أشهد أن لا امرأة إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
تمكّنت من اللعبة كما فعلت أنت
وتحملت حماقتي
على مدار عشر سنوات كما فعلت
وصبرت على جنوني كما صبرت
وقصّيت أظافري
ونظمت مذكّراتي
وأدخلتيني إلى روضة الأطفال
باستثناءك
أشهد أن لا امرأةً
تعكسني كصورة زيتية
في الأفكار والسلوك إلا أنت
ففي العقل والجنون، إلا أنت
وفي الملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنت
أشهد أن لا امرأةً
استحوذت على عواطفي
بنصف ما فعلتِ
واستعمرتني كما فعلت
وقمت بتحريري أيضاً كما فعلت
أشهد أن لا امرأةً
تعاملت معي كطفل في شهره الثاني
باستثناءك
وقدمت لي الحليب والألعاب
والزهور
باستثناءك
أشهد أن لا امرأةً
كانت معي كريمة كالبحر
وراقية كالشعر
ودللتني كما فعلت
وأفسدتني كما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تستمر حتى الخمسين
باستثناءك
حب آخر
اخترعت حبك لأتجنب الوقوف تحت المطر بلا حماية
زوّرت لنفسي رسائل حب منك
ابتكرت حبك كما يفعل من يغني وحيداً في الظلام
لكي لا يشعر بالخوف
عندما نحب، يصبح القلب مملوءاً بأشباح الماضي
تستحم الذاكرة بعطر الدموع ورائحة التفاح
عندما نحب، يكتسي الانتظار بالحزن على طاولة المقهى
تظهر لنا أمجاد الماضي، فنقدّم لها ياسميننا
ننسى ضجيج الباعة وصرخات سيارات الشرطة والإسعاف وأجراس الأعراس
والجنازات
لن أرتب موتاي في كهف أعماقي مثل أوسمة انتصاراتهم،
لن أصفهم كجنود فارقوا الحياة في وادي الحزن،
ولا سأجلس لأكتب عنهم بقلم الظلال،
بل سأحبك، ولن أفشل في ابتكار هذا الحب
إعلان حبّ
أعلنت حبي لك واختياري
وأنا واثق من انتصاري
لذا لا تفكري .. ولا تغضبي
ولا تشكي .. ولا تناقشي
قضاءك المحتوم أن تكوني
معي أنا .. في جنتي وناري
إن هربت مني ستجدين الضياع
فأنت كوكبي .. وفي مداري
وأنت من دوني بلا حياةٍ
بلا عبيرٍ .. وبلا ثمار
الحب .. لو كنت تدركينه .. ربيعٌ
مبتسمٌ .. كطلعة النهار
كالنجم .. كالعبير .. كالأماني
كالعشب في السهول والبراري
وأنتِ، يا حبيبتي نوالِي
بعد شوقي إليك وانتظاري
أجمل مما كان في خيالي
أثمن من لآلئ البحار
أرق من ندى الصباح .. وأشهى
من عبق الزهور في مارس
مبهرةٌ أنت بكل شيءٍ
فكيف أُخفي عنك إعجابي؟
معي غدوت .. فاختاري طريقي
معتبرةً .. وقرري قراري
ولتقبلي حبي .. فإن حبي
بحرٌ .. قراره بلا قرار
قلبٌ يحب بلا شروطٍ
هذه هي الحياة باختصار
ألا ياعبل قد زاد التصابي
ألا ياعبلُ قد زاد الهوى
ولجّ اليوم قومك في معاناتي
وظلّ حبك ينمو كل يوم
كما ينمو شيبي في شبابي
عاتبتُ دهرًا على أمرك حتى
فنِي وعمرُك الأحباب والعتاب
ولاقيتُ الأعداء وحفظتُ قومًا
أضاعوني ولم يرعوا جئابي
سلي يا عبلُ عنّا يوم زرنا
قبائل عامرٍ وبني كلاب
وكم من فارس رميته ممددًا
خضيب الراحتين بلا خضاب
تحركت قدماه رعبًا وفيه
سنان الرمح يلمع كالشهاب
قتلنا منهم مئتين حرًا
وألفًا في الشِعاب والهضاب
ألا عم صباحاً أيها الطللُ القديم
ألا عِم صباحاً أيها الطللُ القديم
وهل يعم من كان في العصور البعيدة
وهل يعم إلا سعيدٌ مخلدٌ
قليل الهموم ما يبيت بأوجال
وهل يعم من كان أحدث عهدٍ
ثلاثين شهراً في ثلاث حالات
ديار لسلمى عافيات بذي خال
ألحّ عليها كلّ أسحَم هطّال
وتظن سلمى لا تزال ترى طلا
من الوحش أو بيضاً بميثاء محلال
وتظن سلمى أننا لا زلنا كعهدنا
بوادي الخزامى أو على رسّ أوعال
ليالي سلمى إذ تريك منصباً
وجيدًا كجيد الرئم ليس بمعطال
ألا زعمت بسبابة اليوم أنني
كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي
كذبت، فقد أصبَى على المرء عرسهُ
وأمنع عرسي من أن يُزنَّ بها خالي
ويا ربّ يومٍ قد لهوت وليلةٍ
بآنسةٍ كأنها خط تمثال
تضيء الفراش وجهها لضجيعها
كمصباح زيت في قناديل ذبّال
كأن على لباتها جمر مصطل
أصاب غضى جزلاً وكفي بأجذال