آخر السور التي نزلت في مكة
تتباين آراء العلماء حول السور المكية والسور المدنية، فهناك اختلاف في ترتيب نزول بعض السور؛ ولكن يُعتبر ما ذهب إليه ابن عباس -رضي الله عنه- هو الأكثر شيوعًا، حيث يُعتقد أن آخر ما نزل في مكة هي سورة العنكبوت. بينما اعتبر عطاء والضحاك أن سورة المؤمنون هي الأخيرة، في حين أشار مجاهد إلى أن سورة المطففين هي تلك السورة.
سمات السور المكية والمدنية
تتميز السور المكية والمدنية بخصائص معينة تساعد في تمييزها، ومن أهم هذه السمات:
- السور المدنية: تُعرف بطول آياتها وكثرة الحديث فيها عن المنافقين واليهود والنصارى. كما تحتوي على أحكام الطلاق والميراث، وغيرها من الأمور التي شرعتها الشريعة الإسلامية. وهي تشمل أيضًا مواضيع القتال والجهاد والصبر، بالإضافة إلى تفاصيل تتعلق بالمعاهدات والشؤون المالية الدولية.
- السور المكية: تتسم بقصر آياتها وتركزها على قدرة الله وعظمته، وتشجيع الناس على العبادة والطاعة. كما يُستخدم فيها النداء العام مثل “يا أيها الناس”، مما يتناسب مع ظروف المسلمين في مكة، حيث تحتوي أيضًا على نهي عن الالتزام بأحكام الجاهلية ومظاهرها.
أهمية معرفة السور المكية والمدنية
تكتسب معرفة زمن ومكان نزول السور أهمية كبيرة لطلاب علوم القرآن الكريم، ومن أبرز فوائد هذه المعرفة:
- فهم الناسخ والمنسوخ من الآيات، وهو أمر حيوي في علم الفقه لمعرفة مُقتضيات أصول الشريعة.
- التأمل في حكمة الله -تعالى- في تدرج التشريعات، إذ إن دراسة تواريخ نزول الآيات المحكمات تُبرز نظام الله وحكمته في تحديد بعض الأحكام، مثل الصلاة والصيام، وتحريم بعض المنكرات كالخمر وزواج المحارم.
- تعزيز الثقة لدى المسلم بأن ما وصل إليه من القرآن الكريم هو ذاته الذي قرأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث حرص الصحابة على نقل توقيت نزول الآيات يظهر اهتمامهم الكبير بحفظها وتلاوتها وتوصيلها كما وردت إليهم.