تظهر أعراض ضيق الشريان الرئوي نتيجة تشوه في الصمام الرئوي، مما يؤدي إلى تضيق الصمام وفتحة الشريان، وبالتالي تقليل تدفق الدم.
تتباين الأعراض حسب شدة الحالة، لذا سنقوم بتناول أعراض ضيق الشريان الرئوي، وأسبابه، وطرق علاجه لنقدم معلومات شاملة حول هذا الموضوع.
أعراض ضيق الشريان الرئوي
تختلف أعراض ضيق الشريان الرئوي باختلاف الحالة، حيث يمكن أن تكون خفيفة، متوسطة أو شديدة. وفيما يلي توضيح لكيفية التعرف على هذه الأعراض:
- الأشخاص الذين يعانون من ضيق بسيط في الصمام الرئوي غالباً لا تظهر عليهم أي أعراض.
- أما الذين لديهم حالات متوسطة أو شديدة، فيلاحظون بعض الأعراض.
- قد تسوء الحالة لدى البعض مما يتطلب التدخل الجراحي.
- تظهر الأعراض أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية، ومنها ضيق الشريان.
- العلامة الأساسية هي وجود لغط قلبي، وهو صوت غير طبيعي يمكن سماعه باستخدام سماعة الطبيب بسبب تدفق الدم غير السليم.
- يشعر المرضى بقصور وضيق في التنفس خلال المجهود البدني.
- يمكن أن يعاني البعض من آلام في الصدر، شعور عام بالتعب والإعياء.
- توجد حالات قد تؤدي لفقدان الوعي.
- تكرار التهاب الرئة نتيجة لقلة حجم الدم المتدفق إليها.
- في الحالات المتأخرة، قد يحدث زرقة بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
- ينبغي على الأفراد، سواء كانوا بالغين أو أطفالاً، استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض مثل ضيق التنفس أو آلام الصدر أو الإغماء.
أسباب ضيق الشريان الرئوي
عادةً ما ينتج ضيق الشريان الرئوي عن عدم نمو الصمام الرئوي بشكل صحيح أثناء مراحل تكوين الجنين، مما يسبب تشوهات. وفيما يلي الأسباب المحتملة:
- تعتبر العيوب الخلقية السبب الرئيسي لحدوث ضيق في الصمام الرئوي.
- قد يحدث هذا العيب الخلقي بسبب توقف نمو الصمام خلال فترة الحمل.
- أو بسبب عدم انفصال السدائل بشكل كامل، مما يقلل من حجم فتحة الصمام.
- يمكن أن يعاني الطفل أيضاً من تشوهات قلبية أخرى مرتبطة بهذا المرض.
- من أهم هذه التشوهات، رباعي فالوت ومتلازمة نونان.
- الحمى الروماتيزمية، الناتجة عن عدوى البكتيريا العقدية.
- قد تسبب هذه العدوى، كالتهاب الحلق العقدي، ضرراً في صمامات القلب.
- يمكن أن يحدث تضيق أيضاً نتيجة لعملية توسيع باستخدام البالون أو تغييره.
- المتلازمة السرطانية (الكارسينويد) التي تصيب الجهاز الهضمي تؤدي إلى إفراز هرمون السيروتونين.
- زيادة نشاط الغدد الليمفاوية قد تعطي دفعة لأمراض الصمام الرئوي.
تركيبة الشريان الرئوي ووظيفته
تتكون الشريان الرئوي من عدة أجزاء تؤدي وظائف محددة، ويمكن تلخيص ذلك كما يلي:
- يتكون الصمام الرئوي من ثلاثة شرفات صغيرة.
- تكون هذه الشرفات على شكل دائرة، وتفتح في اتجاه تدفق الدم داخل الشريان الرئوي.
- هذا يحدث حتى يصل الدم إلى الرئتين مع كل نبضة للقلب.
- بعدها يغلق مرة أخرى لمنع تدفق الدم إلى البطين الأيمن من القلب.
- في حالة التضيق الحاد، قد يصل قياس السدائل إلى 1 سم².
- إذا تعرضت إحداها أو كلاهما للتلف أو زاد سمكها، فلا يفتح الصمام بشكل صحيح، مما يؤثر على مرور الدم.
- نتيجة لذلك، يقل تدفق الدم إلى الرئة، مما يؤدي إلى انخفاض تشبع الدم بالأكسجين وإحداث الزرقة.
- عادةً، تفتح السدائل بمساحة تتراوح بين 3-4 سم².
