قصائد رومانسية باللغة العربية الفصحى

ألا قُل لهند: احرجي وتأثمي

ألا قُل لهند: احرجي وتأثمي
ألا قُل لهند: احرجي وتأثمي

تغزّل الشاعر عمر بن أبي ربيعة في هند من خلال القصيدة التالية:

ألا قُل لهندٍ: احرجي وتأثمي،

وَلا تَقْتُليني، لا يَحِلُّ لَكُمْ دَمي

وحلي حبالَ السحرِ عن قلبِ عاشقٍ

حزينٍ، ولا تستحقبي قتلَ مسلم

فَأَنْتِ، وَبَيْتِ اللَّهِ، همّي ومُنْيتي

وكبرُ منانا من فصيحٍ واعجمِ

فواللهِ، ما أحببتُ حبكِ أيما،

وَلاَ ذَاتَ بَعْلٍ، يا هُنَيْدَة، فَاعْلَمِي

فصدتْ وقالت: كاذبٌ! وتجهمتْ،

فَنفسي فِداءُ المُعْرِضِ المُتَجَهِّمِ

فقالت، وصدت: ما تزالُ متيماً،

صبوباً بنجدٍ، ذا هوىً متقسم

ولما التقينا بالثنية أومضتْ،

مخافة عين الكاشحِ المتنمم

أشارتْ بطرف العينِ خشية أهلها،

إشارة محزونٍ، ولم تتكلم

فأيقنتُ أن الطرفَ قد قال: مرحباً،

وَأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم

فأبردتُ طرفي نحوها بتحيةٍ،

وقلتُ لها قولَ امرئٍ غير مفحم

وإني لأذري، كلما هاجَ ذكركم،

دموعاً أَغَصّتْ لَهَجَتي بِتَكَلُّمِ

وَأَنْقَادُ طَوْعاً لِلَّذي أَنْتِ أَهْلُهُ

على غلظةٍ منكم لنا، وتجهم

أُلامُ عَلَى حُبِّي، كَأَنِّي سَنَنْتُهُ،

وَقَدْ سُنَّ هذا الحُبُّ مِنْ قَبْلِ جُرْهُم

وَقَالَتْ: أَطَعْتَ الكَاشِحِينَ، وَمَنْ يُطِعْ

مَقَالَة َ واشٍ كَاذِبِ القَوْلِ يَنْدَمِ

وصرمتَ حبلَ الودّ من ودك الذي

حَبَاكَ بِمَحْضِ الوُدِّ، قَبْلَ كَلَتَّفَهُّم

فقلتُ: اسمعي يا هندُ ثمّ تفهمي

مَقَالَة َ مَحْزونٍ بِحُبِّكِ مُغْرَمِ

لَقَدْ مَاتَ سِرّي وَاسْتَقَامَتْ مَوَدَّتي،

وَلَمْ يَنْشَرِحْ بِالقَوْلِ يا حَبَّتي فَمِي

فَإن تَقْتُلي في غَيْرِ ذَنْبٍ، أَقُلْ لَكُمْ

مَقَالَة َ مَظْلومٍ مَشُوقٍ مُتَيَّمِ

هنيئاً لكم قتلي، وصفو مودتي،

فَقَدْ سِيطَ مِنْ لَحْمِي هَواكِ، وَمِنْ دَمِي

ما ضرّ لو أنك لي راحم

ما ضرّ لو أنك لي راحم
ما ضرّ لو أنك لي راحم

تغزّل الشاعر ابن زيدون بولّادة بنت المستكفي في الأبيات التالية:

ما ضرّ لو أنك لي راحم؛

وعِلّتي أنتَ بِها عَالِمُ

يَهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي،

أنّك مِمّا أشتكي سَالِمُ

تضحكُ في الحب، وأبكي أنَا،

أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ

أقُولُ لمّا طارَ عَنّي الكَرَى

قَولَ مُعَنًّى، قَلْبُهُ هَائِمُ:

يا نائماً أيقَظَني حُبُّهُ،

هبْ لي رُقاداً أيّها النائمُ!

ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية

ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية
ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية

من قصائد قيس بن الملوح الشهيرة في لفظه الغزلي ولّيلاه:

ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية

سُقِيتِ الغَوَادِي من عُقَابٍ على وَكْرِ

أبِينِي لنا لا زّالَ رِيشُكِ نَاعِماً

ولا زِلْتِ في صَيْدٍ مُخَضَّبَة َ الظُّفْرِ

أبيني لنا قد طَالَ ما قد تَرَكْتِنَا

بعمياء لا ندري أنصبح أم نسري

وقفت على مران أنشد ناقتي

وما هلكت لي من قلوص ولا بكر

وما أنشد البعران إلا صبابة

بواضحة الخدين طيبة النشر

مُفَلَّجَة ِ الأنْياب لَوْ أنَّ رِيقَهَا

يداوى به الموتى لقاموا من القبر

إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أُسَرُّ بِذِكْرِهَا

كمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ مِنْ بَلَلِ القَطْرِ

فقالَ جميعُ النَّاس لَمَّا نَشَدْتُهَا

بَلَى، وَفَريقٌ قَالَ: واللّهِ مَا نَدْرِي

تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى

كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ

ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها

بَلَى وَاللَّيَالِي العَشْرِ والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ

تجري السفائن في البحر

بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ

وعظم أيام الذبيحة والنحر

لقد فضلت ليلى على الناس مثل ما

على ألف شهر فضلت ليلة القدر

أشهد أن لا امرأة إلا أنت

أشهد أن لا امرأة إلا أنت
أشهد أن لا امرأة إلا أنت

يبرز الشاعر نزار قباني في قصيدته تعبيره عن حبه الجارف للمرأة فيما يلي:

أشهدُ أن لا امرأة ً

أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملت

واصطبرت على جنوني مثلما صبرت

وقلمت أظافري

ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ ..

2

أشهدُ أن لا امرأة ً

تشبهني كصورة زيتية

في الفكر والسلوك إلا أنت

والعقل والجنون إلا أنت

والملل السريع

والتعلق السريع

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت

3

أشهدُ أن لا امرأة ً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ ..

وقدمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

كانت معي كريمة كالبحر

راقية كالشعر

ودللتني مثلما فعلت

وأفسدتني مثلما فعلت

أشهد أن لا امرأة

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين .. إلا أنت

4

أشهدُ أن لا امرأة ً

تقدر أن تقول إنها النساء .. إلا أنت

وإن في سُرَّتِها

مركز هذا الكون

أشهدُ أن لا امرأة ً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي

إلا أنتِ ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي

إلا أنت

أشهدُ أن لا امرأة ً

إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة

وحرضت رجولتي عليَّ

إلا أنتِ ..

5

أشهدُ أن لا امرأة ً

توقف الزمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ ..

وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

قد غيرت شرائع العالم إلا أنت

وغيرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ ..

6

أشهدُ أن لا امرأة ً

تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهدُ أن لا امرأة ً

تحتل نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

وردا دمشقيا

ونعناعا

وبرتقال

يا امرأة

اترك تحت شَعرها أسئلتي

ولم تجب يوما على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها

لكنها

تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال

7

أيتها البحرية العينين

والشمعية اليدين

والرائعة الحضور

أيتها البيضاء كالفضة

والملساء كالبلور

أشهدُ أن لا امرأة ً

على محيط خصرها .. تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربى أول الذكور

وآخر الذكور

8

أيتها اللماحة الشفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشهية البهية

الدائمة الطفولة

أشهدُ أن لا امرأة ً

تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت

وكسرت أصنامهم

وبددت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت

أشهد أن لا امرأة

إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبي لها

خلاصة الفضيلة

9

أشهدُ أن لا امرأة ً

جاءت تماماً مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقا لكل ما خططت أو رسمت

أشهدُ أن لا امرأة ً

تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت

يا امرأة .. كتبت عنها كتبا بحالها

لكنها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

10

أشهدُ أن لا امرأة ً

مارست الحب معي بمنتهى الحضارة

وأخرجتني من غبار العالم الثالث

إلا أنت

أشهدُ أن لا امرأة ً

قبلك حلت عقدي

وثقفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثارة

أشهدُ أن لا امرأة ً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

Scroll to Top