علماء عرب ومسلمون في الطب
الزهراوي
يُعَدّ الدكتور أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي من الرواد في مجال الطب والجراحة خلال عصر النهضة والعصور الوسطى الأوروبية، حيث ألف أكثر من ثلاثين مجلداً في العلوم الطبية التي تشمل مجالات مختلفة مثل الجراحة والتوليد وطب العيون والصيدلة وأمراض النساء والتغذية. كان الزهراوي أول عالم عربي يؤكد على أهمية هذا المجال وتمكن من إنجاز العديد من المعالم البارزة في الطب، نذكر منها:
- اكتشاف أهمية القطن في التحكم بالنزيف أثناء العمليات الجراحية واستخدامه كحشوة للجبيرات في حالات الكسور.
- استعمال أدوات الطعام والشمع والكحول للسيطرة على نزيف الجمجمة أثناء العمليات الجراحية، إضافة إلى وصفه آلية عمل الشرايين في الجسم.
- كان من أوائل الجراحين الذين عالجوا حالات الحمل خارج الرحم.
- أجرى عملية جراحية في القصبة الهوائية ووصف كيفية فتحها جراحياً.
- أنجز عملية لإزالة حصوة المثانة.
- صمم ملقطاً خاصاً لاستخراج الحصوات ويُعتبر رائداً في تصميم المثقب، وهي أداة دقيقة تخترق الحصوات في مجرى البول.
- ابتكر أدوات لنشر العظام البارزة والمقصات الدقيقة المستخدمة في جراحة العيون.
- استخدم القاطع الموجود في الخيوط الجراحية القابلة للذوبان في جسم المريض لتكوين كبسولات الدواء.
الرازي
تميز أبو بكر محمد زكريا الرازي بالبراعة في مجالات الطب والرياضيات والفلك والكيمياء والصيدلة والفلسفة، ويعتبر من أوائل الأطباء العرب الذين اكتشفوا الربو. ألف العديد من المقالات حول المناعة والحساسية وآلية حدوث التهاب الأنف الموسمي. يعتبر الرازي من الرواد في علاج الحمى والربو، ومن إنجازاته الطبية:
- تطوير أدوات طبية مثل الملاقط والملاعق والقوارير المستخدمة في الصيدليات، بالإضافة إلى استخدام المراهم الزئبقية.
- كان أول طبيب يجري تجارب على الحيوانات للتأكد من فعالية العلاجات وتجنب الآثار الجانبية.
- اكتشاف الكحول وحمض الكبريتيك وكلوريد الأمونيوم.
- وصف دقيق لأعراض الحصبة والجدري والتهاب الأنف، مع تمييز واضح بين هذه الأمراض.
ابن سينا
يشتهر ابن سينا، المعروف بأبي علي حسين، بكونه من العقول اللامعة في الطب والفلسفة بداية الألفية الثانية. ألّف 246 كتابًا في مجالات الطب واعتُبر أحد كتبه مرجعية رئيسية للعلوم الطبية منذ القرن الثاني عشر حتى القرن السابع عشر. كان ابن سينا أول من أوضح آلية انتقال الأمراض المعدية مثل السل وانتشاره عبر الهواء. اعتمد الحجر الصحي كوسيلة لمكافحة انتشار الأمراض، بالإضافة إلى كونه أول من وصف الإصابة بداء الديدان المستديرة، ومن إنجازاته أيضاً:
- وصف دقيق للشلل النصفي وتمييزه وفقاً للسبب الداخلي أو الخارجي.
- كان من أوائل المسلمين الذين تحدثوا عن أهمية العلاج النفسي وتأثيره على الأعصاب والجسم.
- أول من وصف بعض الأمراض التي تصيب النساء مثل حمّى النفاس والأورام الليفية.
- استخدم تقنيات فريدة في الجراحة لإيقاف النزيف من خلال الخياطة أو الكي بالنار.
علماء عرب ومسلمون في الجغرافيا
برز العديد من العلماء العرب والمسلمين في مجال الجغرافيا، ومن أبرزهم:
- مأمون الرشيد: رسم الخليفة مأمون الرشيد أول خريطة للأرض في عام 831م، وقد كان هدفه منها تعزيز المعرفة بطرق السفر والتنقل لأداء فريضة الحج.
- البيروني: تمكن العالم الأفغاني البيروني من تحديد أبعاد الأرض واكتشاف محيطها، كما قاس المسافات بين بعض النجوم والكواكب.
علماء عرب ومسلمون في مجال الآلات
برز عدد من العلماء العرب والمسلمين في مجالات الآلات، ومنهم:
- مرضي بن علي الطرسوسي: خبير عسكري قدم سجلات توضح كيفية صنع المنجنيق خلال القرن الثاني عشر أثناء فتوحات صلاح الدين الأيوبي.
- أحمد يوسف الحسن: وصف الطواحين الهوائية الأفقية في القرن العاشر الميلادي، التي كانت مصنوعة من 6-12 ذراعاً مغطاة بقماش من القصب، وتستخدم لطحن الحبوب وسحب المياه الجوفية.
- عباس بن فرناس: يُعتبر أول من صمم آلة للطيران في القرن التاسع الميلادي، حيث حاول الطيران من قمة جبل في قرطبة بإسبانيا.
- الجزري: اخترع عمود الكرنك، وهو جزء رئيسي من آلة ضخ المياه المستخدمة في الري، وأبدع في تصميم الصمامات والمكابس.
علماء عرب ومسلمون في الكيمياء
برز بعض العلماء العرب والمسلمين في مجال الكيمياء، منهم:
- الكندي: اعتُبر رائداً في اكتشاف آلية التقطير في القرن التاسع الميلادي، وقد استخدمت تقنيته على نطاق واسع في العصر الوسيط.
- جابر بن حيان: يُعتبر مؤسس الكيمياء الحديثة بفضل اكتشافه لحمض الكبريتيك والنيتريك، حيث ابتكر أدوات وتقنيات كيميائية لا تزال تستخدم حتى اليوم.
عالم مسلم في الرياضيات
يُعتبر محمد بن موسى الخوارزمي من أهم العلماء المسلمين في علم الرياضيات في القرن التاسع الميلادي، حيث ساهم في تطوير علم الخوارزميات وابتكار علم الجبر، الذي يعد أساسياً في عمل الحواسيب الحديثة، كما قام بإسهامات في مجالات الفلك والجغرافيا ورسم الخرائط.
عالم عربي مسلم في البصريات
يُعرف ابن الهيثم بأبي البصريات، حيث كانت إسهاماته في هذا المجال بارزة بين العصور القديمة وحتى القرن السابع عشر الميلادي، وشرح آلية انتقال الضوء والأشعة المنعكسة والمنكسرة، التي تشكل أساس فهم علم البصريات بشكل هندسي، ودرس أجزاء العين وآلية الإبصار، مما أتاح له تأسيس مفهوم الكاميرا والمنظار.
عالم عربي مسلم في الفلك
يُعد محمد الفزاري عالماً مهماً في مجال الرياضيات الذي برز في القرن الثامن الميلادي، ويُنسب له الفضل في تصميم آلة الأسطرلاب، التي تُعد كالكمبيوتر الفلكي، وتتكون من عدة صفائح صغيرة الحجم تُستخدم لتحديد مواقع الأجرام السماوية، بالإضافة إلى استخدامها في الملاحة وتحديد اتجاه القبلة في مكة المكرمة.