أسباب تعزيز الإيمان
أشار العلماء إلى أن الإيمان في القلب قد يزيد وينقص، وقدموا بعض الأسباب التي تؤدي إلى تعزيز الإيمان، ومن هذه الأسباب ما يلي:
- تأمل المسلم في أسماء الله -عزّ وجلّ- وصفاته، مما يملأ قلبه بمحبته وخشيته، فيسعى إلى عبادته وفقاً لهذه الأسماء والصفات.
- التفكر في عظمة خلق الله سبحانه وتعالى؛ حيث أوصى القرآن الكريم بذلك، فالتفكر يعتبر من أسمى العبادات التي تعزز في القلب تعظيم الله تعالى.
- الاستمرار في الاستماع إلى القرآن الكريم وتأمل آياته، والتركيز على صفات المؤمنين كما ذكرت في الكتاب العزيز.
- زيارة المقابر؛ فهي تذكّر العبد بالآخرة وتحثه على مراجعة أعماله، مما يشجعه على التوبة وتحسين سلوكه.
- مجالسة المؤمنين وأصحاب الطاعات، حيث تُذكر بالله وتحث على طاعته، وتنبّه من عصيانه.
- التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء لزيادة الإيمان في القلوب، والطلب منه العون على الابتعاد عن الفسوق والعصيان.
أهمية الإيمان للعباد
حدد العلماء العديد من الفضائل العظيمة للإيمان عند تحققه في قلب المسلم، ومن هذه الفضائل ما يلي:
- الإيمان هو أعظم ما يمكن أن يكتسبه الإنسان، بفضل ذلك ينال العبد خير الدنيا والآخرة.
- الإيمان سبب لرفعة الشخص في الدنيا والآخرة.
- من خلال الإيمان، يحصل العبد على مراتب الجنات في الآخرة.
- بالإيمان، ينجو العبد من عذاب الآخرة ومن سوء المصير إلى جهنّم.
- الإيمان يؤدي بالمؤمن إلى أعلى المراتب في الآخرة، وهي لذة النظر إلى وجه الله سبحانه.
- بفضل الإيمان، يحصل العبد على كل الخير، وتدفع عنه أنواع الشرور والمحن.
اهتمام السلف بتجديد إيمانهم
كان السلف يدركون تماماً حاجتهم إلى إيمان ينعش قلوبهم، حيث اعتبروا ذلك أهم من الطعام والشراب. ولذلك، حرصوا أشد الحرص على تعزيز إيمانهم ما استطاعوا، فعلى سبيل المثال، كانوا يتواصون بزيادة الإيمان حين يحث بعضهم بعضاً، حيث كانوا يقولون: لنجلس معاً لنزيد إيماننا، كما قال عمر بن الخطاب لأصحابه: هلموا لنزداد إيماناً. وكان أبو الدرداء يقول: من فقه العبد أن يدرك إن كان إيمانه في زيادة أم نقصان. كل هذه الأمثلة وغيرها تعبر عن مدى إدراك الصحابة -رضي الله عنهم- لحاجتهم إلى تعزيز الإيمان وفضله في الدنيا والآخرة.