أبيات شعرية تشجع على طلب العلم
قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي:
احضُروا إلى العلم فالعلم فرضٌ،
وهل يمكن لشعبٍ
أن ينهض دون أن يكون العلم موجودا؟
وذكر أيضاً الشاعر أحمد شوقي:
اقرأوا آداب من سبقوكم،
فقد يتعلم منكم من لم يعش
واستفيدوا من جمال ما سخر الله لكم
في المعاني والصور.
اطلبوا العلم لذاته،
لا فقط للشهادات أو الألقاب.
كم من طالب كان مجهولاً في دراسته
وصار صاحبة الفضل في علوم العصر.
كما قال ابن الوردي:
اطلب العلم ولا تتكاسل فإن
الخير بعيد عن أهل الكسل.
قصائد تتحدث عن العلم وأهميته
قال حمد بن خليفة أبو شهاب:
فلله درّ العلم كيف رفع عقول أشخاص كانوا بالأمس بلهاء،
غذها نهر العلم من نور فضله،
فاستضاءت وجوههم بالمعرفة.
وذكر ابن الوردي:
في ازدياد العلم يُلزم الأعداء،
وجمال العلم يتطلب تحسين العمل.
وقال معروف الرصافي:
إذا كان العلم يترافق مع حسن الأخلاق،
فإنه ينشر الخير بين أهله.
وما ينجح أكثرنا في العلوم،
ولكننا نجد أنفسنا في فضيلة الأمانة.
وليس الغنى إلا غنى العلم، فإنه
نورٌ يضيء حياة الفتى في ظلمات فقره.
ولا تظن أن العلم يُنقذ الناس
إذا انحرفت أخلاقهم بعيداً عن معالمه.
وما العلم إلا نور يبدد ظلام الجهل،
لكن العيون تُحجب عند انهيار الأخلاق.
فليس من صلاح الأخلاق في علمٍ،
وإن كان بحرا زاخراً من المعرفة.
أما أبو العلاء المعري فقال:
العلمُ كالقفل إن وجدته عسراً،
فارفعه ثم عاوده لينفتح.
وقال جميل صدقي الزهاوي:
إذا قام العلم راية أمة،
فلا تَخشى عليها حتى قيام الساعة.
تنام أمة مطمئنة،
لها العلم إن لم يحرسها السيف.
قصيدة أحمد شوقي عن العلم والمعلم
كتب الشاعر أحمد شوقي هذه القصيدة عن العلم وأهمية المعلم:
قم للمعلم وفه التبجيلا،
كاد المعلم أن يكون رسولا.
أتعلمت أشرف أو أجل من الذي
يبني وينشيء أنفاساً وعقولاً؟
سبحانك اللهم خير معلم،
علمت بالقلم العصور الأولى.
أخرجت هذا العقل من ظلمات جهلته،
وهديته النور المبين سبلاً.
وطبعته بيد المعلم، مرةً،
كصدئ الحديد، ومرةً مصقولا.
أرسلت بالتوراة موسى مرشداً،
وابن البتول علم الإنجيل.
فجَرتَ ينبوع البيان محمد،
فسقى الحديث وناول التنزيلا.
علمت يوناناً ومصر فزالتا
عن كل شمس ما تريد أفولا.
واليوم أصبحت بحال طفولة
في العلم تتلمسانه تطفيلاً.
من مشرق الأرض الشمس تظاهرت،
ما بال المغرب عليه أديلا؟
يا أرض، مذ فقد المعلم نفسه،
بين الشموس وبين شرقك حيل.
ذهب الذين حموا علمهم،
واستمتعوا فيه بالعذاب وبيل.
في عالمٍ صاحب الحياة مقيّدًا،
بالفرد، مخزومًا به، مغلولا.
صرعته دنيا المستبد كما هوَت،
من ضربة الشمس الرؤوس ذهولا.
سقراط أعطى الكأس وهي منيّة،
شفتي محبٍ يَشتهي التقبيل.
عرضوا الحياة عليه وهي غباوة،
فأبى وآثر أن يموت نبيلًا.
إن الشجاعة في القلوب كثيرة،
ووجدت شجعان العقول قليلا.
إن الذي خلق الحقيقة علقماً،
لم يُخلِ من أهل الحقيقة جيلا.
ولربما قتل الغرام رجالها،
قتِل الغرام، كم استباح قتيلًا.
أو كل من حامى عن الحق اقتنى،
عند السواد ضغائن وذخولا.
لو كنت أعتقد الصليب وخطبه،
لأقمتُ من صلب المسيح دليلا.
أمعلمِ الوادي وأساسة نشئهِ،
والطابعين شبابَه المأمولا.
والحاملين إذا دُعُوا ليعلموا
عبء الأمانة فادحًا مسؤولا.
نيت خطى التعليم بعد محمد،
ومشى الهوينا بعد إسمعيل.
كانت لنا قدم إليه خفيفة،
ورمت بدنلوبٍ فكان الفيلًا.
حتى رأينا مصر تخطو إصبعًا
في العلم إن مشَت الممالك ميلا.
تلك الكفور وحشوها أميّةٌ،
من عهد خوفو لم ترى القنديل.
تجد الذين بنوا المسلة جدهم،
لا يحسنون لإبرة تشكيلًا.
ويدلّلون إذا أريد قيادهم،
كالبهم تأنس إذ ترى التذليلا.
يتلو الرجال عليهم شهواتهم،
فالنّاجحون ألذهم ترتيلا.