مضاعفات ضيق الصمام الرئوي
يمكن أن ترافق حالات ضيق الشريان الرئوي بعض الأمراض الأخرى، مثل:
- مشاكل في تدفق الدم، حيث يعمل الضغط العالي في القلب الأيمن على زيادة سماكة الجدار العضلي.
- مع مرور الوقت، قد يتضخم البطين الأيمن، مما يجعل القلب أقل كفاءة ويضعف مع الزمن.
- العدوى، حيث يزداد احتمال تعرض المرضى للعدوى البكتيرية مثل التهاب بطانة القلب.
- فشل القلب، يحدث عندما يتعذر على البطين الأيمن ضخ الدم.
- يظهر الفشل عن طريق الانتفاخ في القدمين والبطن والشعور بالإرهاق وضيق التنفس.
- اضطراب نظم القلب، أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون من ضيق الشريان الرئوي.
- تعتمد خطورة عدم انتظام ضربات القلب على درجة الضيق.
تشخيص ضيق الشريان الرئوي
غالباً ما يُشخص ضيق الصمام الرئوي في مرحلة الطفولة، ولكن يمكن للطبيب أن يسمع صوت صفير خلال الفحص البدني، مما يستدعي إجراء الفحوصات التالية:
- رسم القلب، الذي يكشف عن تضخم البطين الأيمن واضطرابات ضربات القلب.
- الأشعة السينية على الصدر التي تظهر زيادة سمك البطين ونقص الدم في الرئتين.
- أشعة الإيكو التي تعتبر أهم الوسائل للتشخيص، باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- توضح هذه الأشعة حجم الصمام، تركيبه، مساحته ووظيفته.
- تساعد في تحديد أسباب الضيق وأماكن التضييق.
- تقيس الضغط التدفق الدم خلال الصمام، وحجم الأذين الأيمن، تستشعر وظيفة القلب.
- الرنين المغناطيسي للقلب.
- القسطرة القلبية، حيث يتم إدخال أنبوب مرن إلى شريان أو وريد الفخذ.
- تصل إلى القلب أو الأوعية الدموية، ويُحقن صبغة خاصة لإظهار التفاصيل في الأشعة السينية.
- هذا الإجراء يُستخدم غالباً لقياس ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية.
- يمكن أن يُستخدم أيضاً للمساعدة في إجراء رأب الصمام بالبالون إذا لزم الأمر.
علاج ضيق الشريان الرئوي
تصنف حالات ضيق الصمام الرئوي إلى بسيطة، متوسطة، وشديدة وفقاً لضغط الدم في البطين الأيمن والشريان الرئوي. وخلال معالجة كل حالة، يتم التوضيح على النحو التالي:
- الحالات البسيطة غالباً لا تحتاج لأي علاج ولا تظهر بها أعراض.
- تتم المتابعات الدورية مع الطبيب حتى التأكد من تحسن الحالة.
- الحالات الشديدة تحتاج إلى إجراءات عاجلة تحدد حسب درجة الانسداد.
- إجراء رأب الصمام بالبالون، الذي يتضمن إدخال بالون في فتحة الصمام الضيق عبر القسطرة.
- يتم نفخ البالون لتوسيع الشريان الضيق، مما يسهل تدفق الدم، ثم تُزال البالون بعد ذلك.
- تشمل المضاعفات المحتملة لهذه العملية حدوث عدوى أو نزيف أو جلطة دموية.
- أو قد يحدث قصور في الصمام إذا تسرب الدم خلال الإجراء.
- التدخل الجراحي يُعتبر خيارًا في حالات تفاقم المشكلة، حيث يتم ترميم أو استبدال الصمام بصناعي.
- يمكن أيضاً إصلاح أي عيوب خلقية قد تظهر خلال العملية.
- تعتبر نسبة حدوث مضاعفات مثل النزيف أو العدوى أقل في الجراحة.
أسلوب الحياة الأمثل بعد الجراحة
يجب على الأفراد إجراء تغييرات في نمط حياتهم لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهنا بعض التوصيات للحياة الصحية:
- اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الفواكه، الخضروات والألبان قليلة الدسم.
- الحفاظ على وزن صحي مثالي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تجنب التدخين والمخدرات وتقليل استهلاك المنبهات.
- يصبح الحمل خطراً في حالات الإصابة بشريان رئوي حاد، مما يتطلب عناية خاصة خلال فترة الولادة.
- قد يحتاج الأمر إلى إجراءات جراحية إضافية كرأب الصمام بالبالون خلال الحمل.
- الحالات القليلة والمتوسطة من ضيق الشريان الرئوي غالباً لا تمثل خطراً على الحمل.