التفاصيل حول الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي

ما هو التفسير بالمأثور؟ وما هو التفسير بالرأي؟ وما الفرق بينهما بالتفصيل؟ كثير من الناس يتناولون هذه التساؤلات بحثاً عن التفسير الصحيح، إذ يحتل القرآن الكريم مكانة خاصة كمرجع أساسي للمسلمين في فهم عقائدهم وشرائع دينهم. في هذا المقال، سنتناول الفروق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي.

التفصيل في الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي

التفصيل في الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
التفصيل في الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي

القرآن الكريم هو كتاب الله الذي أنزل لعموم البشر، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه من كل تحريف أو تغيير، مما جعله مصدراً موثوقاً للفهم الديني. اهتم العلماء بشكل كبير بتفسير هذا الكتاب العظيم لضمان وصول معانيه ومقاصده بوضوح. ينقسم التفسير إلى منهجين: الأول هو التفسير بالمأثور، والثاني هو التفسير بالرأي. سنتناول في الفقرات التالية كل منهج على حدة.

التفسير بالمأثور: يتمثل في توضيح آيات القرآن بناءً على ما ورد فيه من تبيان وتفاصيل، كما يظهر في قوله تعالى: “صراط الذين أنعمت عليهم”[السورة: الفاتحة][الآية: 7]. وكذلك قوله: “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”[السورة: النساء][الآية: 69]. وهنا يظهر معنى تفسير القرآن بالقرآن نفسه.

التفسير بالرأي: يعبر عن تفسير آيات القرآن من خلال الاجتهاد، بشرط أن يتمتع المفسر بفهم شامل لأقوال العرب وأسلوب لغتهم، فضلاً عن معرفة أسباب النزول والمصطلحات. وقد انقسم العلماء في حكم استخدام هذا النوع من التفسير إلى رأيين؛ الأول هو عدم جواز تفسير القرآن بالرأي، أما الثاني فهو إجازة التفسير بالرأي مستنداً إلى الاجتهاد.

بعد مراجعة آراء العلماء، يتضح أن الرأي لا يُذم بشكل عام، بل يمكن أن يُقبل أو يُرفض بناءً على أساسه. فالرأي المقبول هو الذي يرتكز على أدلة واضحة، أما الآراء التي تخرج عن هذا السياق وتميل إلى الهوى فهي غير مقبولة.

من الأمثلة على التفسير بالرأي، قوله تعالى: “من كان يريد الحياة الدنيا”[السورة: هود][الآية: 16]. إذ قال الإمام الرازي إن الآية تُشير إلى المؤمن والكافر وغيرهما، وتبين أن المقصود بها هم الكافرون كما يتضح في سياق الآية المتعلق بالعذاب في الآخرة.

أنواع التفسير بالمأثور

أنواع التفسير بالمأثور
أنواع التفسير بالمأثور

يمكن تقسيم التفسير بالمأثور إلى ثلاثة أنواع:

  • التفسير بالقرآن: أي تفسير الآيات بناءً على ما جاء في القرآن نفسه، وهو أعلى أنواع التفسير.
  • التفسير بالسنة: يقوم على تفسير الآيات من خلال أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”[السورة: الأنفال][الآية: 60]، حيث تفسر بناءً على ما ورد عن النبي في قوله: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة…”.
  • التفسير بأقوال الصحابة: يستند إلى ما ورد من أقوال الصحابة الذين يتمتعون بمكانة رفيعة في الإسلام، مما يجعل أقوالهم حججاً يعتمد عليها. من الأمثلة على ذلك قوله تعالى: “إذا جاء نصر الله والفتح”[السورة: الفتح][الآية: 1].

ما هو علم التفسير

ما هو علم التفسير
ما هو علم التفسير

علم التفسير هو علم تحليل وتوضيح معاني القرآن الكريم. يكتسب هذا العلم أهمية بالغة، حيث يمثل فهماً عميقًا لكلام الله -عز وجل- والعمل به. يعد علم التفسير إرثاً موروثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قام بتفسير آيات الله للصحابة. ويُعتبر المفسر ناقلاً لرسالة النبي ودعوته.

وبهذا نكون قد تناولنا الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، موضحين أمثلة لكل منهما، وأهمية تفسير القرآن الكريم وثوابه الكبير لمن يسعى لإدراك معانيه وإيصالها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

Scroll to Top