تُعتبر الزلازل من الظواهر الطبيعية ذات التأثيرات المدمرة على الإنسان والبيئة، حيث تؤدي إلى وفاة الآلاف سنويًا. وتُظهر الدراسات أن الدول النامية أكثر عرضة لهذه الظواهر، نظرًا لضعف أسس البناء فيها. ومن الأسباب الرئيسية لحدوث الزلازل هي حركة الصخور تحت السطح وتكسرها، بالإضافة إلى النشاط البركاني في بعض الحالات.
تؤثر الزلازل بشكل كبير على الإنسان والممتلكات والبيئة. على سبيل المثال، الزلزال الذي وقع في إندونيسيا عام 2008 والذي تسبب في موجات تسونامي أودت بحياة أكثر من 280,000 شخص. هنا، سنستعرض بعض الآثار المترتبة على الزلازل وتأثيراتها على الكائنات الحية والبيئة.
التأثيرات المترتبة على الزلازل في مجالي الإنسان والبيئة
- تُقاس شدة الزلازل بمقياس من 1 إلى 10 حيث تُصنف كما يلي:
- زلازل غير مضرة (من 1 إلى 4 درجات) تعتبر منخفضة المخاطر،
- زلازل ذات تأثير بسيط (من 4 إلى 6 درجات)،
- زلازل قوية (من 7 إلى 10 درجات) تؤثر سلبًا على المباني والممتلكات، ولكن يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية وسلبية على البيئة.
- تتسبب الزلازل بنحو كبير من الكوارث للإنسان وللبيئة، لعدم توفر التحذيرات المسبقة. لذلك، من الضروري أن تكون الدول مستعدة لمواجهة آثار الزلازل، ومن بين هذه الآثار:
اهتزاز الأرض
- يتسبب الزلزال في اهتزاز الأرض بفعل ما يُعرف بالأمواج الزلزالية السطحية، مما قد يؤدي إلى انهيار المباني والأضرار الجسيمة في حالة الزلازل الشديدة. كما قد تتسبب في انهيارات ثلجية أو طينية في المناطق الجبلية.
- يمكن أن تتأثر المباني بطرق غير مباشرة من خلال ظاهرة تسييل التربة، والتي تحدث عندما يمتزج الرمل بالماء القريب من السطح عندما تهتز الأرض، مما يؤدي إلى تحول الأرض إلى حالة رطبة وغير ثابتة.
تغييرات في مستوى الأرض
تشهد الأرض ارتفاعًا وانخفاضًا بسبب الزلازل الارتدادية التي تحدث بعد الزلزال الرئيسي. على سبيل المثال، الزلزال الذي وقع في ألاسكا عام 1964 أدى إلى ارتفاع بعض المناطق بمقدار 11.5 متراً، بينما انخفضت أخرى بمقدار 2.3 متر.
تمزق سطح الأرض
يحدث هذا عندما تسهم الإزاحات الزلزالية في تمزق سطح الأرض، مما يتسبب في انهيار المباني، حيث ينزلق الجانبان الممزقان على بعضهما البعض.
الحرائق
- تحدث الحرائق عادةً بعد الزلزال نتيجة لتعطل خطوط الكهرباء وانفجار أنابيب الغاز، مما يؤدي إلى اشتعال الحرائق.
- تتفاقم الكارثة عندما تنكسر خطوط الماء، مما يعوق إمكانية إطفاء الحرائق، كما حدث في سان فرانسيسكو عام 1906 حيث أدت الحرائق الناتجة عن الزلزال إلى تدمير مباني كثيرة.
الفيضانات
يمكن أن يسبب الزلزال أضرارًا بهياكل السدود، مما يؤدي إلى تسرب المياه ووقوع الفيضانات، والتي تتسبب في انهيار المباني وغرق الأشخاص.
تسونامي
- التسونامي هو مصطلح ياباني يشير إلى “موجة الميناء”، وهو يحدث عندما تحدث إزاحة رأسية مفاجئة في المحيطات بسبب الزلازل، مما يؤدي إلى تكون مجموعة من الأمواج قد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار.
- في حالات حادة، قد تصل الأمواج إلى ارتفاع 30 متراً، ولا تقتصر موجات التسونامي على الضرب في المناطق الساحلية فحسب، بل قد تمتد إلى داخل اليابسة.
تعريض حياة الإنسان للخطر
- تؤدي الزلازل إلى فقدان الأرواح بشكل مأساوي حيث تعرض حياة العديد للخطر، كما حدث في ساحل إندونيسيا عام 2008 عندما تسبب زلزال في تسونامي أسفر عن وفاة أكثر من 230,000 شخص.
- كذلك الزلزال الذي ضرب هايتي عام 2010، والذي أدى إلى مقتل 230,000 شخص أيضاً.
الأضرار المادية
- الزلازل تؤدي إلى تكبد خسائر مادية كبيرة تحتاج إلى تكاليف باهظة لإصلاحها، مثلما حدث في زلزال اليابان الذي بلغت تكلفته حوالي 232 مليار دولار.
- تؤثر الزلازل على البنية التحتية للمدن، مما يؤدي إلى تدهور اقتصادي كبير خاصةً في المناطق النامية ذات البنية التحتية الضعيفة.
