قصيدة تلألأت أنوار الإسلام بك
- يقول ابن مشرف:
تلألأت أنوار الإسلام بك،
كما جرت بك أقدار الإسعاد.
إن الذي قدر الأشياء بحكمته،
هو الذي يريد اختيار الخيرات.
وإذا صلحت النية لله فلابد
من آثار لها في الكون.
سر بديع أراد الله إظهاره،
عندما حضرت وكم في الغيب الأسرار.
وحكمة رب العرش قد أظهرها،
كالنور يضيء قبل أن تتأتى الأحجار.
تألفت بك أهوار مغرقة،
وقد تأججت نار بينهم قبل أن تأتي.
فأصبحوا بعد توفيق الإله لهم،
بعد الشقاء والجفاء من الدين أخيار.
قل للذين نبذوا الرشد بلسانهم،
إن الاسم دون الفعل عار.
أظنكم ظننتم بالله سفهاء،
ولا يوجد للإسلام أنصار.
رأيتم أن طاعة الأتراك واجب،
لأنهم عندكم طلاب البيت الحرام.
كأنكم لم تحضروا ما حدث من أم،
زاغت أعينكم عنها عن إدراك.
كذلك الشرك والكفر ذو عظمة لهم،
فيه إقبال وإدبار على الشر.
وعندهم أن أحكام الكتاب مجحفة،
لخلائقهم بأضرار.
فخالفوا هذه الأحكام بأساليب مدروسة،
وهم في وضائعهم بلا شك كفار.
فليت شعري إذا جهلتم بحالهم،
أم اتباع الهوى والغرر.
لما رقص الأتراك بينكم،
ألم تتبعوا إمامًا غايته
البروز للإسلام والمسلمين؟
عبد العزيز الذي طال الشوق لرؤيته،
وعهد في الأرض الفسيحة.
فرع الأثمة من بعد الرسول،
ليضيء الدرب للقضاء.
كنا نمر على الأموات نستشعر الحسد،
كان الأمر قد تولاه بشر.
فالآن طابت الأيام إذ شهدت،
لأهل الهدى والدين مواقف فخر.
إني أقول، وخير القول ما صدقه،
إن كان ينفعكم نذير بالمكتوب.
لا تحسبوا أنها أحاديث مزخرفة،
يمر بها متحدث في مجالسهم.
لتقعُن قريبًا من ذي ندم،
عندما يسلمكم الوقت الخسران.
إذا حضر حماة الدين، يقدمهم،
أسود هائج له أنياب ومخالب.
شتى البرائن، لا تنفك من فرائسها،
صيد الملوك وإلا سنعاني الخراب.
من الأولى أن يتقوا في لقاء،
إذا تشاجروا في السمر والخطورة.
الجابرون لا عذر لهم،
فليس لهم خليل في ظلم ولا جارى.
كم عُدتم وأبدلتم النصيحة بحب،
لو كان منكم للرشد دلائل.
وأجهل الناس من لم يدرك قيمته،
أو عزته إذا خلا الميدان من الأزل.
ومن بنا في عصر الطوفان مضجعه،
لابد أن يأتيه يومًا دمار.
لكنه غركم من يسومكم،
عبيد سوء وأعراب وصغار.
إن الحصون إلى البلوى ستسلمكم،
مثلما جرى لمن عال سنمار.
لكم رأى حصركم من قاع داركم،
فيه احتقار لكم وازدراء.
فأضرم النار جهرًا من جوانبكم،
حامي الحقائق وسط الزحام.
ابن الإمام الذي قد أسند إليكم،
لكم أبوه شهابا فيه عصار.
والشبل لا عذر في مسيرته،
كأداء الليث لم يمتد مضمار.
تركتم صورة عارية ليس لها،
يد لبطش ولا رجل إذا ساروا.
إن لم تنيبوا إلى الإسلام فانتظروا،
يوما لكم فيه خبر وإخبار.
هذا مقال امرئ يهدي نصيحته،
والنصح فيه لذوي الألباب على مدار.
ثم الصلاة على الهادي وذريته،
وصحبه في كل غناء وجوار.
