تُعتبر المرأة أحد أعمدة المجتمع، حيث تلعب أدوارًا متعددة تتجاوز كونها الأم والأخت، فهي الطبيبة والمعلمة والمهندسة والوزيرة، مما يعكس مساهمتها القيمة في كافة مجالات الحياة. ولذلك، ترك الشعراء أثرًا كبيرًا في توثيق هذا الدور من خلال العديد من الأبيات الشعرية.
في هذا المقال، نستعرض معاً بعض الأبيات الشعرية التي تبرز دور المرأة في المجتمع.
أهمية دور المرأة في المجتمع
- يمكن القول أن المرأة تشكل نصف المجتمع، وهي المحرك الأساسي لتربية النصف الآخر، مما يستدعي تسليط الضوء على دورها المؤثر.
- لا يقتصر دور المرأة على كونها زوجة أو أم فقط، بل تشمل مساهماتها مختلف مجالات الحياة كالتعليم والصحة والهندسة.
- لقد أثبتت المرأة نفسها أيضًا كمحترفة في مجالات أخرى، مثل قيادة السيارات والطائرات، مما يعكس تنوع أدوارها.
- تسعى المرأة لتولي المناصب القيادية، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحكومة وصنع القرار.
- تتفوق النساء في مجالات مختلفة، مُظهرات قدرة على تحمل المسؤولية وتجاوز التحديات، وترك بصمة واضحة في المجتمع.
أبيات شعرية عن دور المرأة في المجتمع
كتب العديد من الشعراء عن دور المرأة الفعال داخل المجتمع، مُشيرين إلى أدوارها المتعددة كطبيبة ومعلمة وسفيرة ووزيرة. ومن أبرز هذه الأبيات الشعرية:
قصيدة حافظ إبراهيم عن المرأة
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها
في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً
بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ
يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً
عَن واجباتِ نواعس الأحداق
في دورهن شؤونهُن كثيرة
كشؤون رَبّ السيف والمزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تسرِفوا
في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا
فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها
في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم
نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي.
قصيدة أحمد شوقي عن المرأة
أحمد شوقي هو شاعر آخر تناول دور المرأة بشكل عميق، ومن شعره نذكر:
قم حي هذه النيرات حي الحسان الخيرات
واخفض جبينك هيبة للخرد المتخفرات
زين المقاصر والحجال وزين محراب الصلاة
هذا مقام الأمهات فهل قدرت الأمهات
لا تلغ فيه ولا تقل غير الفواصل محكمات
وإذا خطبت فلا تكن خطبا على مصر الفتاة
اذكر لها اليابان لا أمم الهوى المتهتكات
ماذا لقيت من الحضارة يا أخي الترهات
لم تلق غير الرق من عسر على الشرقي عات
خذ بالكتاب والحديث وسيرة السلف الثقات
وارجع إلى سنن الخليقة واتبع نظم الحياة
هذا رسول الله لم ينقص حقوق المؤمنات
العلم كان شريعة لنسائه المتفقهات
ركن التجارة والسياسة والشؤون الأخريات
ولقد علت ببناته لجج العلوم الزاخرات
كانت سكينة تملأ الدنيا وتهزأ بالرواة
روت الحديث وفسرت آي الكتاب البينات
وحضارة الإسلام تنطق عن مكان المسلمات
بغداد دار العالمات ومنزل المتأدبات
ودمشق تحت أمية أم الجواري النابغات
ورياض أندلس نمين الهتافات الشاعرات
ادع الرجال لينظروا كيف اتحاد الغانيات
والنفع كيف أخذن في أسبابه متعاونات
لما رأين ندى الرجال تفاخرا أو حب ذات
ورأين عندهم الصنائع والفنون مضيعات
والبر عند الأغنياء من الشؤون المهملات
أقبلن يبنين المنائر للنجاح موفقات
للصالحات عقائل الوادي هوى في الصالحات
اللهم أنبتها في طاعته خير النبات
فساتين أطيب ما أتى زهر المناقب والصفات
لم يكف أن أحسن حتى زدن حض المحصنات
يمشين في سوق الثواب مساومات رابحات
يلبسن ذل السائلات وما ذكرن البائسات
ووجوههن وماؤها ستر على المتجملات
مصر تجدد مجدها بنسائها المتجددات
النافرات من الجمود كأنه شبح الممات
هل بينهن جامدا فرقٌ وبين المومياء
لما حضن لنا القضية كن خير الحاضنات
غذائنا في مهدها بلبنان الطاهرات
وسبقن فيها المعلمين إلى الكريهة معلمات
ينفثن في الفتيان من روح الشجاعة والثبات
يهوين تقبيل المهند أو معانقة القناة
ويرين حتى في الكرى قبل الرجال محرمات
أبيات شعر عن المرأة القوية التي تتحمل المسؤولية
تتحدث الشاعرة المعاصرة ريتا عودة عن المرأة القوية، قائلة:
أنا امرأة تقرأ وتكتب وتتذوّق سفرَ الكلمة فوق آفاق اللغة الثائرة أنا امرأةٌ أخرى مجبولة من طين الأرض مولودة من براكين التعب ووجع الأحلام التائهة.
قلبي أنا زورقُ كبرياء حينَ تشتد العاصفة قلبي أنا نداءٌ متواصل للقلوب الحائرة أيّا شاعر النساء في عصر الظلمة ألم تعلم بعد أنّي أنا أنا استثناء القاعدة.
قصيدة إلى امرأة زعيمة للشاعر معز عمر بخيت
يا امرأة توثق عصب الرؤية والاصرار
يا امرأة تعرف كيف تقود النصر بكل وقار
ويا امرأة بين يديها الحق شعار وديار تنهض خلف ديار أنين الناس وللأنفاس لجرح النجوى والأقدار
يا امرأة صارت في خارطة المجد إطار يا امرأة تعرف كيف ستبني بين ضياء الحب وبين ظلام الزمن الصعب جدار
يا امرأة سكبت في صحراء الوجد يقيناً فاض حنيناً كالأنهار
يا امرأة جعلت في لحظات عبق الشمس يعم الدار فتمددت علماً فتحاً عشقاً أدباً يهطل كالأمطار وصباحاً يرحل في الأعماق وحقلاً ينضح بالأشجار يا امرأة في ذاكرة الضوء نهار أغوار البحر تهيم لديها والإلهام ندى كفيها .
والإيمان العذب مدار من قبل صباحك كان جفاف الساحة نار كان البرق ينام حزيناً في البيداء بدون ستار كان الظل يهيم وحيداً بين الصمت بجوف الغار كأن الأرض انشقت هماً والنجمات ارتجفت ولهاً والأعماق بلا أسرار.
ولما جئت تهادى الطيف على الطرقات بكل مسار وهلّ الخير على الآفاق عطاء بعدك ليس يثار صدر العصر انفتح سماحاً خط الأفق الأخضر صار من فيض رؤاك يمد رؤاه جحافل وهج واستشعار لا الطوفان تداعى.
وهناً لا الميقات ولا التيار لا نزف البحر العشق توارى أو تاب الشوق من الإبحار في الفتح القادم يرنو تيهاً والزمن الماضي منك يغار في العهد الآتي صوبك عيدُ يزدان بأرضك كالأزهار
يا امرأة تلهم صمت الرؤيا
يا امرأة تبقى حقل نضار وحدائق أنس واستشراق ٍ فجر يتدفق بالأنوار
ويا امرأة الخير وخط السير رحاب الساحة والأخيار يرعاك المولى والأحداق وهمس النجمة والأقمار
يا امرأة تبقى تل عطاءٍ قلعة صدق لا تنهار.