أروع قصائد الشعر العربي
تتميز اللغة العربية بثراء شعرها وجمال قصائدها، ومنها ما يلي:
قصيدة قم للمعلّم
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا
عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا
في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً
بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا
صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت
مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا
سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ
شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا
عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ
فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا
قصيدة وا حرّ قلباه
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حَرَمُ
قصيدة كم ذا يكابد عاشق ويلاقي
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً
بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ
يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً
عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ
كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا
في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
Dُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا
فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها
في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَنْ تَستَبينَ بَناتُكُم
نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي
قصيدة قد أشهد الغارة الشعواء تحملني
قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشّعْوَاءَ تَحْمِلُنِي
جَرْدَاءُ مَعرُوقَةُ اللّحييَنِ سُرْحُوبُ
كَأنَّ صاحِبهَا إذْ قَامَ يُلْجِمُها
MAGْذٌ على بَكْرَةٍ زَوْرَاءَ مَنْصُوبُ
إذا تَبَصّرَها الرَّاؤُونَ مُقبِلَةً
لاحتْ لَهُمْ غُرَّةٌ مِنْها وَتجْبِيبُ
وِقافُها ضَرِمٌ وَجَرْيُها جَذِمٌ
وَلَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ
وَاليَدٌ سابِحَةٌ وَالرِّجْلُ ضارِحَةٌ
وَالعَيْنُ قادِحةٌ وَالمَتْنُ مَلْحُوبُ
وَالمَاءُ مُنْهَمِرٌ وَالشَّدُّ مُنْحَدِرٌ
وَالقُصْبُ مُضْطَمِرٌ وَاللَّونُ غِرْبِيبُ
كَأنّها حِينَ فاضَ الماءُ وَاحْتَفَلَتْ
صَقْعاءُ لاحَ لَها في المَرْقَبِ الذِّيبُ
فأَبْصَرَتْ شَخْصَهُ مِن فَوْقِ مَرْقَبَةٍ
ودُونَ مَوْقِعِها مِنْهُ شَنَاخِيبُ
فَأقْبلَتْ نَحوَهُ في الجَوِّ كاسِرَةً
يَحُثُّها مِنْ هُوِيِّ الرِّيحِ تَصْوِيبُ
صُبَّتْ عَلَيْهِ وما تنْصَبُّ مِنْ أُمَمٍ
إنَّ الشَّقَاءَ على الأشْقَيْنِ مَصْبُوبُ
كالدَّلْوِ ثَبْتٌ عُرَاهَا وهْيَ مُثْقَلَةٌ
إذْ خَانَها وَذَّمٌ مَنْهَا وتَكْرِيبُ
لاكالَّتي في هَواءِ الجَوِّ طّالِبَةً
ولا كَهَذَا الّذِي في الأرْضِ مَطلوبُ
كالْبَزِّ والرَّيْحِ في مَرْآهُما عَجَبٌ
مَا في اجْتِهَادٍ على الإصْرَارِ تَعْييبُ
فأدْرَكَتْهُ فَنالَتْهُ مَخَالِبُهَا
فَانْسَلَّ مِن تحْتِها والدَّفُّ مَعْقُوبُ
يَلوذُ بِالصَّخْرِ مِنْهَا بَعْدَ مَا فَتَرَتْ
مِنْها ومِنْهُ على الصَّخْرِ الشَّآبِيبُ
ثمَّ اسْتغَاثَتْ بمَتنِ الأرضِ تَعْفِرُهُ
وبِاللِّسان وبِالشِّدْقَيْنِ تَتْرِيبُ
فأخطَأتْهُ المَنَايَا قِيسَ أُنْمُلَةٍ
ولا تَحَرَّزَ إلا وهْوَ مَكْتُوبُ
يَظَلُّ مُنْحَجِراً منْهَا يُراقِبُهَا
