اليوم الثامن من شهر ذي الحجة هو يوم مميز للحجاج. يعتبر أداء المناسك في الحج واجباً على كل مسلم، وهو أحد الأركان الأساسية في الإسلام التي ينبغي على القادرين تأديتها متى توافرت الشروط. من خلال هذا المقال، سنستعرض أهمية اليوم الثامن من ذي الحجة وما يجب على الحاج القيام به فيه.
اليوم الثامن من ذي الحجة
يعد اليوم الثامن من شهر ذي الحجة أحد الأيام المباركة، حيث يتجه المسلمون لأداء الشعائر الدينية والطاعات، وهو يوم يتوجّه فيه الحجاج لأداء أحد مناسك الحج الهامة قبل الانتقال إلى جبل عرفات لأداء النسك الأعظم.
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، ويتجلى ذلك من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صوم رمضان، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً”.
كما جاء في القرآن الكريم: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”، وذكر أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا”. وقد سُئل الرسول عن وجوب الفريضة كل عام، فقال: “لو قلت نعم، لوجبَت ولما استطعتُم”، مما يوضح أن الحج فريضة أساسية على كل مسلم توفر لديه الشروط اللازمة.
شروط وجوب الحج
بعد التعرف على أن اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، يجب توضيح الشروط التي تستوجب أداء فريضة الحج على المسلمين، ومن أبرز هذه الشروط:
- الإسلام: يجب أن يكون الحاج مسلماً.
- العقل والبلوغ: يشترط أن يكون الحاج عاقلًا بالغًا، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النائم حتّى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل”.
- الحرية: لا يُسمح لأحد أن يؤدي الحج وهو أسير، إذ إنه يحتاج إلى إذن من مالكه.
- المقدرة: يجب أن تتوافر القدرات المالية والبدنية التي تمكّن المسلم من أداء المناسك، مثل الطواف والسعي والوقوف في عرفات.
ماذا يجب على الحاج في اليوم الثامن
يبدأ يوم التروية بعد انتهاء 7 ذو الحجة، ويُعرف بأنه الليلة الثامنة من شهر ذي الحجة. ويتوجب على الحاج تجديد نية الإحرام، حيث يقوم الحجاج بالعديد من الأنشطة المهمة في هذا اليوم، وتشمل:
- يستحب أن يبدأ الحاج أعماله عند وقت الضحى، من خلال تجديد نية الحج مع الحفاظ على ملابس الإحرام.
- يجب على الحاج أن يؤدي الغسل ويتطيب، ومن ثم يرتدي ملابس الإحرام، مع التكبير والتهليل أثناء الذهاب.
- يمكن للحاج أن ينوي الحج عن شخص آخر شرط أن يكون قد أدى الحج لنفسه مرة واحدة، وذلك بالقول “لبيك اللهم حجاً عن (اسم الشخص)”، ومن ثم يُكثر من التلبية: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
- من المستحب الإكثار من التلبية والتكبير خلال اليوم.
- يؤدي المسلم صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء في هذا اليوم، ويجمع بين صلاتي الظهر والعصر قصرًا، ويستمر حتى فجر اليوم التاسع من ذو الحجة.
- يتجه الحجاج إلى عرفات عند شروق شمس يوم عرفات.
نكون بذلك قد استعرضنا أهم التفاصيل حول اليوم الثامن من ذي الحجة، المعروف بيوم التروية، وهو يوم مبارك يؤدي فيه الحجيج ركناً أساسياً من أركان الحج قبل الوقوف بجبل عرفات، مع توضيح الأعمال الرئيسية التي يتوجب على الحجاج القيام بها في هذا اليوم.