الشعر الحديث
الشعر الحديث هو النوع الشعري الذي نشأ في بداية القرن العشرين، وشهد ازدهاراً ملحوظاً بفضل ظهور عدد من الشعراء المؤثرين في تلك الفترة. لقد أسهم هؤلاء الشعراء في تطوير اللغة الشعرية، مستخدمين مجموعة متنوعة من المفردات والتعبيرات التي لم تُستخدم في القصائد التقليدية السابقة. يعود ذلك إلى عدة عوامل، من بينها التغيرات الزمنية ونشوء مفاهيم جديدة لم تكن معروفة من قبل. كما تميز الأسلوب الشعري بالبساطة، مما ساعد على انتشار الشعر الحديث بين فئات المجتمع المختلفة. لا تزال القصائد المأخوذة بهذا الأسلوب تُستخدم في مختلف المؤلفات والمناهج الدراسية.
شعراء العصر الحديث
يوجد عدد من الشعراء في العصر الحديث الذين لعبوا دورًا كبيرًا في تطور الشعر العربي، ومن أبرزهم:
بدر شاكر السياب
ولد بدر شاكر السياب عام 1926 في قرية جيكور بالعراق، حيث انتقل إلى بغداد لاستكمال دراسته. درس اللغة الإنجليزية وكان لديه اهتمام كبير بالأدب العربي، مستلهمًا من أعمال شعراء عظام مثل المتنبي. عانى السياب من ظروف حياة صعبة أثرت بشكل كبير على قصائده. يُعتبر السياب من أبرز شعراء الشعر الحديث، وله العديد من المؤلفات الشعرية، ومنها ديوانه الشهير “أنشودة المطر”. توفي في عام 1964.
إبراهيم طوقان
وُلد إبراهيم طوقان في عام 1905 بمحافظة نابلس في فلسطين، حيث درس المرحلة الابتدائية ثم أكمل دراسته في القدس. تأثر بالشعر العربي واللغة خلال فترة الثانوية، وبعدها انتقل إلى بيروت لاستكمال دراسته الجامعية وحصل على شهادة في الآداب. في عام 1936، عمل في قسم اللغة العربية في إذاعة القدس. يُعتبر طوقان من أبرز شعراء فلسطين، ومن أشهر قصائده “موطني”. توفي عام 1941.
أبو القاسم الشابي
وُلد أبو القاسم الشابي عام 1909 في الشابية بتونس، حيث تعلم أصول اللغة العربية على يد والده. حصل الشابي على شهادة في الحقوق، لكنه فضل الاستمرار في الكتابة الأدبية. كتب العديد من القصائد التي تدعو إلى استقلال تونس من الاحتلال الفرنسي، ومن أشهر أعماله “إرادة الحياة”. توفي في عام 1934.
حافظ إبراهيم
حافظ إبراهيم وُلد في عام 1871 في مصر. درس القانون قبل أن يلتحق بالدراسة العسكرية ليصبح ضابطًا، ثم تقاعد من الخدمة العسكرية وعمل في دار الكتب. كتب شعرًا وطنياً يُعبر عن الاحتلال الإنجليزي لمصر، كما تعلم اللغة الفرنسية التي ساعدته في ترجمة بعض المؤلفات إلى العربية. يُعرف بقصيدته الشهيرة “قصيدة اللغة العربية”. توفي عام 1932.
عمر أبو ريشة
وُلِد عمر أبو ريشة في عام 1910 في عكا بفلسطين. درس المرحلة الابتدائية في جسر الشغور بسوريا، ثم انتقل لاستكمال دراسته في عكا وحلب، ودرس الأدب العربي في بيروت. على الرغم من رفض والده لكتابته الشعر، إلا أنه استمر في كتابته وحصل على شهادة في الكيمياء في لندن قبل أن يتوجه إلى العمل الدبلوماسي. له ديوان شعري يحتوي على جميع أعماله، وتوفي في عام 1990.