أبيات شعرية لعيد الميلاد
في هذا المقال سنستعرض مجموعة من الأبيات الشعرية التي يمكن أن تكون مناسِبة لإرسالها في مناسبة عيد الميلاد:
أبيات شعرية تعبر عن الحب
جاء في قصائد نزار قباني:
هل هناك من يشك أنك أجمل امرأة في الوجود؟
وأبرز امرأة بين كافة النساء؟
هل هناك من يساورني شك أنني حينما وجدتك،
امتلكت مفاتيح الكون بأسره؟
هل يُساورك الشك أنني لحظة لمست يديك،
تغيرت معالم العالم من حولي؟
هل تشكين في أن دخولك إلى قلبي،
هو أهم يوم في تاريخ البشرية،
وأجمل خبر قد سمعته؟
هل لا زلتِ تشكين في كينونتك؟
أنتِ التي تحتلين لحظات زمنية بكل عينين،
يا من تكسري، عند مرورك، جدار الصمت،
لا أعلم لماذا تبدو مشاعري هكذا،
فكأنك المرأة الوحيدة في حياتي،
عيد ميلادي أنت، ومن قبلِك لا أتذكر شيء،
وأنتِ كالمأوى، قبل حنانك لم أكن أعيش.
وأظنني، أيتها الملكة،
أنني خرجت من أحشائك كالعصفور.
هل تشكين أنك جزء من روحي،
وأنني قد أخذت من عينيك ناراً،
وأعلنت أخطر ثوراتي؟
أيتها الوردة، والياقوتة، والريحانة،
والسلطانة الشرعية بين جميع النساء،
أنتِ السمكة التي تسبح في مياه حياتي،
أنتِ القمر الذي يظهر كل مساءٍ من نافذة الكلمات،
أنتِ أعظم انتصار في حياتي،
آخر وطن أعيش فيه،
وأدفن أفكاري داخله.
أنتِ امرأة الدهشة، يا حبيبتي،
لا أعلم كيف ألقتني الأمواج إلى قدميك،
ولا كيف مشيت إليك،
يا من تتزاحم الطيور حولك،
لتستقر بين أحضانك.
كم كان حظي عظيماً عندما وجدتك،
يا امرأة تُضفي لمسة شعر على وجودي.
أنتِ دافئة كالرماد في البحر،
رائعة كليلة القدر،
منذ اللحظة التي طرقت فيها بابي، بدأ العمر الجديد.
كم بات شعري جميلاً،
حينما صار ينساب بين يديك،
كم شعرت بالغنى والقوة،
لأن الله أهداني إياك.
هل لا زلت تشكين أنك شعاع من عيني،
وأن يديك تمثلان امتداداً ضوئياً ليدي؟
هل هناك من شك،
أن كلماتك تخرج من شفتاي؟
هل هناك شك،
أنني أعيش فيك وأنت تعيشين في؟
يقول المتنبي:
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي،
وَلِلحُبِّ ما لم يَبقَ مِنّي وَما بَقى.
وَما كُنتُ مِن مَنْ يَدخُلُ العِشقَ قَلبَهُ،
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ.
وَبَينَ الرِضا والسُخطِ والقُربِ والنّوى،
مَجالٌ لِدمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ.
وَأحلى الهَوى ما شَكَ في الوَصلِ رَبُّهُ،
وَفي الهَجرِ فَهُوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقى.
يقول محمود درويش:
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة،
وُجدنا غريبين يوماً،
وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً ونجماً،
وكنت أؤلف فقرة حب لعينيك … غنيتها!
أتعلم عيناك أنني انتظرت طويلاً،
كما انتظرَ الصيفَ طائر،
ونمتُ… كنوم المهاجر،
فعين تنام، لتصحو عين.. طويلاً،
وتبكي على أختها.
حبيبان نحن إلى أن ينام القمر،
ونعلم أن العناق والقبل،
طعام ليالي الغزل،
وأن الصباح يدعو خطواتي لكي تستمر،
على الدرب يوماً جديداً!
صديقان نحن، سيرى بقربي كفاً بكف،
معاً نصنع الخبز والأغنيات.
