فضل الصلاة في مسجد قباء
أشار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى مزايا بعض المساجد، حيث تتضاعف الأجور فيها مقارنةً بغيرها، ويُعتبر مسجد قباء من بين هذه المساجد، إذ يُعادل أجر الصلاة فيه أجر عمرة. وكان النبي -عليه السلام- يحرص على زيارة مسجد قباء كل يوم سبت لأداء الصلاة، وقد اتبع الصحابة هذه السنة اقتداءً به. وقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تأكيداً لفضل مسجد قباء عندما قال: “لو كان مسجد قباء في آفاق لضربنا إليه أكباد المطي”.
أول مسجد في تاريخ الإسلام
تحظى مكانة مسجد قباء بخصوصية كبيرة كونه أول مسجد أُسس في الإسلام، وقد تم بناؤه على يدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه بعد فترة قصيرة من هجرته إلى المدينة المنورة. فقد بادر النبيّ -عليه السلام- بكل حماس وسعادة لبدء بناء هذا المعلم الإسلامي، الذي يُعتبر نقطة انطلاق للتجمع للصلاة وغيرها من العبادات. وقد أشاد الله -تعالى- ببناء المسجد، حيث قال: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). يشار إلى أن مسجد قباء يقع في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، على بُعد حوالي خمسة كيلومترات عن المسجد النبوي، وقد بركت فيه ناقة النبي -عليه السلام- عندما تركها تأخذ مكانها.
المقارنة بين المسجد النبوي ومسجد قباء
كذلك، ذكر النبي -عليه السلام- فضل الصلاة في مسجد قباء، ولكنه لم يشر إلى تضاعف الأجر بشكل مماثل، بينما أكد أن الصلاة في المسجد النبوي تتضاعف أجره بمقدار ألف مرة مقارنةً بالصلاة في أي مكان آخر، باستثناء المسجد الحرام، حيث قال: (صلاةٌ في مسجِدي هذا، أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ، إلَّا المسجدَ الحرامَ). من هذا، يتضح أن فضل الصلاة في المسجد النبوي يُعتبر أكبر من ذلك في مسجد قباء.