عمد الإنسان إلى استخدام الموارد الطبيعية لتلبية احتياجاته الأساسية، لكنه أساء استخدام هذه الموارد مما أدى إلى تدهور البيئة. لذا، فإن عدم الوعي بعواقب أفعاله قد جلب الغضب من الطبيعة، وهو ما ينبغي أن نتحمل تبعاته.
تعريف التلوث
- يُعرف التلوث بأنه ارتفاع في نسبة المواد الضارة سواء كانت سائلة أو غازية أو صلبة، بالإضافة إلى إدخال أشكال من الطاقة مثل الحرارة أو النشاط الإشعاعي.
- تلك المواد تلوث البيئة المحيطة، مما يجعلها غير قادرة على تحليل أو معالجة هذه المواد، أو حتى تخزين الطاقة بصورة آمنة.
- ويؤدي التلوث إلى اختلال التوازن البيئي، مما ينتج عنه كوارث طبيعية وزيادة انتشار الأمراض المعدية، بالإضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.
ينبغي عليك قراءة مقالنا حول:
التلوث وتأثيره على صحة الإنسان
1- تأثير التلوث الهوائي على العيون
- التلوث الهوائي يؤثر سلباً على العين والجهاز التنفسي، وقد يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الأعصاب التي قد تؤدي إلى الوفاة.
- كما يرتبط ببعض الأمراض الجلدية والمزمنة، مثل السرطان، ويؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية مثل الربو والتهاب القصبات الهوائية والزهايمر.
- تتضمن العواقب النفسية كالتوحد، ونقص وزن الأجنة عند الولادة.
2- تلوث المياه بالبكتيريا
- تلوث المياه بالبكتيريا والفيروسات يؤدي إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد وغيرها من الطفيليات الضارة.
- تشير الدراسات إلى أن النفايات الكيميائية قد تسبب أمراض السرطان واضطرابات في الهرمونات، مما يؤثر سلباً على وظائف الدماغ.
- تثبت الأبحاث أن السباحة في المياه الملوثة تؤدي إلى الطفح الجلدي والتهابات الكبدي والجهاز التنفسي.
- التلوث الصوتي يؤدي إلى ضعف السمع، وقد تصبح هذه الحالة دائمة نتيجة لتضرر طبلة الأذن.
- أيضاً، الضوضاء التي تتجاوز 60 ديسيبل تمثل خطرًا حيث تسبب زيادة الكوليسترول وضغط الدم، وقد تؤدي لنوبات قلبية قد تؤدي إلى الوفاة.
- انخفاض التركيز يؤثر على أداء الفرد، ويمثل أداة لتدهور الصحة النفسية، مما يزيد من حالات القلق، والتوتر واضطرابات النوم.
- التلوث الضوئي يهدر الطاقة ويؤدي إلى اختلال النظام البيئي، حيث يؤدي التعرض للكميات الكبيرة منه أثناء الليل إلى اضطرابات النوم، والقلق، والاكتئاب.
- أيضًا، يرتبط بالسكري وسرطان الثدي والبروستات، واضطرابات المناعة والسمنة، مما يؤثر سلبًا على مستويات هرمون الميلاتونين.
- علاوة على ذلك، يمكن أن تسبب حوادث خطيرة نتيجة لتشويش رؤية السائقين ليلاً، مما يؤثر على الأبحاث الفلكية من خلال تشويش رؤية النجوم والمجرات.
- تلوث التربة يسبب طفرات جينية ومشاكل خلقية وأمراض مزمنة.
- كما يؤدي إلى انتشار المجاعات نتيجة لانخفاض خصوبة الأرض ونقص المغذيات الضرورية، مما يقلل من قدراتها الإنتاجية.
- زيادة نسبة الزئبق والرصاص في التربة تسبب الربو، بينما عالية الكروم تؤثر على الجهاز الهضمي.
- تراكم الزرنيخ في الشعر والأظافر يؤدي لظهور العديد من الأمراض الجلدية، بينما زيادة الكادميوم تسبب آلام معوية وهشاشة العظام.
أنواع التلوث
1- تلوث الهواء
- يُعتبر تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث، حيث يتضمن وجود مواد بيولوجية وكيميائية وجسيمات عالقة تؤثر سلبًا على جميع الكائنات الحية.
- عادة ما تكون هذه المواد ناتجة عن عوادم السيارات والمصانع ومحطات توليد الطاقة التي تعتمد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى المواد الكيميائية المنزلية.
2- تلوث المياه
- تشير الإحصائيات العالمية إلى أن ملايين الأشخاص يموتون سنويًا بسبب التلوث المائي.