الآثار النفسية
- تترك الزلازل آثارًا نفسية عميقة على الأفراد والمجتمعات، حيث أن فقدان الممتلكات والأحباء يمكن أن يؤدي إلى حالات من الاكتئاب والقلق، خصوصًا في ظل رؤية آثار الدمار الواضح حولهم.
- تؤثر الزلازل أيضًا على صحة الأفراد العقلية نتيجة لوابل الضغوط النفسية المرتبطة بالخسائر والمآسي، مما يؤثر سلبًا على جودة حياتهم.
أضرار أخرى للزلازل
- فقدان للممتلكات والوفيات بين الأهل وتدمير للمنازل.
- تغيير مجرى الأنهار مما يؤدي إلى تدمير حياة الكثيرين.
- تعطيل شبكة المواصلات.
- تخريب المنشآت.
- تسبب بعض الزلازل القوية في تفجير الماء والنوافير الطينية.
- تشقق في قشرة الأرض، مما يعوق استخدام الطرق العامة.
- تتعرض الأرض سنويًا لعدد كبير من الهزات الأرضية، حيث تسجل الأجهزة الزلزالية حوالي مليون هزة، غير أن معظمها هزات خفيفة لا يشعر بها الناس.
أسباب الزلازل
- النشاط البركاني أو الانزلاقات في طبقات القشرة الأرضية.
- تكسير الصخور تحت الأرض وتحريكها بسبب الضغوط الداخلية.
- انتقال كميات كبيرة من الرواسب فتسبب الضغط على الطبقات الأرضية.
أنواع الزلازل
- الزلازل الاصطناعية: وهي التي تنتج بفعل الأنشطة البشرية مثل ضخ المياه تحت الأرض.
- الزلازل البركانية: تحدث نتيجة النشاط البركاني وتعتبر إنذارًا لحدوث انفجارات بركانية.
- الزلازل التكتونية: تنجم عن ضغط الطبقات الأرضية وتحركها.
- الزلازل الضحلة: تقع عمقها أقل من 70 مترًا.
- الزلازل المتوسطة: تحدث من عمق 300 إلى 700 متر.
- الزلازل العميقة: يزيد عمقها عن 700 متر.
فوائد الزلازل
- تساهم الزلازل في إخراج المعادن النفيسة من باطن الأرض.
- تعمل على تشكيل سطح الأرض وتكوين الجبال، وتساعد في خروج ينابيع مياه جديدة.
- تعمل على تنفيس الطاقة الزائدة من باطن الأرض، مما يمنع تفجر الكوكب.
- تساعد الزلازل في نمو النباتات حيث تطلق ثاني أكسيد الكربون الضروري لعملية التمثيل الضوئي.
- تؤدي بعض الزلازل إلى توليد الطاقة الكهربائية من باطن الأرض.
- تساهم الزلازل في خروج النفط من باطن الأرض.
للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:
كيفية الوقاية من الزلازل
- من الأهمية بمكان أن يتصرف الأفراد بسرعة وصواب عند الشعور بالزلزال، وأن يتخذوا الاحتياطات اللازمة للحماية.
- إذا كنت في السيارة وقت حدوث الزلزال، يجب الابتعاد عن المباني والأشجار.
- في المنزل، ينصح بتغطية الرأس والوجه والذراعين والابتعاد عن النوافذ والأبواب، والذهاب إلى أحد زوايا الغرفة.
- إذا كنت خارج المنزل، يجب السير بهدوء والابتعاد عن المباني وأسلاك الكهرباء.
- تجنب التدخين أو إشعال النار أثناء الزلزال، واحتمي تحت أي هيكل ثابت.
- تجنب استخدام السلم.
- من المهم فصل الكهرباء والغاز والماء، والسيطرة على مشاعر الأطفال لإبقائهم في حالة هدوء.
- أطلق سراح الحيوانات الأليفة.
- يجب على الأفراد الذين يعيشون في مناطق عرضة للزلازل أن يكونوا دائمًا في حالة استعداد، ويجب تخزين المؤن والإمدادات اللازمة، مثل المصابيح، وصندوق الإسعاف الأولي، وطفايات الحرائق، وتوفير 11 لترًا من الماء لكل شخص.
معايير المباني المضادة للزلازل
- يجب أن تعمل جميع الدول على تصميم مباني تمتاز بالقوة لمقاومة الزلازل.
- تُسهم هذه المباني في حماية الأرواح من الانهيارات المحتملة أثناء حدوث الزلازل، حيث تتحمل مفاصل البناء الضغوط الناتجة عن الاهتزازات.
- عند بناء ناطحات السحاب، يتم تصميم قاعدة عزل خاصة، تتكون من أنظمة نابضات وأسطوانات مبطنة، تعمل على امتصاص صدمات الزلازل.
- يهدف تصميم المباني المقاومة للزلازل إلى دعم الحمل العمودي، حيث يتم تأمين السقف والجدران من خلال الربط بمكونات ثابتة تمنع الاهتزازات.
- ينبغي ألا يتجاوز ارتفاع المباني 50 مترًا، وإذا فاتت ذلك، يجب تقسيم الطول من خلال فواصل التمدد.
- لقد لعبت التطورات العلمية، خصوصاً في مجال الهندسة المعمارية، دورًا مهمًا في تقليل مخاطر الزلازل من خلال إنشاء مباني صامدة تحمي الأرواح والممتلكات.