قصيدة قد أوضح الله للإسلام منهاجاً
- يقول ابن عبد ربه:
قد أوضح الله للإسلام منهاجاً،
والناس قد دخلوا في الدين أفواجاً.
وقد تزينت الدنيا لسكانها،
كأنما ألبست وشياً وديباجاً.
يا ابن الخلفاء، إن المزن لو علمت،
نداءك ما كان منها الماء ثجاجاً.
والحرب لو علمت بأساً تصول به،
ما هيجت من حماك الذي اهتاجا.
مات النفاق وأعطى الكفر ذمته،
وذلت الخيل إلجاماً وإسراجاً.
وأصبح النصر معقوداً بألوية،
تطوي المراحل تهجيراً وإدلاجاً.
أدخلت في قبة الإسلام مارقة،
أخرجتهم من ديار الشرك إخراجاً.
بجحفل تشرق الأرض الفضاء به،
كالبحر يقذف بالأمواج أمواجاً.
يقوده البدر يسري في كواكبه،
عالمًا كسواد الليل رجلجاً.
يرون فيه بروق الموت لامعة،
ويسمعون به للرعد أهزاجاً.
غادرت عقوتي جيّان ملحمة،
أبكيت منها بأرض الشرك أوجاعاً.
في نصف شهر تركت الأرض ساكنة،
من بعد ما كان فيها الجور قد ماجا.
وجدت في الخبر المأثور منصلتاً،
من الخلفاء خرّاجاً ووالياً.
تملأ بك الأرض عدلاً مثلما ملئت،
جوراً، وتوضح للمعروف منهاجاً.
يا بدر ظلمتها، يا شمس صورتها،
يا ليث حومتها إن عائغ هاجا.
إن الخلافة لن ترضى، ولا رضيّت،
حتى عقدت لها في رأسك التاجا.
قصيدة يا كعبة العلم في الإسلام من قدم
- يقول أحمد شوقي:
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم،
لا يزعجنّك إعصار الأباطيل.
إن كان قومك قد جاروا عليك وقد،
جاءوا لهدمك في جيش الزغاليل.
فقد مضت سنن العادين إذا حصروا،
البيت الحرام ففزعوا كالهماليل.
الله أرسل طيراً بين أرجلها،
قنابل الصخر ترمى أصحاب الفيل.
للدين والبيت رب لا يقاومه،
حمر الثياب ولا سود الأساطيل.
قصيدة الحمد لله على الإسلام
- يقول أبو بكر الصديق:
الحمد لله على الإسلام،
إنعامه من أفضل الإنعام.
أسكَننا بالبلد الحرام،
واختصنا بأحمد التهامي.
فجاءنا بصحف جسام،
من لدن المهيمِن العلّام.
فيها بيان الحِل والحرام،
للناس بالإرضاء والإرغام.
والأمر بالصلاة والصيام،
وبالصلاة لذوي الأرحام.
وقدع قوم ضلة طغام،
دينهم عبادة الأصنام.
وقد رأوا من سَفَه الأحلام،
أنهم منه على استقام.
وما بغير الله من قوام،
ومن يرم سواه من مرام،
يحتر به على مدى الأيام.
ويصل ناراً من حميم حام،
كم ندبوا لسيد الأنام،
من رامح ونابل ورام.
وجاسر يوم الغضب مقدام،
مُثابِراً عن كفره يُحامي.
مجاهراً ليس بذي اكتتام،
باللات والعزى بلا احتشام.
حتى إذا كانوا من الالتئام،
كخَرزٍ جمعت في نظام.
رماهم بحزمة الهمام،
وابن أبي طالب الضِرغام،
الباتر المهند الصمصام.
ذي الفضل والمجد الرفيع السامي،
فأُولموا بأوجع الإيلام،
وأحكموا بأقبح الإحكام.
وأصبحت خطرة الاقتسام،
بخير ما كهل وما غلام.
صلى عليه الله من إمام،
واختصه بأفضل السلام.
وقلت عند منتهى الكلام،
سبحان ربي وبحمده اعتمادي.