- هذا التلوث يحدث نتيجة تغيرات فيزيائية وكيميائية تؤثر على نوعية المياه، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة الكائنات الحية.
- تشمل أسباب التلوث المواد الكيميائية، والأسمدة، والملوثات الناتجة عن مياه الصرف الصحي.
- كما أن تسرب النفط يعد من أخطر أنواع التلوث بسبب صعوبة تنظيف المياه الملوثة.
3- تلوث التربة
- ينتج تلوث التربة من وجود عناصر ضارة أو نتيجة لزيادة تركيز بعض المواد الضارة بما يتجاوز نسبها الطبيعية.
- المبيدات الحشرية تعمل على امتصاص مركبات النيتروجين، مما يؤثر سلبًا على خصوبة التربة ويقلل من قدرتها على تزويد النباتات بالعناصر المغذية.
- تآكل التربة بسبب التشجير العشوائي أو التجريف يدمر الغابات، مما يزيد من حدة الاحتباس الحراري.
- أيضًا، تلوث التربة نتيجة للإفرازات الصناعية ينعكس سلبًا على الإنتاجية.
- استخدام المياه المالحة في الري يتسبب بعدم توافق النسب بين مختلف الأملاح والمعادن الضرورية للتربة.
لا تنسَ زيارة مقالنا حول:
التلوث عبر العصور
- ما قبل التاريخ: كانت محاولات الإنسان لاشعال النار وصهر المعادن سببًا في تراكم طفيف للملوثات.
- الحضارات القديمة: شهدت استخدام المياه بشكل متزايد في تصنيع السلع، مما أحدث زيادة في مستويات التلوث دون الإضرار بالأنظمة البيئية.
- العصور الوسطى: شهدت زيادة في السكان، مما أدى إلى انتشار المزيد من بؤر التلوث، وخلق بيئة ملائمة للأمراض المعدية مثل الطاعون.
- العصر الحديث: أصبحت قضية التلوث موضع اهتمام بعد استخدام الأسلحة النووية في الحرب العالمية الثانية، وبدأ العالم يصدر قوانين ومعاهدات لمكافحة التلوث.
الامتداد الجغرافي للتلوث
يمتد التلوث إلى مساحات جغرافية مختلفة وينقسم إلى:
- تلوث محلي: تكون آثاره محدودة في حدود إقليم معين، وقد يكون ناشئًا عن النشاطات البشرية أو الكوارث الطبيعية.
- تلوث بعيد المدى: يحدث بسبب تلوث عضوي يمكن أن يمتد تأثيره عبر الحدود إلى دول أخرى.
- نظراً لوحدة البيئة، أصدرت القوانين لمكافحة التلوث عبر الحدود، داعية إلى احترام المعايير الخاصة بكل دولة.
- تشمل هذه القوانين تلوث المحيطات، حيث أظهرت الدراسات وجود 5 تريليون طن من النفايات البلاستيكية في المحيطات، ما تسبب في وفاة 90% من طيور الشاطئ بسبب ابتلاع البلاستيك.
دور الأفراد في مواجهة التلوث
- استخدام الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة، التي تحمل ملصق نجمة الطاقة.
- التوجه لاستخدام وسائل النقل العامة أو الدراجات أو المشي بدلاً من الاعتماد على السيارات الخاصة.
- تقديم صيانة دورية للمركبات لضمان عدم تصاعد الدخان منها.
- اختيار مواد تنظيف وصبغات صديقة للبيئة.
- الاعتماد على المدافئ الكهربائية بدلًا من حرق الأخشاب للتدفئة.
- استخدام الأسمدة العضوية بدلاً من الكيماوية.
- الإقلاع عن التدخين لما يسببه من ضرر على المجتمع والبيئة.
- التخلص من النفايات المنزلية بطريقة صحيحة، والتوجه نحو إعادة التدوير.
دور الحكومات والمنظمات في مكافحة التلوث
- إصدار تشريعات تلزم المصانع بتثبيت فلاتر على مخارج الغازات الضارة.
- توفير وقود خالٍ من الرصاص ومازوت بدون كبريت.
- بناء المصانع بعيدًا عن التجمعات السكانية.
- زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار، ومعاقبة من يضر بها.
- فرض قوانين تحظر الإساءة لاستخدام موارد المياه.
- إنشاء منظمات غير ربحية للتوعية بخطورة التلوث.
- منع تصريف النفايات والمخلفات في البحار، والتخلص منها بطرق علمية تحافظ على البيئة.
- العمل على إزالة التسربات النفطية من المياه عبر سحبها أو حرقها كحل نهائي.
لا تفوت فرصة قراءة المزيد هنا: