حماية المستجيرين بقبر والده
يشتهر الفرزدق بتعظيمه لقبر والده، فعندما يطلب منه شخص ما اللجوء والمساعدة، كان دائمًا يسعى إلى مساعدته في تحقيق ما يريد. يُذكر أن جده صعصعة كان له مكانة عالية في الجاهلية، وكان أول شخص من أجداده يُسلم. ومن أبرز الأعمال التي قام بها إنقاذ ثلاثين طفلة من وأدهن. ويفخر الفرزدق بجده، حيث نظم فيه مجموعة من الأبيات الشعرية التي تعبر عن اعتزازه به، تقول الأبيات:
أبي أحَدُ الغَيْثَينِ صَعْصَعةُ الّذِي،
متى تُخِلفِ الجَوْزَاءُ والدلو يُمطِرِ
أجارَ بَناتِ الوَائِدِينَ وَمَنْ يُجِرْ
عَلى الفَقْرِ يَعْلَمْ أنّهُ غَيرُ مُخَفَرِ
على حينَ لا تُحيا البَناتُ وَإذْ هُمُ
عُكوفٌ على الأصنام حوْلَ المُدوَّرِ
نبذة عن الفرزدق
الفرزدق هو أبو فراس همام بن غالب، ويعتبر من أشهر شعراء الدولة الأموية. وُلد أبو غالب في عائلة مرموقة وكان يتميز بالكثير من الصفات والخصال الحميدة. يُعرف اسم الفرزدق بأنه يشير إلى قطعة العجين أو الرغيف الكبير، وقد أُطلق عليه هذا الاسم نظراً لضخامة وجهه وعبوسه. وُلِد الفرزدق ونشأ في مدينة البصرة، عاش تقريبًا تسعين عامًا، حيث استعرضت حياته جميع جوانب الحياة، سواء كانت حلوة أو مرة. وكان له دور بارز مع جرير والأخطل في تشكيل ما يُعرف بالمثلث الأموي.