح الناصح الأجر والثواب لقاء تلك الأهمية.
- هناك العديد من الأدلة الشرعية من القرآن والحديث النبوي الشريف تؤكد وجوب النصيحة بين المسلم وإخوته؛ ومن بين هذه الأدلة قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
أهمية آداب النصيحة
- تساعد في نشر الحق بين الأفراد وتوجيه الآخرين نحو الصواب.
- تعمل على تقويم سلوكيات وأقوال الآخرين.
- تعتبر وسيلة للدعوة، تجسيدًا لمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- تعزز التمييز بين التصرفات الصحيحة وتلك الخاطئة التي ينبغي تجنبها.
آداب النصيحة في الإسلام
إدراك الناصح بما ينصح به
من الضروري أن يتمتع الناصح بفهم عميق ومعرفة كاملة حول النصائح التي يقدمها، فلا ينبغي أن يكون النصح عن جهل.
فالناصح الذي يفتقر للعلم قد يكون سببًا في توجيه الآخرين نحو السلوكيات السلبية بدلاً من الإيجابية.
ستر عيوب الآخرين في النصيحة
- تُعتبر الستر وحفظ السر من أهم آداب تقديم النصيحة، إذ يجب تجنب فضح الآخرين بعيوبهم.
- تقوم النصيحة على الستر والبعد عن توبيخ الشخص المخطئ، حيث قد ينفر هذا الأخير ويزيد من تمسكه بخطأه.
- كذلك، فإن كشف سر المخطئ قد يؤدي إلى تكرار نفس الخطأ، ويُعتبر خيانة لهذه الثقة.
الإخلاص لله في تقديم النصيحة
- يجب أن تكون النصائح لوجه الله وليس لظهور النفس أو التفاخر.
- كما ينبغي أن يتم تقديم النصيحة بعيدًا عن الأذى للآخرين، إذ أن عدم الإخلاص في النصيحة يحولها إلى نفاق.
- وفي نهاية المطاف، ينعكس عدم الإخلاص سلبًا على الشخص حيث قد يؤدي إلى حصوله على سيئات بدلاً من الأجر.
القدوة في النصح
- يجب ألا يقدم الناصح نصائح حول أمور لا يلتزم بها هو، على سبيل المثال، فلا يجب أن ينصح شخص غير مُصلي الناس بالصلاة.
- الناصح ينبغي أن يكون نموذجًا يُحتذى به ليكون مثالاً حيًا للآخرين.
معرفة ظروف الناس
- يجب أن يكون الناصح مطلعًا على ظروف واحتياجات الآخرين، لتجنب تقديم نصائح غير ملائمة.
- كما ينبغي أن يفهم الأسباب التي دفعت الآخرين لأي سلوك سيء ينصح بتعديله.
- على سبيل المثال، لا ينبغي نصح شخص بالصلاة standing إذا كان لديه مشاكل صحية تمنعه من ذلك.
تجنب الإشارة إلى شخص بعينه
عند تقديم نصيحة لجماعة من الأشخاص، يجب تجنب تحديد شخص معين، حتى وإن كنت مطلعًا على من يخطئ.
يجب أن يتم توجيه النصيحة بصفة عامة للجميع للحفاظ على مشاعر الحضور.
الرحمة واللين في النصيحة
ينبغي تقديم النصيحة بأسلوب لطيف ورحيم، بعيدًا عن أي تعبير سلبي أو تجريح.
عند النصيحة، يجب أن يكون الكلام حكيمًا ولطيفاً، وفقًا لقوله تعالى: “ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك”.
اختيار التوقيت المناسب
يجب أن يُحدد الوقت الملائم للتحدث مع الشخص وتقديم النصيحة، دون أن يكون الشخص في حالة غضب أو انزعاج.
لأن النصيحة قد تُنزع من تقدير الشخص في لحظات التوتر، مما يجعلهم غير مستعدين لتقبلها.
أهمية النصيحة في الإسلام
تتضح أهمية النصيحة من خلال تأثيرها الإيجابي على الأفراد والمجتمعات، ومن أبرزها:
- تشكل الأساس في الدين الإسلامي، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة”.
- تعد من مسؤوليات الأنبياء، كما ذُكر على لسان نوح عليه السلام: “أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم”. (سورة الأعراف 62).
- قام الرسول صلى الله عليه وسلم بأخذ البيعة على النصيحة؛ حيث قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: “بايعت نبي الله على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم”.
- تُعرف النصيحة بكونها علامة الخير؛ كما جاء في قوله تعالى: “كنتم خير أُمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر”. (آل عمران 110).