في هذا المقال، نستعرض أبرز المدارس الفنية الحديثة التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي تزامنت مع الثورة الصناعية. خلال هذه الحقبة، شهدنا نشوء العديد من الحركات التي سعت إلى التطوير والتقدم، بالإضافة إلى البحث عن التوسع الحضاري وتعزيز المعارف والعلوم، للتصدي لما أفسدته تلك الثورة وما قبلها. من خلال موقعنا، نقدم لكم تفاصيل توضح المدارس الفنية الحديثة.
أهم المدارس الفنية
تهدف المدارس الفنية إلى توسيع مدارك الطلاب وتعزيز مهاراتهم، مما يسهم في إبداعهم وتطورهم أثناء الدراسة. تم توفير مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات لدعم هذا التقدم في المدارس الفنية الحديثة. في ما يلي، نسلط الضوء على بعض هذه المدارس الفنية البارزة:
1ـ المدرسة الانطباعية
تُعد الانطباعية أسلوبًا فنياً حديثاً، وقد نشأت في باريس عام 1863. كان فنانو هذه المدرسة يفضلون الرسم في الهواء الطلق، بعيداً عن القيود، حيث كانوا مهتمين بتأثير الضوء على الأشياء وطرق انعكاسه. لذا، كانت أغلب أعمالهم تتمحور حول المناظر الطبيعية وصور الحياة اليومية.
من الفنانين البارزين في هذه المدرسة نجد (إدوارد مانيه، وكلود مونيه، وإدغار ديغا، وكاميل بيسارو، وبيير أوغست رينوار في فرنسا، وألفريد سيسلي في إنجلترا).
2ـ المدرسة التعبيرية
تأسست هذه المدرسة خلال الحرب العالمية الأولى في ألمانيا، وسُميت بذلك لأنها كانت تعبر عن المآسي والأحداث السلبية التي شهدتها تلك الفترة. كان الفنانون يستخدمون أعمالهم للتعبير عن مشاعرهم الخاصة ورؤاهم المستقبلية. فمثلاً، إذا قام الفنان برسم ثعلب، فإنه لا يقصد الشكل الخارجي للحيوان، بل يعبر عن مكره.
من رواد هذه المدرسة نذكر (بيكاسو، وهنري ماتيس). وقد قال هنري ماتيس: “التعبير هو هدفي الرئيس، لا أستطيع فصل إحساسي بالحياة عن طرقي في التعبير عنها”.
3ـ المدرسة التكعيبية
تتميز هذه المدرسة بالاعتماد على الأشكال الهندسية، وقد ظهرت في فرنسا في أوائل القرن العشرين. حيث يتمثل أسلوبها في الرسم المجسمات الهندسية، مع استخدام الخطوط المستقيمة والمنحنية والأشكال الأسطوانية والكروية.
تستند هذه المدرسة إلى نظرية تفيد بأن الحقيقة التامة تمتلك أشكالاً وأبعاداً محددة، مثل المكعب الذي له ستة أوجه، مما أدى إلى تسميتها بالتكعيبية.
4ـ المدرسة السيريالية
ظهرت هذه المدرسة في القرن العشرين في باريس، ويعتبر الكاتب أندريه بريتون رائدها. تركز المدرسة على مفهوم اللاوعي، وتقدم بُعداً نفسياً لا تستطيع المدارس الأخرى تصويره. ومن روادها نذكر (سلفادور دالي، جورجيو دي شيريكو، مارسيل دوشامب، ماكس إرنست، جوان ميرو، إيف تانجوي، ورينيه مارجريت، بالإضافة إلى الفنان الروسي مارك شاغال).
ختاماً، لقد تناولنا في هذا المقال مجموعة متنوعة من المدارس الفنية الحديثة، حيث لكل منها رؤيتها الخاصة ومنظورها الفريد. نأمل أن تكون هذه المعلومات قد نالت إعجابكم.