لماذا نسأل هذا الطريق.. لأي مصير،
يسير بنا؟
ومن أين لملم أقدامنا؟
فحسبي، وحسبك أننا نسير معاً للأبد.
لماذا نفتش عن أغانٍ للعزاء،
في ديوان شعر قديم؟
ونسأل: يا حبنا! هل تدوم؟
أحبك حب القوافل، واحةَ عشب وماء،
وحب الفقير لخبز الحياة!
كما ينبت العشب بين مفاصل صخره،
وجدنا غريبين يوماً،
ويبقى رقيقين دوماً.
أبيات شعرية في فضل الأم
يقول الشاعر:
أَيَا أُمِّي،
رَأَيْتُكِ مُنْذُ فَجْرِ الكَوْنِ،
شَمْسَ حَضَارَةٍ بَزَغَتْ،
تَبُثُّ الدِّفْءَ
مِلْءَ صَقِيعِهِ الشَّاكِي ..
تُفِيقُ سُبَاتَهُ الدَّاجِي ..
تُحِيلُ اللَّيْلَ أَنْوَارًا ..
وحُكَّامًا جَبَابِرَةً،
وشَعْبًا خَاضِعًا فَطِنًا،
رَأَى فِي الكَوْنِ مُتْحَفَهُ؛
فَعَاشَ يُهَدْهِدُ الأَجْبَالَ،
يَنْحِتُ صَخْرَ أَضْلُعِهَا
بَدَائِعَ مِنْ رَهِيفِ الفَنِّ
أَبْكَارًا.
رَوَائِعَ لَمْ تَزَلْ غُلْفًا،
تُطِلُّ كَمَا عَذَارَى الزَّهْرِ
مِنْ أَكْمَامِهَا خَفَرًا؛
فَتَسْحَرُ أَعْيُنَ الرَّائِينَ
إِذْ تَبْدُو
وتَسْتَخْفِي؛
فَتَحْفَظُ فِي حَنَايَا الكَمِّ
أَخْبَارًا وأَسْرَارًا ..
يقول الشاعر:
أَيَا أُمِّي،
أُحِبُّكِ مِثْلَمَا أنْتِ،
أُحِبُّكِ كَيْفَمَا كُنْتِ،
وأَبْذُلُ فِي هَوَاكِ العُمْرَ
قُرْبَانًا لِبَارِينَا.
أبيات شعرية عن الأخ
قال الشاعر:
ومَا المرءُ إلّا بإخوانِه،
كما يَقْبِضُ الكَفُّ بالمعْصَمِ.
وَلا خَيْر في الكَفِّ مقطوعةً،
ولا خَيْرَ في السَّاعدِ الأجذمِ.
وفي هذا السياق، قال سيدنا علي رضي الله عنه:
إنَّ أخاكَ الحقَّ مَن كَانَ مَعَكَ،
وَمَنْ يَضُرُّ نفسَهُ لِيَنفعَك،
وَمَنْ إذا ريبُ الزَّمانِ صَدَعك،
شَتَّتَ فيكَ شَمَلَهُ لِيَجمعَك.
ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وصَاحِبْ تقيّاً عالماً تنتفعْ به،
فَصُحبةُ أهلِ الخيرِ تُرجَى وتُطْلبُ.
وَإِيَّاكَ والفُسَّاقَ لا تَصْحَبنَّهم،
فَصُحْبَتُهُم تُعْدي وذاكَ مُجرَّب.
قال ربيعة بن مقروم:
أخوك أخوك من يدنو وترجو،
مودته وإن دعي استجاب،
إذا حاربتَ حارب من تعادي،
وزاد سلاحه منك اقترابا.
قال عمر الإنسي:
ورب أخ أصفى لك الدهر وده،
ولا أمه أدلت إليك ولا الأب،
فعاشر ذوي الألباب واهجر سواهم،
فليس بأرباب الجهالة مجنب.
قال بشار بن برد:
أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده،
ولا عندَ صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانبُه.
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه،
ولا تك في كل الأمور تجانبه.
إذا كنت في كل الأمور معاتبا،
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه.
إذا انت لم تشرب مرارا على القذى،
ظمئتَ وأيّ الناس تصفو مشاربه.
