أدى سقوط الدولة الأموية في المشرق على يد العباسيين إلى عدم استقرار الحياة السياسية في كل من العصر الأندلسي والعصر العباسي. شهدت هذه الفترة العديد من الأحداث البارزة، حيث كان العباسيون يسعون جاهدين لملاحقة أفراد الأسرة الأموية والقضاء عليهم. يُعرف الأندلس بأنه الاسم الذي أطلقه المسلمون على شبه الجزيرة الأيبيرية. عبر موقع “سنتناول” الأحداث السياسية والتغيرات التي شهدتها الأندلس.
الحياة السياسية في العصر العباسي
كانت الدعوة العباسية قد بدأها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وتولى ابنه إبراهيم الإمام قيادتها بعده، لكنه اعتقل من قبل رجال مروان بن محمد، آخر خلفاء الأمويين، وتوفي في السجن.
تولى أخوه أبو العباس السفاح المسؤولية بعده، وأرسل دعوات للانضمام إلى الحركة العباسية في خراسان. وبعد السيطرة على خراسان، توجه نحو العراق وخاض معركة ضد الأمويين، حيث تمكن من تحقيق الانتصار عليهم وملاحقتهم.
تمكن من السيطرة على الشام ومصر، وأُعلن عن قيام الدولة العباسية عام 750 ميلادي. كانت بدايات الدولة العباسية تتسم بالتماسك، وذلك بفضل جهود أبو جعفر المنصور في القضاء على الثورات التي ظهرت خلال عهده. وقد بلغت الدولة العباسية مرحلة من الاستقرار والنضج خلال فترة حكم هارون الرشيد.
تميّزت الحياة السياسية في العصر العباسي بسيطرة الطابع الفارسي على الطابع العربي، حيث اعتمد العباسيون على الفرس لتعزيز هيبة الدولة ومكانتها.
أسباب سقوط الدولة العباسية
بدأت الحياة السياسية في العصر العباسي في التدهور بسبب عدة عوامل:
- تواجد عناصر غير عربية في السلطة، حيث كان الخليفة مجرد رمز بلا سلطة فعلية.
- اندلاع العديد من الثورات ضد العباسيين.
- تعيين خلفاء ضعفاء، مما ساهم في انهيار الدولة، مثل الخليفة العباسي المعتصم.
- انشغال الخلفاء العباسيين باللهو والملذات، بدلاً من الاهتمام بمصالح البلاد.
- عدم الاهتمام بالشؤون الخارجية، وخاصة الغزوات المغولية.
- تعيين ولاء ظالمين أساءوا لأصحابهم مما أثار غضب الشعب.
علاقة الدولة العباسية بالأندلس
سنستعرض الحياة السياسية في العصر الأندلسي بشكل منفصل، حيث سقطت الدولة الأموية في الشرق على يد العباسيين، الذين استمروا بملاحقة الأمويين وقتلهم. هرب العديد من أفراد الأسرة الأموية بحثاً عن النجاة.
وكان من ضمن الفارين الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، الذي هرب إلى المغرب ثم استطاع الوصول إلى الأندلس. انتصر في معركة المصارة وتمكن من تأسيس الدولة الأموية في الأندلس. بعد عدة أشهر من استقراره، قرر قطع الدعاء والخطبة للعباسيين، مما يعني انفصال الأندلس عن الحكم العباسي بشكل نهائي وعدم اعتراف عبد الرحمن بن معاوية بالخلافة العباسية.
اعتبر العباسيون الأمير عبد الرحمن بن معاوية متمرداً على سلطتهم، وتمنى الكثير منهم زوال هذه الإمارة. كانوا يقدمون الدعم لمن يحاول القضاء على الإمارة، حيث ظهرت العديد من الحركات مثل حركة العلاء بن مغيث وعبد الرحمن المعروف بالصقلبي.
الحياة السياسية في العصر الأندلسي والعصر العباسي الأول
الذين يحبون التاريخ ويهتمون بقراءته يمكنهم الاطلاع على تفاصيل تاريخ الأندلس والسياسة في تلك الفترة.
وبهذا نكون قد استعرضنا نظرة عامة حول الحياة السياسية في الأندلس والعصر العباسي الأول، وما قدمناه هو جزء بسيط من هذا التاريخ الغني الذي يتطلب المزيد من القراءة العميقة في الكتب التاريخية.