أهم الأنهار في مصر
يُعتبر نهر النيل هو النهر الوحيد الذي يجري في مصر على مدار العام. يجري النهر من المنطقة الشمالية للسودان إلى بحيرة ناصر، والتي تُعتبر الجزء الأكبر من نهر النيل في مصر. بعد ذلك، يمر النهر عبر السد العالي بأسوان، ثم يواصل رحلته متجهاً عبر عدة مدن مثل المنيا، بني سويف، أسيوط، سوهاج، والأقصر، وصولاً إلى دلتا النيل في الشمال، حيث ينتهي في البحر الأبيض المتوسط. وعند اقترابه من دلتا النيل الكبيرة، يتفرع النهر إلى فرعين رئيسيين هما فرع دمياط وفرع رشيد.
تتميز تربة دلتا نهر النيل، الممتدة بين القاهرة والبحر الأبيض المتوسط، بغناها بالمغذيات، بسبب الترسبات الطينية الغزيرة التي يتركها النهر خلال جريانه. كما أن ضفاف النيل على طول مساره تتمتع أيضاً بتربة خصبة، وذلك بفضل الفيضانات السنوية التي تساهم في ترسيب الطمي من النهر.
مصدر نهر النيل
يبدأ تدفق نهر النيل من الجنوب إلى الشمال عبر شرق أفريقيا، حيث يتشكّل من الأنهار المتجهة نحو بحيرة فيكتوريا، التي تقع في المناطق الحديثة لأوغندا وتنزانيا وكينيا. يجري النهر لمدة تزيد عن 6600 كيلومتر (4100 ميل) قبل أن يصب في البحر الأبيض المتوسط، مما يجعله واحداً من أطول الأنهار في العالم. كان نهر النيل عنصراً حيوياً في تطور الحضارة المصرية القديمة، إذ يمر عبر حدود عشر دول أفريقية أخرى، وهي: بوروندي، وتنزانيا، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكينيا، وأوغندا، والسودان، وإثيوبيا، وجنوب السودان. وأهم روافده هي النيل الأبيض والنيل الأزرق وعطبرة.
النيل والزراعة
تُعتبر تربة دلتا نهر النيل الغنية بالمغذيات، والتي تقع بين القاهرة والبحر الأبيض المتوسط، نتيجةً للترسبات الطينية الوفيرة التي تحملها مياه النهر. يُظهر التناقض بين ضفاف النيل الخضراء والصحراء القاحلة المحيطة تباينًا واضحًا؛ حيث يُزرع جزء كبير من المحاصيل الغذائية لمصر في هذه المنطقة الخصبة منذ آلاف السنين. وقد طوَّر المصريون القدماء تقنيات الري لتوسيع نطاق الزراعة دعماً لنمو عدد السكان. وشمل ذلك إنتاج محاصيل مهمة مثل الفاصولياء، والقطن، والقمح، والكتان، والتي كانت تُخزن وتُتاجر بشكل واسع.
كما كانت دلتا نهر النيل مكاناً مثالياً لزراعة نبات البردي، الذي استخدمه المصريون القدماء في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك صناعة الأقمشة، والصناديق، والحبال. ومن أهم استخدامات البردي كانت صناعة الورق، بالإضافة إلى استغلال الموارد الطبيعية للنهر في حياة المصريين الأوائل، الذين استخدموه للاستحمام، والشرب، والتنقل.
ومع ذلك، مشكلة تراكم الطمي والرواسب التي كانت تُغطي الأرض الخصبة في شمال النهر تكمن في أنها أصبحت تُحتجز الآن خلف السدود. تؤدي هذه الظاهرة إلى تآكل الدلتا على طول البحر الأبيض المتوسط، كما أن الفيضانات السنوية لم تعد تحدث بانتظام على أجزاء من نهر النيل. وقد كانت هذه الفيضانات ضرورية في تنظيف المياه من النفايات البشرية والزراعية، مما أدى إلى زيادة تلوث المياه. على الرغم من هذه التحديات، لا يزال نهر النيل يمثل شرياناً تجارياً حيوياً يربط أفريقيا بالأسواق العالمية في أوروبا وما بعدها.