حكم أكل لحم الضبع في الإسلام: هل هو حلال أم حرام؟

تتباين آراء الناس حول تناول لحم الضبع، إذ يحرم البعض أكله فيما يجيز الآخرون تناوله استنادًا إلى أنه لا يعتبر محرمًا. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الحكم الشرعي لأكل الضبع.

الجدل حول أكل الضبع: حلال أم حرام؟

الجدل حول أكل الضبع: حلال أم حرام؟
الجدل حول أكل الضبع: حلال أم حرام؟

تعددت الآراء بين العلماء حول تناول لحم الضبع، حيث كان هناك انقسام بين العلماء حول ما إذا كان لحم الضبع يُعتبر من الأطعمة المباحة أو المحرمة كما يلي:

  • يرى العديد من الفقهاء وعلماء الدين أن تناول لحم الضبع يعد مباحًا، حيث تم استهلاكه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.
    • وقد استند هؤلاء إلى أن الضباع كانت تُشترى وتُباع في الأسواق، خصوصًا بين جبل الصفا والمروة.
  • بينما ينظر معظم الفقهاء إلى أن لحم الضبع يُصنف ضمن الأطعمة المحرمة نظراً لخصوصيته وقربه من بعض الحيوانات التي حرمها الله على المسلمين.
  • ويستدل المعارضون بعدم وجود دليل يُثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تناول لحم الضبع طوال حياته.
  • ورغم عدم تناول النبي لحم الضبع، إلا أن بعض الفقهاء لم يمانعوا في أكل لحم الضبع.
    • يستندون في ذلك إلى قول عكرمة رضي الله عنه، الذي شهد لحم الضباع على مائدة عبد الله بن عباس.
  • كما استندوا إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، الذي أوضح فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر بأكل الضبع عندما سُئل عن ذلك.
    • حيث قال: “الضبع أصيد هي؟ قلت نعم، قال: أكلها؟ قلت نعم.” وقد أكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل الضبع.

حكم تحريم لحم الضبع

حكم تحريم لحم الضبع
حكم تحريم لحم الضبع

بالنظر إلى المسألة حول أكل الضبع: حلال أم حرام، فقد اعتبر العديد من الفقهاء أن تناول لحم الضبع محرم بشكل قاطع لما يلي:

  • يؤكد غالبية علماء الدين على وجوب تحريم لحم الضبع وعدم جواز تناوله.
    • واستندوا في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: “نهى عن أكل كل ذي ناب من السبع”.
  • كما أشاروا إلى حديث آخر عن خزيمة رضي الله عنه، حيث تساءل حول تناول لحم الضبع فقال: “أو يأكل الضبع أحد؟” مما يعكس شدّة التحذير من تناوله.
  • استنادًا إلى هذه الأحاديث، ذهب الكثير من الفقهاء إلى تحريم أكل لحم الضبع.
    • ويعتبر تناول هذا اللحم بمثابة ارتكاب ذنب كبير حرمه الله تعالى.

رأي الفقهاء في جواز أكل لحم الضباع

رأي الفقهاء في جواز أكل لحم الضباع
رأي الفقهاء في جواز أكل لحم الضباع

فيما يتعلق بسؤال “هل أكل الضبع حلال أم حرام؟”، فقد أباح بعض الفقهاء تناول لحم الضبع مستندين إلى عدد من الأحاديث النبوية:

  • قال عدد من علماء الدين إن أكل لحم الضبع جائز ولا يترتب على تناوله إثم.
    • وذلك لأن الضبع ليست من فصيلة السباع التي حرمها الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • كما أشار العديد من العلماء الذين أجازوا تناول لحم الضبع إلى أن الأحاديث التي تتعلق بتحريمه تُعتبر ضعيفة لأنها لم تصدر مباشرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • تشير التفصيلات التي قدمها الإمام الشافعي إلى أن السباع التي حرمها الرسول تنقسم إلى ثلاث فئات: الأسود، والنمور، والذئاب.
    • وبالتالي، فإن الضباع لا تصنف ضمن هذه الفئات مما يجعل تناول لحمها مباحًا.
  • علاوة على ذلك، تختلف أنياب الضباع بشكل كبير عن أنياب السباع الأخرى، مما يجعل أكلها مقبولًا.