الجهل لا تحيا عليه جماعة،
كيف الحياة على يديَّ عزرائيل؟
والله لولا ألسن وقرائح،
دارت على فطنة الشباب شموخا.
وتعهدت من أربعين نفوسهم،
تغزو القنوط وتغرس التأملا.
عرفت مواضع جدبهم فتتابعت،
كالعين فيضًا والغمام مسيلا.
تسدي الجميل إلى البلاد وتستحي
من أن تُكافأ بالثناء جميلا.
ما كان دنلوب ولا تعليمه
عند الشدائد يغنيان فتيلا.
ربوا على الإنصاف فتيان الحمى،
تجدهم كهف الحقوق كهولا.
فهو الذي يبني الطباع قويمة،
وهو الذي يبني النفوس عدولا.
ويقيم منطق كل أعوج منطق،
ويريه رأيًا في الأمور أصيلا.
وإذا المعلم لم يكن عدلًا مشى
روح العدالة في الشباب ضيئلا.
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرةٍ،
جاءت على يده البصائر حولا.
وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى
ومن الغرور فسمّه التضليلا.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم،
فأقم عليهم مأتمًا وعويلا.
إنّي لأعذرُكم وأحسب عبئكم
من بين أعباء الرجال ثقيلا.
وجدت المساعد غيركم وحُرِمتُم،
في مصر عون الأمهات جليلا.
وإذا النساء نشأن في أميّةٍ،
رضع الرجال جهلًا وخمولاً.
ليس اليتيم من انتهت أبوواهُ من
همّ الحياة، وخلّفاه ذليلاً.
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهما
وبحسن تربية الزمان بديلاً.
إنَّ اليتيم هو الذي تلقى له
أماً تخلت أو أبًا مشغولاً.
مصرٌ إذا ما راجعتْ أيامها
لم تلقَ للسّبت العظيمِ مثيلاً.
البرلمان غداً يمد رواقهُ
ظلًا على الوادي السعيد ظليلاً.
نرجو إذا التعليم حرّك شعوه
إلا يكون على البلاد بخيلا.
قل للشباب اليوم بورك غرسُكم
دنت القطوف وذللت تذليلا.
حيوا من الشهداء كل مغيبٍ
وضعوا على أحجاره إكليلا.
ليكُون حظَّ الحيِّ من شكرانكم
جمًّا وحظُّ الميت منه جزيلًا.
لا يلمس الدستور فيكم روحه
حتى يرى جنوده المجهولا.
ناشدتُكم تلك الدماء زكيةً
لا تبعثوا للبرلمان جهولا.
فليسألُن عن الآرائك سائلٌ
أحملن فضلًا أم حملن فضولا.
إن أنت أطلعت الممثل ناقصاً
لم تلقَ عند كماله التمثيلا.
فادعوا لها أهل الأمانة واجعلوا
لأولي البصائر منهم التفضيلا.
إن المُقصّرَ قد يحول ولم ترى
لجهالة الطبع الغبي محيلا.
فلرُبَّ قولٍ في الرجال سمعتُمُ
ثم انقضى فكأنّه ما قيلَا.
ولكم نصرتم بالكرامة والهوى،
من كان عندكم هو المخذولا.
كرم وصفح في الشباب وطالما
كرم الشباب شمائلًا وميولا.
قوموا اجمعوا شعب الأبوة وارفَعوا
صوت الشباب محبّبًا مقبولًا.
أدّوا إلى العرش التحية واجعلوا
لِلخالق التكبير والتهليلا.
ما أبعد الغايات إلا أنني
أجد الثبات لكم بهنّ كفيلا.
فكِلُوا إلى الله النجاح وثابروا،
فالله خير كافلاً وكيلا.
قصيدة أبو إسحاق الألبيري عن العلم
كتب أبو إسحاق الألبيري قصيدة عن العلم بعنوان (تَفتُّ فؤادَك الأيام فتا)، وتقول بعض أبياتها:
إذا ما لم يُفِدك العلم خيراً،
فخيرٌ منه أن لو قد جهلتا.
وإن ألقاك فهمك في مهاوٍ،
فلَيتكَ ثمَّ ليتكَ ما فهِمتا.
ستجني من ثمار العجز جهلاً،
وتصغر في العيون إذا كبرتَا.
وتفقد إن جهلت وأنت باقٍ،
وتوجد إن علمت وقد فُقدتا.
وتذكر قولي لك بعد حينٍ،
وتغبطها إذا عنها شُغلتَا.
لَسوف تَعَضُّ من ندمٍ عليها،
وما تُغني الندامة إن ندمتَا.
إذا أبصَرتَ صَحبَكَ في سماءٍ،
قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا.
فراجعها ودع عنك الهوينا،
فما بالبطءِ تُدرك ما طلبتا.
ولا تحفل بمالك والله عنه،
فليس المال إلا ما علمتا.
وليس لجهل في الناس معنىً،
ولو ملك العراق له تأنّى.
سيَنطق عنكَ علمكَ في نديٍ،
ويُكتب عنكَ يوماً إن كَتَبتا.
وما يُغنيكَ تشييدُ المباني،
إذا بالجهل نفسَكَ قَد هَدَمْتا.
جعلتَ المال فوق العلم جهلاً،
لعَمرك في القضية ما عدلتا.
وبينَهُما بنص الوحي بونٌ،
ستعلمه إذا طه قرأتا.
لئن رفع الغني لواء مالٍ،
لأنت لواء علمكَ قدرَ رفعتا.