من الضروري بالنسبة لكل مسلم أن يكون على دراية بمكان نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته الذاتية الكاملة. فمحمد هو رسول الله وخاتم الأنبياء، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين. يمكنك عبر هذا الموقع الاطلاع على تفاصيل سيرة النبي الكريم.
نشأة الرسول
وُلِد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، تحديدًا في شعب بني هاشم، وهو أحد بطون قريش، في يوم الإثنين، إما في الثامن أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وهو ما يُصادف 20 أو 22 من أبريل في عام 571م أو 570م، وفقاً لبعض المصادر التي تشير إلى تواريخ مختلفة تقريبًا من 568م إلى 569م.
وُلد يتيمًا، حيث فقد والده قبل ولادته، وتوفيت والدته في سن مبكرة، فتربى في كنف جده عبد المطلب، ثم انتقل للعيش مع عمه أبي طالب. وخلال هذه الفترة، عمل في مجالات الرعي والتجارة. تزوج محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره، وأنجب منها جميع أبنائه باستثناء ابنه إبراهيم.
قبل بعثته، كان الرسول يرفض عبادة الأوثان والطقوس الوثنية الشائعة في ذلك الزمان. وقد كان يختلي في غار حراء ليتعبد الله في ليالي عديدة. وعندما بلغ الأربعين من عمره، جائه جبريل عليه السلام، ليبلغه بأول وحي في حوالي عام 610م، ومع حلول عام 613م، كُلِّف بالرسالة.
الدعوة السرية
لم تكن الدعوة في بدايتها مستترة بسبب سيطرة عبادة الأصنام والشرك بالله، مما جعل من الصعب الترويج للتوحيد بشكل مباشر. لذا، بدأ الرسول بدعوة أهله ومن رأى فيهم الصدق والرغبة في معرفة الحق، وكان من أوائل من آمن بدعوتهم زوجته خديجة، ومولاه زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق.
وقد دعم أبو بكر الصديق الرسول في دعوته، وتمكن بفضل جهوده من إدخال عثمان بن عفان، والزبيري بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله في الإسلام. ومع مرور الوقت، انتشر الإسلام في مكة تدريجياً، واستمرت الدعوة السرية لمدة ثلاث سنوات.
بدء الدعوة الجهرية
توجه الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته لجماعته بشكل علني، فصعد على جبل الصفا مناديًا قبائل قريش لتوحيد الله، إلا أنهم قاموا بالسخرية منه، لكنه لم يتراجع عن دعوته. تولى عمه أبو طالب حماية الرسول ولم يعبأ بتشوهيات قريش.
المقاطعة
اتفقت قبائل قريش على مقاطعة الرسول وكل من آمن به، محاصرين إياهم في شعب بني هاشم. وشملت المقاطعة قطع العلاقات التجارية، وعدم الزواج منهم أو تزويجهم، وقد تم توثيق هذه الشروط على جدار الكعبة، واستمر الحصار لمدة ثلاث سنوات.
انتهى الحصار بعد مشاورات بين هشام بن عمرو وزهير بن أبي أمية وآخرين حول إنهائه، ليكتشفوا أن الوثيقة قد اندثرت إلا كلمات “باسمك اللهم”، وبهذا تم فك الحصار.
عام الحزن
توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنوات، وكانت لها مكانة عظيمة كداعم للرسول. كما أنه مرض عمه أبو طالب الذي لطالما حماه، واستغلّت قريش تلك الظروف لمزيد من الأذى للرسول.
طلبت مجموعة من أشراف قريش من أبي طالب في فترة مرضه أن يمنع الرسول عن دعوته، لكنه أخبر الرسول بما قالوه لكن الأخير لم يعر الأمر اهتمامًا. وقبل وفاة أبي طالب حاول الرسول جعله ينطق بالشهادتين، لكنه توفي دون ذلك، مما أدخل الرسول في حالة حزن شديد بفقدانه لهذه الشخصيات الداعمة، لذا سُمِّيَ ذلك العام بعام الحزن.
لقد استعرضنا معًا تفاصيل نشأة الرسول، حيث وُلِد في مكة في بني هاشم. وقد واجهت الدعوة إلى الإسلام العديد من التحديات قبل أن تصل إلى ما هي عليه اليوم. وعندما انطلق الرسول، وجد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة تدعو إلى نبذ العصبية القبلية.