تعد أعراض انفصام الشخصية لدى المراهقين من أبرز القضايا الصحية العقلية حيث تتضمن مجموعة من المشكلات المتعلقة بالسلوك والتفكير والمشاعر.
يمكن أن تختلف الأعراض المرتبطة بالانفصام من حيث النوع والشدة، وقد تظهر أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين بوضوح.
انفصام الشخصية
- يعتبر انفصام الشخصية، المعروف أيضًا بالشيزوفرينيا، نوعًا من الاضطرابات العقلية التي تؤثر على طريقة تفكير الشخص وقدرته على التواصل بوضوح مع العالم من حوله.
- يؤثر الانفصام على كيفية إدراك الفرد لمشاعره وقدرته على اتخاذ قرارات سليمة.
- كما يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين، ويشكل حالة معقدة تتطلب رعاية مستمرة على المدى الطويل.
- يمكن أن تختلف طبيعة الأعراض من مريض لآخر، حيث يعاني بعض الأفراد من أعراض واضحة، بينما قد لا يظهر آخرون أي أعراض باستثناء ما يشاركونه عن أفكارهم.
- يجدر بالذكر أن العديد من الأفراد الذين يعانون من انفصام الشخصية يمكنهم استعادة وظائفهم الطبيعية عند اتباع العلاج المناسب والدعم النفسي.
- لذلك، يجب بدء العلاج في أقرب وقت ممكن مع طبيب نفسي مؤهل.
أعراض انفصام الشخصية
- تتطور الأعراض المرتبطة بالانفصام بشكل تدريجي لدى المصابين.
- تشمل العلامات الرئيسية حدوث انفصال عن العالم الخارجي وفقدان الإحساس بالمسؤولية.
- يحدث أيضًا اضطراب في أنماط النوم، والذي يعد تحديًا من الصعب تحديده لأنه يتداخل مع التغيرات الطبيعية في سن المراهقة.
- حيث يتم الخلط في كثير من الأحيان بينه وبين التغيرات التي تحدث خلال هذه الفترة.
- بشكل عام، تبدأ الأعراض بين سن 16 و30، ومن النادر تشخيص الأطفال بالانفصام.
- قد يُظهر بعض المرضى نوبات قصيرة تترافق مع أعراض شديدة.
- تتبع هذه النوبات فترات من انخفاض الأعراض أو انعدامها، مما يشير إلى حالة انفصام حاد.
- يجب استشارة طبيب متخصص عند ظهور أعراض الانفصام أو الأعراض السلبية.
- تنقسم الأعراض إلى أعراض إيجابية وسلبية وإدراكية، ويمكن توضيح كل منها بتفصيل أدناه:
الأعراض الإيجابية
- تظهر الأعراض الإيجابية على شكل سلوكيات ذهنية غير موجودة عند الأشخاص الأصحاء.
- ورغم اسمها “إيجابية”، إلا أنها تشير إلى زيادة أو إضافات على الأداء العقلي الطبيعي.
- قد يفقد الفرد المصاب جزءًا من التواصل مع الواقع، وتتنوع هذه الأعراض.
الهلوسات
- تتمثل الهلوسات في سماع أو رؤية أشياء غير موجودة، مثل سماع أصوات غريبة.
- تُعد الهلوسات السمعية من أكثر الأنواع شيوعًا.
- يمكن أن تكون هذه الهلوسات واقعية للفرد المصاب، لكن الأشخاص الآخرين لن يتمكنوا من سماعها أو الشعور بها.
- وفي بعض الحالات، تُوصف هذه الأصوات بأنها مثيرة أو مرعبة، وقد تعطي الأوامر للشخص المصاب.
- كما يمكن أن توصل نشاطات تتدور في ذهن المريض أو تتحدث مباشرة معه.
- يمكن أن تأتي الأصوات من مصدر واحد أو أكثر.
الأوهام
- تشير الأوهام إلى اعتقادات غير صحيحة تؤثر على تفكير المريض، حيث يعتقد المصاب بأفكار غير واقعية بشكل مفاجئ.
- تتطور الأوهام عادة بسرعة خلال أسابيع إلى شهور، وتؤثر على طريقة تفاعل الشخص مع المحيطين به.
- يمكن أن يتوصل الفرد إلى فكرة غير واقعية لتفسير الهلوسات التي يعاني منها، معتقدًا أن شخصًا ما يأمره بهذا الحدث.
- يعتبر ذلك نوعًا من أوهام جنون الارتياب.
- يشعر المريض بالاضطهاد، حيث يعتقد دائمًا أنه تحت المراقبة أو المطاردة، ويشعر بوجود مؤامرات ضده.
- يمكن أن ينتشر هذا الوهم حتى يصل إلى الاعتقاد بأن الأفراد في التلفاز أو المجلات يخاطبونه بشكل شخصي.
