الإيمان بالله والثقة به
تعد الثقة بالله من صفات الصالحين من الأنبياء والرسل وأفضل عباد الله، وهي عبادة عظيمة يمكن أن يحصل عليها من يسعى جادًا في معرفته وإيمانه بربه. قال الله تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). لذا، يتعين على المسلم البحث عن وسائل تعزز إيمانه وثقته بالله، ليكون من الفائزين في الدنيا والآخرة. وفيما يلي سنستعرض بعض الآثار الإيجابية للثقة بالله في حياة العبد.
آثار الثقة بالله
الثقة بالله وسبب في تفريج الهموم
يؤمن الواثق بالله -تعالى- بأن الفرج يأتي من الله وحده، بغض النظر عن مدى تعقيد المشكلات أو قسوتها. الإيمان القوي وحسن الظن بالله -سبحانه- يضع العبد في رعاية الله، مما يؤدي إلى زوال القلق والهموم، ويجعله راضيًا بما قسمه الله له في كل الأوقات. فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه عن صهب بن سنان الرومي -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
الثقة بالله كوسيلة للجنة والنجاة من النار
إن من يعتمد على الله ويثق به في جميع ما يواجهه، يساعده الله وينصره. قال الله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ). ومن الأمثلة على ذلك قصة الأعرابي الذي أحسن الظن بالله، حيث اختار الموت في سبيله بدلاً من الغنائم، واستشهد كما تمنى، مما عكس صدق إيمانه بالله -تعالى-، وذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه: (صدقَ اللَّهَ فصدقَهُ).
الثقة بالله وسيلة لتحقيق الأماني
التوكل على الله -تعالى- بعد اتخاذ الأسباب التي تقتضيها الظروف الحياتية يجعل المؤمن يتخلص من الاتكال على الناس، لأنه يعلم أن الرزق بيد الله. هذه الثقة تمنح العبد شعورًا بالطمأنينة والراحة النفسية وتقلل من الهواجس والضغوط. قال الله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ). وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا).
الثقة بالله وأثرها في استجابة الدعوات
الدعاء من مظاهر صدق العبادة والإخلاص لله -تعالى-. الذين يعلقون قلوبهم بالدعاء يرزقهم الله الاستجابة، ولا ينال هذا الفضل إلا من وضع ثقته حقيقية في ربه وتيقن من استجابة الدعاء. فالله إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون. لذا، يتعين على المسلم استغلال هذه اللحظات في الدعاء والطلب من الله تعالى تحقيق مساعيه. وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ادْعُوا اللهَ وأنتم مُوقِنُونَ بالاستجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ).