يُعتبر التحفيز وبناء الثقة في تربية الأطفال من العوامل الأساسية التي تُسهم في تشكيل شخصياتهم وسلوكياتهم في الحياة. لذلك، يتعين علينا إدراك أهمية التحفيز في تربية أبنائنا وتأثيره على بناء شخصياتهم. فالأطفال هم الثمار التي نسعى لتربيتها بشكل سليم. من خلال موقعنا، نقدم لكم طرق التربية الصحيحة وأهمية ترسيخ قيمة التحفيز في تربية الأطفال.
أهمية التحفيز في التربية
قد يغفل بعض الآباء عن أهمية التحفيز والتشجيع لأبنائهم أثناء تربيتهم، دون أن يدركوا مدى التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحققه كلمات التشجيع، حيث إن المدح يعزز الأفعال السوية ويحفزنا على بذل المزيد من الجهد.
لكن هناك بعض الآباء الذين يعتمدون طرقًا ترتكز على انتقادات وإهانات، مما يؤدي إلى عدم استمرار الأطفال في سلوكياتهم الجيدة، وبالتالي تصبح تربيتهم نتاجًا سلبيًا سيسألون عنه أمام الله سبحانه وتعالى.
يساهم التشجيع في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، كما أوضحت المستشارة الأسرية والتربوية همسة يونس، التي أكدت على أهمية التحفيز كأداة فعالة تمكّن المربي من تنمية سلوكيات إيجابية أو تعديل سلوكيات سلبية. يعرف علم الاجتماع التحفيز بأنه “مولد النشاط والفاعلية في العمل”، بينما يصفه علم النفس بأنه “أي قول أو فعل أو إشارة تعمل على توجيه الفرد إلى سلوك أفضل أو تدفعه لاستمرارية هذا السلوك”.
أسس عملية التحفيز
هناك عدة مبادئ أساسية ينبغي اتباعها في عملية التحفيز، وقد تم تجميع هذه الأسس من خلال بحوث مستشارة الأسرة على الأطفال. ومن بين أهم هذه المبادئ:
- يجب عدم الاستهزاء برأي الطفل أو السخرية منه تحت أي ظرف، حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح.
- من الضروري إلغاء مبدأ المقارنة، والتعامل مع الطفل ككائن مستقل، والتركيز على تعزيز نقاط قوته.
- تدريب الطفل على مبدأ المحاولة المستمرة، وتقبل المحاولات الفاشلة، والتعامل معها على أنها فرصة جديدة لتعلم المهارات.
- التحفيز يجب أن يستند إلى قدرات الطفل الحقيقية، مع مساعدته على تعزيز هذه القدرات دون فرض توقعات تفوق إمكانياته.
- يجب أن يكون التحفيز مستمرًا وثابتًا، بغض النظر عن مدى بساطة الجهود التي يبذلها الطفل.
- من الضروري ألا يرتبط التحفيز بحالتنا المزاجية، حيث يجب تقديم التحفيز في حالة رضا عن الطفل، وألا يتم إلغاءه في حال غضبنا منه.
التربية في الإسلام
يدعو الدين الإسلامي إلى تنشئة الأبناء بشكل سليم، ويؤكد على ضرورة تربيتهم وفقًا للعقيدة الإسلامية، وهي التوحيد والعبادة. كما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: “مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبعِ سنينَ، واضْرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشْرٍ، وفَرِّقوا بينَهم في المضاجِع”.
كذلك، يجب تحبيبهم في الصيام وتدريبهم عليه لفترات قصيرة، وتجربتهم في الإمامة بالصلاة مع أقرانهم، ومرافقتهم بالرفق، حتى تكون نشأتهم متوازنة وتُثمر عن الأهداف التي مررنا بها في تربيتهم.
في الختام، قدّمنا لكم مجموعة من التعاليم الأساسية التي ينبغي اتباعها في تربية أبنائكم بشكلٍ فعال. وندعو الله أن يحفظ أبنائنا ويوفقنا في تنشئتهم بالطريقة الصحيحة التي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.