يُعتبر النوم أحد أبرز العوامل المؤثرة على نمو الأطفال، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتركيزهم ونشاط خلايا المخ وصحة عظام الجسم، بالإضافة إلى تأثيره على الحالة النفسية والعصبية للطفل. لذا من الضروري الانتباه إلى أي اضطرابات في نوم الطفل وفهم الأسباب المؤثرة خلال النهار، إذ أن تجاهل هذه الأسباب قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة ليلاً. في هذا المقال، سنستعرض أهم أسباب اضطرابات النوم التي قد يواجهها الأطفال.
فهم أسباب اضطرابات النوم لدى الأطفال
يُعتبر النوم عنصرًا حيويًا في تعزيز الصحة العامة، وذلك لأنه عملية تتطور مع مراحل نمو الطفل. عندما يتبنى الطفل عادات نوم صحية وينام لساعات كافية، فهذا ينعكس إيجابًا على صحته.
على النقيض من ذلك، قد تؤدي العادات السيئة مثل السهر وعدم الحصول على فترات كافية من الراحة خلال الليل إلى تأثيرات سلبية على صحة الجسم والتركيز والمزاج.
المعدل الطبيعي لساعات النوم لدى الأطفال
يتفاوت معدل النوم الطبيعي باختلاف الأعمار، حيث تحتاج كل مرحلة عمرية إلى عدد ساعات نوم محدد لتحقيق النشاط المطلوب خلال اليوم. وتتناقص هذه الساعات عند التقدم في العمر، كما هو موضح أدناه:
- يحتاج الرضع من 4 إلى 12 شهرًا إلى النوم من 12 إلى 16 ساعة يوميًا.
- الأطفال من سنة إلى سنتين يحتاجون من 11 إلى 14 ساعة نوم في اليوم.
- الأطفال من 3 إلى 5 سنوات بحاجة إلى من 10 إلى 13 ساعة نوم يوميًا.
- في مرحلة ما قبل المراهقة، من 6 إلى 12 سنة، يحتاجون من 9 إلى 12 ساعة نوم يوميًا.
- أما المراهقون من 13 إلى 18 سنة فيحتاجون من 8 إلى 10 ساعات فقط من النوم يوميًا.
العادات السلبية التي تساهم في اضطرابات النوم لدى الأطفال
تتواجد العديد من العادات اليومية السلبية عند الأطفال التي قد تؤثر سلبًا على نومهم، لذا يجب على كل أب وأم توخي الحذر والانتباه من الأمور التالية:
- السهر لوقت متأخر.
- تناول الأطعمة السكرية في المساء، التي تزيد من نشاط الجسم.
- استخدام الأجهزة الإلكترونية والألعاب قبل النوم.
- تناول المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء.
أسباب اضطرابات النوم لدى الأطفال
تتعدد الأسباب المؤدية إلى اضطرابات النوم لدى الأطفال، ومن أبرزها:
- عدم تعرض الطفل لأشعة الشمس بشكل كافٍ.
- عدم الالتزام بروتين نوم منتظم.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- أحداث يومية تثير قلق الطفل وتخوفه ليلاً.
أساليب علاج اضطرابات النوم لدى الأطفال
يمكن علاج اضطرابات النوم من خلال تحديد الأسباب الرئيسية واتباع الأساليب الملائمة للعلاج، سواء كانت نفسية أو طبية أو جراحية، كما يتضح في النقاط التالية:
- العلاج النفسي: يعتمد العلاج السلوكي المعرفي في معالجة حالات مثل الكوابيس والخوف من الليل والأرق.
- العلاج الدوائي: قد يلزم استخدامه في حالات الضغط والتوتر النفسي الشديد التي تحتاج إلى مهدئات تساعد على النوم.
- العلاج الجراحي: يلجأ إليه الأطباء في حالات معينة مثل صعوبة التنفس أثناء النوم، مثل عمليات استئصال اللوزتين واللحميات المتضخمة.
نؤكد على أهمية النوم كعامل رئيسي في تنمية عقل الطفل وصحته الجسدية والنفسية، إذ يؤثر بشكل ملحوظ على حالاتهم النفسية والتركيز. عليه، يجب الحرص على اتباع روتين نوم صحي للطفل وتعليمه العادات الجيدة، مثل تشجيعه على القراءة وتجنب الألعاب الإلكترونية قبل النوم، مما يحسن جودة نومه ويعزز من نموه العقلي بشكل صحي.