ويَرْقَبُ اللَّيْلَ إنّ اللّيْلَ مَحْجُوبُ
والخَيرُ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ وما غَرَبَتْ
Mُطَلَّبٌ بِنَواصي الخَيْلِ مَعْصُوبُ
قصيدة لا أيها البيت الذي لا أزوره
لا أَيُّها البَيتُ الَّذي لا أَزورُهُ
وَهُجرانُهُ مِنّي إِلَيهِ ذُنوبُ
هَجَرتُكِ مُشتاقاً وَزُرتُكِ خائِفاً
وَفيكِ عَليَّ الدَهرَ مِنكِ رَقيبُ
سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّها
بِيَومِ سُرورٍ في هَواكِ تُثيبُ
وَأُفرِدتَ إِفرادَ الطَريدِ وَباعَدَت
إلى النَفسِ حاجاتٌ وَهُنَّ قَريبُ
لَئِن حالَ يَأسي دونَ لَيلى لَرُبَّما
أَتى اليَأسُ دونَ الأَمرِ فَهوَ عَصيبُ
وَمَنَّيتِني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني
عَلى شَرَفٍ للناظِرينَ يَريبُ
صَدَدتِ وَأَشمَتِّ العَدوَّ بِصَرمِنا
أَثابَكِ يا لَيلى الجَزاءُ مَثيبُ
جَرى السَيلُ فَاِستَبكانِيَ السَيلُ إِذ جَرى
وَفاضَت لَهُ مِن مُقلَتَيَّ غُروبُ
وَما ذاكَ إِلّا حينَ أَيقَنتُ أَنَّهُ
يَكونُ بِوادٍ أَنتِ مِنهُ قَريبُ
يَكونُ أُجاجاً دونَكُم فَإِذا اِنتَهى
إِلَيكُم تَلَقّى طيبَكُم فَيَطيبُ
فَيا ساكِني أَكنافِ نَخلَةَ كُلُّكُم
إِلى القَلبِ مِن أَجلِ الحَبيبِ حَبيبُ
أَظَلُّ غَريبَ الدارِ في أَرضِ عامِرٍ
أَلا كُلَّ مَهجورٍ هُناكَ غَريبُ
وَإِنَّ الكَثيبَ الفَردَ مِن أَيمَنِ الحِمى
إِلَيَّ وَإِن لَم آتِهِ لَحَبيبُ
فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا أَنتَ لَم تَزُر
حَبيباً وَلَم يَطرَب إِلَيكَ حَبيبُ
أبيات شعر متنوّعة
- وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً
- ما أبعد الغايات إلا أنني
أجد الثبات لكم بهن كفيلاً
- وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
- ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناءُ
- أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعتْ كلماتي من به صممً
- أيا من بالوفا قد عودوني
بحق المصطفى لا تهجروني
- ولا خير في ودّ امرىء متلوّن
إذا الريح مالت مال حيث تميل
- ألذ الحب ما كان استراقاً
وأعذبه إذا شئت القليل
- وما من كاتبٍ إِلا سيفنى
ويبقى الدهرُ ما كتبت يداهُ
فلا تكتب غير شيءٍ يسرك
في القيامة إِن تراه.
- دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إِذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاءْ
وكن جلياً عن البلوى صبوراً
وسمتكَ السماحة والوفاءْ
- لا تخفِ ما فعلت بكَ الأشواق
واشرح هواك فكلنا عُشاقُ
عسى يعينكَ من شكوتَ لهُ الهوى
في حملة فالعاشقون رفاقُ
لا تجزعن فلست أَول مُغرمٍ
فتكتْ بهِ الوجناتُ والأحداقُ.
- ولربُ نازلةٍ بضيقُ بها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أَضنها لا تفرجُ
- بعدتُم وأَنتم أَقرب الناسِ في الحشا
وغبتم وأَنتمْ في الفؤادِ حضورُ
- أَدعي إِني أَصبحتُ أَكرههُ
وكيفَ أَكرهُ من في الجفنِ سكناه
وكيف أَهربُ منهُ ؟ إِنهُ قدري
- هل يملك النهر تغيراً لمجراه
أَحببتُ من أَجلهِ من كان يشبههُ
- وكلُ شيءٍ من المعشوقِ معشوقُ
حتى حكَيتُ بجسمي ما بمقلتهِ
وكأن سقمي من جفني مسروقٌ.
- يا محرقاً بالنار وجهه محبهِ
مهلاً فإن مدامعي تصفية
أَحرق بها جسدي وكل جوارحي
وأَحذر على قلبي لأنكَ فيه
- مهما بعدتم فلي من وصلُكم أَملُ
وحق الهوى أَحلى من الوسنِ
الروح لما رحلتم ما مني رحلتْ
ومتى رجعتم تعود الروح إِلى البدنِ