قال الشاعر:
أخ لي كأيام الحياة إخاؤه،
تلوّن ألوانا عليّ خطوبها.
إذا عبتُ منه خلة فهجرته،
دعتني إليه خلة لا أعيبها.
قال الشاعر:
أخوك الذي إن تدعه لملمة،
يجبك وإن تغضب إلى السيف يغضب.
قال أبو عثمان التجيبي:
أخوك الذي يحميك في الغيب جاهدا،
ويستر ما تأتي من السوء والقبح،
وينشر ما يرضيك في الناس معلنا،
ويغضي ولا يألو من البر والنصح.
قال قيس بن عاصم:
أخاك أخاك إن من لا أخا له،
كساع إلى الهيجا بغير سلاح.
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه،
وهل ينهض البازي بغير جناح؟
قال زياد الأعجم:
أخ لك ما تراه الدهر إلا،
على العلات بساما جوادا.
سألناه الجزيل فما تلكأ،
وأعطى فوق منيتنا وزادا.
فأحسن ثم أحسن ثم عدنا،
فأحسن ثم عدت له فعادا.
أبيات شعرية في فضل الأب
يقول الشاعر:
لم تكتبِ الشّعرَ يوماً ما، ولا الأدَبا،
وما سهرتَ اللياليْ تقرأُ الكُتُبا.
ولمْ تكنْ من ذَوي الأموال تجمعُها،
لمْ تكنِزِ الدُّرَّ والياقوتَ والذهَبا.
لكنْ كنزتَ لنا مجداً نعيشُ به،
فنحمدُ اللهَ مَن للخير قد وَهبا.
أضحَى فؤاديَ سِفراً ضَمَّ قافيتي،
ودمعُ عيني على الأوراق قد سُكِبا.
سأنظم الشعرَ عِرفاناً بفضلك يا،
مَن عشْتَ دهرَك تجني الهمَّ والنّصَبا.
سأنظم الشعر مدحاً فيكَ منطلِقاً،
يجاوزُ البدرَ والأفلاكَ والشُّهُبا.
إن غاضَ حِبريْ بأرض الشّعر والهفي!
ما غاض نبعُ الوفا في القلب أو نضبا.
قالوا: تغاليْ! فمَن تعني بشعرك ذا؟
فقلت: أعني أبي، أنْعِمْ بذاك أبا.
كم سابقَ الفجرَ يسعى في الصباح ولا
يعودُ إلا وضوءُ الشمس قد حُجبا.
تقول أمي: صغارُ البيت قد رقدوا
ولم يَرَوْك، أنُمضي عمْرَنا تعَبا؟
يجيب: إني سأسعى دائماً لأرى
يوماَ صغاريْ بُدوراً تزدهي أدبا.
ما شعريَ اليومَ إلا مِن وَميضِ أبي،
لولاه ما كان هذا الشعرُ قد كُتبا.
فأنتَ أولُ مَن للعلم أرشدني،
في حمصَ طفلاً، ولمّا كنتُ في حَلَبا.
في الشام، في مصرَ طيفٌ منك في خلَدي،
أرنو إليه، فقلبي ينتشي طرَبا.
ولم تكن -أبتي- في المالِ ذا نسَبٍ،
لكنْ بخيرٍ نكونُ السادةَ النّجُبَا.
فالمالُ لن يُعلِيَ الإنسانَ منزلةً،
إنْ لم يكنْ بالمزايا يرتقي السُّحُبا.
لقد نُسبتَ -أبي- للخير في كرمٍ،
يا منبعَ النبل.. فلْتَهْنأ بذا نسبا.
نصحْتنا ما أُحيلى النّصْحَ يا أبتي،
فأنت مدرسةٌ في النصح.. لا عَجَبا.
حَماك ربيْ من الحُسَّاد يا أبتي،
قد ارتقيتَ، وكم من حاسدٍ غَضِبا.
فاحفظ لنا -ربَّنا- ديناً نَدينُ به،
قد شرَّف العُجمَ طولَ الدهرِ والعَربا.
واحفظ لنا والدي والأمَّ يا سندي،
وإخوتي وأُناساً حبُّهُم وَجَبا.