ننصح بقراءة:

رأي الإمام أبي حنيفة في أكل لحم الضباع

رأي الإمام أبي حنيفة في أكل لحم الضباع
رأي الإمام أبي حنيفة في أكل لحم الضباع

فيما يخص الحكم الشرعي لحم الضبع، أشار الإمام أبي حنيفة إلى تحريمه بناءً على عدة أحاديث نبوية:

  • جمهور الأحناف يؤكدون على تحريم أكل لحم الضبع، مستندين إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول “كل ذي ناب من السبع فأكله حرام”.
  • بالإضافة إلى ذلك، ذكر أبو حنيفة حديث آخر يوضح استنكار الرسول صلى الله عليه وسلم لتناول لحم الضبع.
    • حيث قال: “ومن يأكل الضبع؟”.
  • من خلال هذا الحديث، يعُتبر تحريم لحم الضبع استنكاراً واضحاً من الرسول الكريم.
  • ويؤكد الحنفية أن تناول هذا اللحم يعد ذنبًا كبيرًا حرمه الله، مما يتطلب الابتعاد عنه.

تعرفوا على:

رأي المالكية حول تناول لحم الضباع

رأي المالكية حول تناول لحم الضباع
رأي المالكية حول تناول لحم الضباع

توضح آراء جمهور المالكية حول هذه المسألة التماسهم لوجهة نظر متوسطة مقارنة برأي الحنفية كالتالي:

  • جمهور المالكية لا يحرمون تناول لحم الضباع ولكنهم يرون كراهية لذلك.
    • كما أن المالكية جعلوا من تناول لحم الضبع غير مستحب مع اعتبار أنه ليس كفاحًا مثل لحم الخنزير أو لحم الأسود.
  • استند المالكية إلى ما قاله الرسول عندما سُئل عن لحم الضبع حيث قال: “لا أكله ولا أنهى عنه” مما يوضح موقفهم بشكل واضح.

رأي الشافعية في أكل لحم الضباع

رأي الشافعية في أكل لحم الضباع
رأي الشافعية في أكل لحم الضباع

تختلف آراء الشافعية حول مسألة أكل الضبع عن المالكية والأحناف على النحو التالي:

  • يذهب الشافعية إلى جواز تناول لحم الضبع، مشددين على عدم تحريمه.
    • ويستند الشافعية إلى أن لحم الضباع كان يُباع في أسواق المدينة المنورة، خصوصًا بين جبل الصفا والمروة.
  • كما أن لحم الضباع كان يلقى إقبالاً كبيرًا من العرب، بسبب طعمه الفريد.
  • أضاف الشافعية أن تناول لحم الضبع لا يعد محرمًا، لأنه لو كان كذلك لكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد منع من بيعه في الأسواق.
  • كما استند الشافعية إلى حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث استفسر عن صيد لحم الضبع ولم يُحرمها الرسول، مما يعزز رأيهم.

حكم تناول لحم الضباع للإمام ابن باز

حكم تناول لحم الضباع للإمام ابن باز
حكم تناول لحم الضباع للإمام ابن باز

بخصوص تناول لحم الضبع، يوافق الشيخ ابن باز على رأي العديد من العلماء في المسألة كالتالي:

  • يرى ابن باز أنه من الجائز تناول لحم الضباع، مستندًا إلى حديث جابر رضي الله عنه.
    • حيث ورد عن النبي أنه قال: “الضبع صيد، ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم”.
  • استنادًا إلى هذا الحديث، فإن الضبع تُعتبر من الحيوانات الجائزة للصيد للأكل.
    • لذا،ووفقًا لابن باز، فإن رسول الله أوضح حكم تناول لحم الضباع ولا يوجد أي تعارض في ذلك.
  • كما أن رسول الله اعتبر الضباع مشابهة بالشاة والتي يمكن للمسلم أن يضحي بها، إذا كانت بضاعتهم محرمة لما قام به الرسول عليه السلام.
Scroll to Top