- يضطرب تفكير المريض وكلامه، مما يؤدي إلى تشتت التركيز أثناء الحديث.
- قد يجد صعوبة في تنظيم أفكاره، وكلماته تصبح مشوشة وغير منطقية.
السلوك الحركي المضطرب
- قد يقترن الانفصام ببعض الاضطرابات الحركية، مثل الحركات المفاجئة أو تكرار حركات معينة.
- يمكن أن يظل المريض ثابتًا لفترات طويلة تصل إلى ساعات.
- تُعرف هذه الحالة بشذوذ الحركة الفصامي، وعكس المعتقد الشائع، فإن هؤلاء المرضى لا يكونون عادة عدوانيين.
صعوبة في التركيز
- يعاني المصاب من فقدان القدرة على التركيز، مثل عدم القدرة على متابعة الأحداث خلال مشاهدة التلفاز.
الأعراض السلبية
- يمكن أن يشكو المريض من مجموعة من الأعراض السلبية، والتي تُعرف بأعراض العجز، نتيجة لغياب الوظائف العقلية العادية.
- تشمل هذه الأعراض مصاعب في التفكير والسلوك والإدراك، إلى جانب الاضطرابات في المشاعر الطبيعية للمريض.
- تُقسم الأعراض السلبية إلى أولية وثانوية، حيث يمكن أن تحدث الأعراض الثانوية نتيجة استخدام الأدوية المضادة للذهان أو غيرها من المشكلات الصحية العقلية.
- تشمل الأعراض السلبية ما يلي:
عسر النطق
- عدم القدرة على نطق الكلمات بوضوح وصعوبة فهمها، وغالبًا ما تظهر الأعراض بشكل جمل قصيرة بلا معنى.
الركود العاطفي
- يتعلق بتقليل قدرة الشخص على التعبير عن مشاعره، بما في ذلك تعابير الوجه، التواصل البصري، ونبرة الصوت.
- يتضمن ذلك عدم فهم لغة الجسد أو استخدامها بشكل فعّال.
فقدان الإرادة
- يشير إلى عدم القدرة على متابعة أهداف معينة، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بمظهر من عدم الاهتمام.
- يتجلى ذلك في الانسحاب من الأنشطة المختلفة والتقاعس عن الخروج مع الأصدقاء.
فقدان الطاقة
- يميل المريض إلى زيادة فترات النوم والجلوس، مما يؤدي إلى فقدان الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
عدم قدرة المصاب على التواصل الاجتماعي
- تظهر على المريض مهارات اجتماعية غير مناسبة، وعدم القدرة على تكوين صداقات جديدة أو المحافظة على العلاقات الحالية.
الأعراض الإدراكية
- قد يظهر بعض المرضى أعراضًا إدراكية غير واضحة، حيث يعانون من مشاكل ملحوظة في الذاكرة.
- تشمل المشكلات صعوبة فهم المعلومات واستخدامها في اتخاذ القرارات.
- قد يواجه المرضى صعوبات في التركيز والانتباه، بالإضافة إلى عدم القدرة على التخطيط للمستقبل وتنظيم حياتهم.
- تُعتبر المشاكل في استخدام البيانات مباشرة بعد تعلمها من بين الأعراض الشائعة، مما يؤدي إلى صعوبة أكبر في التفاعل مع الآخرين.
أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين
- يعتبر التعرف على انفصام الشخصية لدى المراهقين تحديًا كبيرًا، حيث يصعب التفريق بين التغيرات المزاجية الطبيعية للمراهقين والأعراض المرتبطة بالانفصام.
- يمكن أن تساهم معرفة الأعراض في التعرف المبكر على المشكلات.
- من الضروري استشارة طبيب مختص للحصول على مزيد من المعلومات حول هذا المرض.
- تظهر أعراض انفصام الشخصية لدى المراهقين خلال فترة تصل إلى تسعة أشهر.
- غالبًا ما تبدأ الأعراض كالاكتئاب والقلق، مما يجعل الأمر يبدو سلوكًا طبيعيًا في مرحلة المراهقة.
- مثل انخفاض الدرجات الدراسية، وتغير الأصدقاء، واضطرابات النوم.
- ومع ذلك، توجد أعراض مبكرة تشير إلى احتمال الإصابة بالانفصام، مثل:
- تغيرات في التفكير، الهلوسات السمعية أو البصرية، وصعوبة التركيز على الأفكار.
- تظهر أفكار غريبة وغير عقلانية، بالإضافة إلى اختلاط البرامج التلفزيونية بالأحلام والواقع.
- تغيرات في المشاعر والتقلبات المزاجية الشديدة، وخوف مفرط ونوبات غضب.
- الاعتقاد بوجود شخص يتتبع المراهق أو يتحدث عنه بشكل غير مبرر في الماضي.
- تغيرات سلوكية، مثل التحركات غير الطبيعية للجسم أو الوجه.
- التحدث إلى النفس بصورة غير مفهومة أو الانتقال المفاجئ بين مواضيع مختلفة.
- تظهر استجابات غير طبيعية، مثل الضحك في مواقف حزينة، وابتعاد عن الأصدقاء، وصعوبة التعرف على أصدقاء جدد.
- الانعزال المفرط، والإهمال في العناية الشخصية والملابس، والإدمان.
- عند ملاحظة هذه الأعراض لدى المراهق، يتعين استشارة طبيب على الفور.
- خصوصًا إذا كان هناك تاريخ عائلي لإصابة بالانفصام، حيث قد يقوم الطبيب بطرح مجموعة من الأسئلة حول مشاعره وأفكاره وسلوكه، بالإضافة إلى إجراء فحص عضوي للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية.
- تشمل المخاطر الصحة، مثل الغدة الدرقية، ويجب أن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر لتشخيص الانفصام.
- كما يجب التأكد من عدم وجود أسباب عضوية أو اضطرابات نفسية أخرى متعلقة.
- عند التأكد من تشخيص الانفصام لدى المراهق، يجب الشروع في العلاج على الفور، حيث يتضمن العلاج الأدوية والدعم النفسي.
- مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص المصابين بالانفصام أن يعيشوا حياة طبيعية ومهنية واجتماعية.
اقرأ أيضًا:
علاج انفصام الشخصية
- يستند علاج المرضى المصابين بانفصام الشخصية إلى نهج يعتمد على فرق الصحة النفسية المجتمعية.
- يهدف هذا النظام إلى توفير العلاج اليومي والدعم للمريض مع تعزيز استقلاليته.
- قد تتكون فرق الصحة النفسية المجتمعية من أخصائيين في العلاج الوظيفي، وطبيب نفسي، ومستشارين، وصيادلة، وأخصائيين اجتماعيين، وعلماء نفس، ومعالجين نفسيين.
- كما يضم ممرضين متدربين ولديهم مؤهلات خاصة في مجال الصحة العقلية.
الأدوية العلاجية
- يهدف علاج انفصام الشخصية إلى تقليل الأعراض، ويشير الخبراء إلى أن أفضل طرق العلاج تشمل مزيجًا من العلاجات المختلفة.
- تعتبر الأدوية العلاجية جزءًا أساسيًا من العلاج.
- ينبغي على المرضى الالتزام بتناول الأدوية حتى بعد زوال الأعراض لتفادي عودتها مرة أخرى.
- سنسرد بعض الأدوية العلاجية المستخدمة في علاج انفصام الشخصية:
الهالوبيريدول
- يمتاز هذا العلاج بتأثيره الطويل المدى الذي يصل إلى 14 يومًا.
الكلوزابين
- يساعد في تقليل السلوكيات الانتحارية لدى المرضى، ولكنه قد يرفع من خطر الزيادة في الوزن والسكري.
زيبراسيدون
- يساعد هذا الدواء في تنظيم ضربات القلب وقد يقلل أيضاً من الأعراض السلبية.
الأولانزابين
- يمكن أن يقلل من مخاطر زيادة الوزن والسكري بشكل أقل من الكلوزابين.
التدخلات النفسية والاجتماعية
تعتبر التدخلات النفسية والاجتماعية ضرورية بجانب العلاج الدوائي، وسنستعرض بعض هذه التدخلات:
التأهيل المهني والعمالة المدعومة
- يساعد هذا التدخل الأفراد المصابين على الدخول إلى سوق العمل والاستعداد للإشغال.
العلاجات العائلية
- تشمل توعية العائلات التي تضم مرضى انفصام الشخصية بكيفية التعامل مع حالات الإصابة.
التدريب على المهارات الاجتماعية
- يركز على تطوير مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي، مما يعزز من قدرة المريض على المشاركة في الحياة اليومية.
العلاج الفردي
- يساعد العلاج النفسي على تعديل طريقة تفكير المريض ويعزز من قدرته على مواجهة القلق والتوتر، كما يساهم في التعرف على علامات الانتكاس المبكرة.
العلاجات البديلة
على الرغم من أهمية العلاج الدوائي، إلا أن بعض الأفراد يفضلون تجربة العلاجات البديلة. إليك بعض طرق العلاج التكميلية لمرضى الانفصام:
- استعمال مكملات الجليسين الغذائية.
- إدارة النظام الغذائي.
- استخدام مكملات زيت السمك الغذائية.
- العلاج باستخدام الفيتامينات.
لا تنسى قراءة: