أسباب تيسير الزواج
يعتبر الزواج من نعم الله -عز وجل-، ويجب على المسلم أن يدرك أن الرزق يتبع صاحبه، فلا تُؤجل أية نفس رزقها الذي قدره الله لها. وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدُكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِهِ). لذلك، هناك مجموعة من الأسباب التي تساعد على تيسير الزواج لكل من الرجال والنساء، نذكر منها ما يلي:
تقوى الله وطاعته
إن تقوى الله والاهتمام بطاعته تعد من الأسباب المهمة للحصول على الرزق، في حين أن المعاصي تؤدي إلى الفقر. لذلك، يتوجب على الراغبين في الزواج الالتزام بطاعة الله، حيث قال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم بأن (وإنَّ العبدَ ليحرمَ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ).
الإلحاح في الدعاء
يعتبر الإلحاح في الدعاء والإصرار على الطلب من أبرز الوسائل لتحقيق الأهداف، حيث يتضمن الدعاء معاني التوكل على الله والانكسار بين يديه. فهو من أفضل العبادات التي يحبها الله، كما قال في كتابه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). لذا، ينبغي للمسلم أن يدعو الله بما يختلج في قلبه وهو حاضر ذهنياً، وذلك تلبيةً لقوله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
كثرة الاستغفار
يعتبر الاستغفار من أبرز أسباب البركة وزيادة الرزق، فقد وعد الله -تعالى- عباده بالخير في قوله: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَكُمْ أَنْهَارًا).
فإذا غفر الله للعبد ذنوبه واتقى الله، فسيجد أن الله يسر له أموره ويرزقه من حيث لا يحتسب، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا).
الاستعفاف وموجباته
من أبرز أسباب تيسير الزواج أن يتحلى المسلم بالعفة والابتعاد عن الفواحش، خصوصًا عندما تكون هناك دوافع قوية وإغراءات يسهل الوصول إليها. وقد وعد الله -سبحانه- من يسعى للزواج بنية العفة بالمساعدة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ كلُّهم حقٌّ على اللَّهِ عزَّ وجلَّ: عونُهُ المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والنَّاكحُ الذي يريدُ العفافَ، والمُكاتبُ الذي يريدُ الأداءَ).
أهمية الزواج
يُعتبر الزواج أساساً ضرورياً في الحياة، والذي يسهم في تهدئة النفس ويحفز للعبادة والعمل في إعمار الكون. فقد جعل الله -تعالى- الزواج عبادة، وله فوائد متعددة منها: إنجاب الأبناء، والوقاية من الشيطان، وإدخال السرور على النفس.
قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ). وتبرز عبارة “لتسكنوا إليها” أهمية الزواج في توفير السكون والاستقرار النفسي.
كما يُعتبر الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين، وقد حث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- على ذلك بقوله: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).