أضرار استهلاك الشاي
تتواجد أنواع متعددة من الشاي، ولعل أشهرها الشاي الأسود، الأخضر، الأبيض، والشاي الصيني (أوالونغ). سنستعرض في هذا المقال الأضرار المرتبطة بكل نوع على حدة، إلى جانب الأضرار الناتجة عن تناول كميات كبيرة من الشاي بشكل عام.
أضرار تناول الشاي الأسود
أمان الشاي الأسود
عادةً ما يعتبر استهلاك كميات معتدلة من الشاي الأسود آمناً لمعظم البالغين. فمن المحتمل أن يكون تناول كميات قليلة من الشاي الأسود آمناً للنساء الحوامل والمرضعات، حيث يُنصح بتجنب تجاوز كوبين يومياً، إذ تحتوي هذه الكمية على حوالي 200 ملغ من الكافيين. ويرتبط استهلاك كافيين أكبر أثناء الحمل بمخاطر مثل إجهاضات، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، وأعراض العدوى عند حديثي الولادة، بالإضافة إلى انخفاض الوزن عند الولادة.
كذلك، يُمكن أن يكون تناول أكثر من 3 أكواب من الشاي الأسود يومياً في فترة الرضاعة مضراً، حيث أن ذلك قد يُسبب تهيج الطفل وزيادة حركة أمعائه. بالنسبة للأطفال، فاستعمال الشاي الأسود بكميات معتدلة وطبيعية مع الطعام يُعتبر آمناً.
محاذير استهلاك الشاي الأسود
يُحذر من بعض المخاطر المرتبطة بالشاي الأسود، والتي تشمل:
- التلوث ببعض المعادن السامة: تحتوي جميع أنواع الشاي المُخمّر على معادن يمكن أن تكون سامة بكميات كبيرة، مثل الرصاص والألمنيوم. هذه المعادن قد تكون سامّة، مع الأخذ في الاعتبار أن الشاي الأسود يحتوي أيضاً على مستويات مرتفعة من المنغنيز، الذي إذا تمّ تناوله بكميات كبيرة يمكن أن يشكل مخاطر صحية. يُنصح بتخمر الشاي لمدة أقصاها ثلاث دقائق لتقليل تركيز هذه العناصر.
- زيادة خطر فقر الدم: يحتوي الشاي الأسود على مركب التانين، وقد تؤدي الكميات الكبيرة منه إلى تقليل امتصاص الحديد في الجسم، لذا يُفضل تجنب شربه مع الوجبات الغنية بالحديد أو بعد تناول مكملات الحديد، وترك فترة ساعة بين تناول الطعام والشاي.
- تفاقم الحالات الصحية الحساسة للهرمونات: يمكن أن يملك الشاي الأسود تأثيرات مشابهة للإستروجين، مما يعني أنه يجب تجنبه في حالات كسرطان الثدي، وسرطان الرحم، والأورام الليفية.
أضرار تناول الشاي الأخضر
أمان الشاي الأخضر
يعتبر شرب الشاي الأخضر آمناً بشكل عام لمعظم البالغين الأصحاء عند تناول كميات معتدلة، والتي تُعادل حوالي 8 أكواب يومياً. ويُحتمل أن يكون الشاي الأخضر آمناً للأطفال بالكميات الشائعة الموجودة في الأطعمة، على الرغم من قلة المعلومات حول أمان مُستخلصاته بالنسبة للأطفال. وقد أبلغ البعض عن حالات تلف كبد مرتبطة بمستخلص الشاي الأخضر، لذا يُنصح بعدم إعطائه للأطفال دون سن ال18، وتطبق المحاذير ذاتها على النساء الحوامل أو المرضعات.
محاذير استهلاك الشاي الأخضر
نستعرض فيما يلي بعض التحذيرات المرتبطة باستهلاك الشاي الأخضر:
- المصابون بفقر الدم: قد يُفاقم تناول الشاي الأخضر حالة فقر الدم.
- المصابون بالزرق: يتسبب تناول الشاي الأخضر بزيادة الضغط داخل العين لمدة تصل إلى 90 دقيقة.
- مرضى الكبد: يربط مستخلص الشاي الأخضر بعدد من الاعتلالات الكبدية، وقد يزيد سوء حالة المرضى.
- المصابون بهشاشة العظام: يمكن أن يتسبب شرب الشاي الأخضر في زيادة فقدان الكالسيوم من خلال البول، لذا يُنصح بتقليل الكمية المسموحة من الكافيين إلى أقل من 300 ملغ يومياً أو ما يعادل 2-3 أكواب من الشاي الأخضر.
أضرار تناول الشاي الأبيض
أمان الشاي الأبيض
يشير البعض إلى احتمالية وجود معدن الرصاص في بعض أنواع الشاي الأبيض المعبأ. وقد وجدت الدراسات أن أنواع معينة من الشاي المتاحة في الأسواق تحتوي على مستويات غير آمنة من الرصاص للنساء الحوامل والمرضعات.
محاذير استهلاك الشاي الأبيض
يحتوي الشاي الأبيض على كميات أقل من الكافيين مقارنةً بأنواع الشاي الأخرى، لكن يظل المحتوى مختلفاً حسب نوع نبات الشاي ومكان زراعته، ويمكن أن تؤدي المشروبات التي تحتوي على كافيين لبعض الأفراد إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها.
أضرار تناول الشاي الصيني
أمان الشاي الصيني
يعتبر تناول الشاي الصيني آمناً في الغالب لمعظم البالغين الأصحاء عند استهلاكه بكميات معتدلة تصل إلى 4 أكواب يومياً. بالنسبة للنساء الحوامل والمرضعات، فالاستهلاك الآمن لا يتجاوز 3 أكواب يومياً، حيث إن الزيادة قد تؤدي إلى آثار سلبية بسبب محتواه العالي من الكافيين. ومع ذلك، يُعتبر تناول الشاي الصيني بكميات الطعام الآمنة للأطفال مُناسباً.
محاذير استهلاك الشاي الصيني
يمكن أن يؤدي تناول الشاي الصيني إلى زيادة فقدان الكالسيوم في البول، مما يُضعف العظام. يُنصح بعدم تجاوز 3 أكواب يومياً من قبل المصابين بهشاشة العظام.
الآثار الجانبية الناتجة عن الإفراط في تناول الشاي
بشكل عام، يمكن للبالغين استهلاك بين 3-4 أكواب من الشاي، أو ما يعادل 710-950 مللاً يومياً دون التعرض لمخاطر صحية. مع ذلك، قد يشعر البعض بآثار جانبية حتى بكميات أقل، حيث ترتبط معظم الآثار الجانبية بمحتوى الشاي من الكافيين والتانين، وبعض الأفراد أكثر حساسية لهذه المركبات من غيرهم. تشمل الأضرار الناتجة عن الإفراط في استهلاك الشاي:
- الأعراض الناتجة عن الكافيين: يمكن أن يتسبب استهلاك كميات كبيرة من الكافيين بمشاكل مثل الجفاف، الأرق، القلق، والصداع، بالإضافة إلى زيادة سرعة ضربات القلب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يختبر البعض أعراض انسحاب الكافيين، حيث أن الكافيين يسبب الاعتماد عليه. تشمل الأعراض الصعبة كصداع، وزيادة معدل ضربات القلب، والإرهاق. تختلف كمية الكافيين وقت الإدخال بناءً على الشخص، لكن الأبحاث تشير إلى حساسية متفاوتة فيما يخص الإدمان.
- الأعراض الناجمة عن التانين: يزيد تناول كميات كبيرة من الشاي، وخصوصاً على معدة فارغة، من احتمال حدوث غثيان وآلام بالمعدة. لذا يُنصح بتقليل الكمية المستهلكة بإضافة الحليب أو تناول الطعام معه.
هل توجد آثار سلبية لتناول الشاي على الريق؟
لم تُثبت دراسات علمية ضرر تناول الشاي على الريق، ولكن وُجد في مراجعة نشرت عام 2008 أن تناول مستخلصات الشاي الأخضر على معدة فارغة قد يُسبب تأثيرات ضارة أكبر مقارنة بتناوله مع الطعام.
يمكنكم معرفة المزيد من المعلومات من خلال مقال “أضرار شرب الشاي على الريق.”
الكميات الموصى بها من الشاي
تستمر الأبحاث إلى الآن في دراسة كميات الشاي المسموح بها، حيث يُحتمل أن يكون استهلاك 400 ملغ كافياً من الكافيين آمناً للبالغين الأصحاء. ورغم أن الاعتدال يعد خيارًا صحيًا لمعظم الأفراد، فإن تناول أكثر من 3-4 أكواب يومياً قد يقود إلى آثار سلبية. يُفضل ألا يتجاوز الكافيين المستهلك من قبل الأطفال 100 ملغ، بينما يُنصح النساء الحوامل والمرضعات بتقليل الدفعات اليومية إلى 200 ملغ أو أقل، وينبغي للأفراد الذين يحملون حالات صحية مختلفة استشارة طبيبهم حول استهلاك الكافيين كجزء من نصائحهم الصحية.
فوائد تناول الشاي
يحتوي الشاي على مركبات الفلافونويد، وهي مضادات أكسدة تساعد في تقليل الضرر الناتج عن الجذور الحرة التي تُربط بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان وأمراض القلب. من المضادات القوية الموجودة في الشاي مركب الإيبيجالوكاتشين جالات. الشاي الغير منزوع الكافيين وشاي الأعشاب تحتوي أيضاً على معادن قليلة مثل البوتاسيوم والفسفور. تختلف الكمية الفعلية لهذه المعادن حسب عمر نبات الشاي وبيئة زراعته.
للاطلاع على المزيد حول فوائد الشاي، يُمكنكم قراءة مقال “ما هي فوائد الشاي وأضراره.”
نظرة عامة على الشاي
يُعتبر الشاي من أكثر المشروبات شعبية في العالم، ويستهلكه ثلثا سكان المعمورة، وهو مستخلص من أوراق نبتة الكاميليا الصينية. تعتبر أنواعه مختلفة وفقاً لطرق معالجة وسَجل حصاد الأوراق، فهناك الشاي الأسود المختمر، والشاي الأخضر غير المخمر، والشاي الصيني شبه المخمر. ترتبط كل هذه الأنواع بتغييرات في تركيبتها الكيميائية تبعاً لمراحل التجفيف والتخمير.
عموماً، يُوصى بتجنب شراء أنواع الشاي المُعبّأة باهظة الثمن التي تحتوي على مُحلّيات مضافة. للاستمتاع بفوائد الشاي بصورة صحيحة، يُفضل تحضيره في المنزل، وتقديمه كمشروب ساخن أو مثلج.