أحاديث تدعو إلى حفظ اللسان بشكل عام
يعتبر حفظ اللسان من القيم الأخلاقية الرفيعة التي دعت إليها الشريعة الإسلامية. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تبين أهمية حفظ اللسان والحديث بما هو خير، والتي منها:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن كان يُؤْمِن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
- عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن يضمن لي ما بين لحييه وما بين رِجليه أضمن له الجنة)، ويدل هذا الحديث على ضرورة حفظ اللسان عن الكلام غير المشروع، وحماية الفم من تناول المحرمات، وحفظ الفرج عن الزنا وما شابهه.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب).
- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: أمسِك على لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك).
- سأل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن العمل الذي يدخله الجنة، فأجابه بأن الإيمان هو المدخل، وبيّن له فضل الصدقة والصيام وصلاة الليل ومكانة الجهاد في الإسلام، ثم قال له: (ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ قلت: بلى. فقال: كفَّ عليك هذا، وأشار إلى لسانه). قال: يا نبي الله، أإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك، وهل يُكبُّ الناسَ في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟
- روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- حديثًا رفعه إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وفيه: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتقِ الله فينا فإنّا نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)، ومعنى “تكفر اللسان” أي تُذل وتخضع.
- عن سفيان بن عبد الله الثقفي -رضي الله عنه- قال: (يا رسول الله، حدّثني بأمر أعتصم به. فقال: قل: ربي الله ثم استقم. قلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تخاف عليّ؟ قال: هذا، وأشار إلى لسانه).
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر).
- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا يرمي رجلٌ رجلًا بالفُسُوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا ينبغي لصديق أن يكون لعّانًا)، أي يجب على المؤمن أن يحفظ لسانه عن اللعن.
- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (إن اللعانين لا يكونون شهداء، ولا شفعاء يوم القيامة).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم)، وهذا الحديث يوجه أهمية حفظ اللسان عن القول بأن الناس استحقوا دخول النار بأعمالهم.
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ليس المؤمن بطعَّان ولا بلعان ولا الفاحش البذيء).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، والصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها).
- عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إن أحبكم إليّ وأقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني يوم القيامة مساوئكم أخلاقًا، الثَّرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)، وفي هذا الحديث دعوة لحفظ اللسان من كثرة الثرثرة والتكلّف في الحديث، وما شابه ذلك مما يمقته الطبع السليم.
أحاديث تتعلق بحفظ اللسان عن الكذب
يعتبر حفظ اللسان عن الكذب من المسائل الدينية الأساسية التي يجب على المسلم الالتزام بها، والدليل على ذلك ما يلي:
- عن معاوية بن حيدة القشيري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ويلٌ للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويلٌ له، ويلٌ له).
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (عليكم بالصِّدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا).
- عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: (سمعت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: إن كذبا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان).
أحاديث تتناول حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة
تُعتبر الغيبة والنميمة من الظواهر الاجتماعية السلبية التي حاربها الإسلام بكل قوة، ومن الأحاديث التي جاءت لتحث على حفظ اللسان من الغيبة والنميمة ما يلي:
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (المسلم مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده).
- عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- قال: (سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: لا يدخل الجنة نمّام).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بهَتَّه).
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (المسلم أخو المسلم، لا يخونُه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام؛ عِرضه وماله ودَمه، التقوى هاهنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم).
أحاديث عن حفظ اللسان عن قول الزور
وردت عدة أحاديث نبوية تحث على تجنب قول الزور وشهادة الزور، ومنها:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في حق الصائم: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه).
- عن أبي بكرة نفيع بن الحارث -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، وشهادة الزور – ثلاثًا – أو قول الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت).