سورة يس
تُعتبر سورة يس من السور المكية في القرآن الكريم، أي أنها نزلت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، باستثناء الآية 45 التي نزلت في المدينة المنورة. تتميز هذه السورة بقصر آياتها ووفرة الفواصل بينها، حيث تتضمن ثلاثاً وثمانين آية، ويبلغ عدد كلماتها سبعمئة وتسعاً وعشرين كلمة. تأتي سورة يس في الترتيب السادس والثلاثين ضمن المصحف الشريف، الذي يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وهي تقع ضمن الجزء الثالث والعشرين. وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الجن، وسُميت “يس” نسبةً إلى الحروف التي تبدأ بها، وهي الياء والسين.
فضل سورة يس
انتشرت العديد من الأحاديث حول فضل سورة يس، ومع ذلك، حكم العلماء والباحثون على الكثير منها بالضعف أو الوضع. لذا، تُعد سورة يس جزءاً من القرآن الكريم، ومن قرأها ينال ثواب قراءتها، دون نقصان في أجره، مع مراعاة أهمية عدم الانخراط في العبادات التي لا تستند إلى مصادر صحيحة. يُذكر أن من يقرأ حرفاً واحداً من كتاب الله يُثاب بعشر حسنات، وقد روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ) [صحيح].
على الرغم من أن العديد من الأحاديث تتحدث عن فضل سورة يس في تحقيق رغبات العبادات، إلا أن الأصح هو أن هذه الآراء تعبر عن اجتهادات شخصية من بعض العلماء والصحابة، ولا ينبغي نسبتها مباشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا ارتأت بعض التجارب أنها قد تجلب حوائج، فليس من الضروري أن تنجح دائماً، فلقد يكون قضاء الحوائج مرتبطاً بصدق الدعاء وتحديد أوقات الاستجابة، بالإضافة إلى الصدق في اللجوء إلى الله.
مواضيع سورة يس
- تأسيس أسس العقيدة من حيث طبيعة الوحي وصدق الرسالة.
- تقديم الأدلة والبراهين على وحدانية الله عز وجل، والإيمان بيوم القيامة وما فيه من بعث ونشور.
- قصة أهل القرية.
- تفصيل فضل دين الإسلام والرسالة المحمدية، مع تسليط الضوء على تجاهل مشركي قريش لهذا الدين.
- ذكر قصة النبي نوح لتسليط الضوء على مصير من يكذب الرسل، وما يعقب ذلك من حسرة.
- استعراض عدد من الآيات الكونية التي منحها سبحانه في الكون، وما تعكسه من نعم تدعو الإنسان للتفكير وتخرجه من غفلته.
- توضيح دلائل التوحيد المرتبطة بالامتنان لتذكير الناس بواجب الشكر.
- مواساة النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الحزن على مصير المشركين.