قصيدة نشرتُ في موكب العشاق أعلامي
لقد نشرتُ في موكب العشاق أعلامي، وكان قبلي أناس قد ذاقوا آلام الحب. تطرقت في قصيدتي إلى مسيرتي في ذلك العالم، واستمررت فيها دون أن أتجاوز حدود نفسها، حتى وجدت أنني بين ملوك العشق.
لا زلت أحافظ على عهدي منذ زمن بعيد في كعبة الحُسن وأحرام العشق. وقد رماني حبكم في براثن الغرام، حيث وصلت لمقام حب شريف سامق. كنت غافلاً عن أصلي رغم أن أعز أصدقائي هم من يحملون دمي.
عشت في هذا المكان حتى انقضت أيامي، شهور وساعات سنين. في ظن الآخرين أن الألم يستطيع إيقافني، لكنني كنت أسير بحبك. إن الشوق إلى عينيك ساهم في إحياء قلبي، فقد منحني العشق جمال الحياة.
يا سائق العيس، احذر، القلب يعاني بين أيديكم، فقد جربت كل أساليب الحب، ولم تتركني إلا إلى أقصى المنازل. كنت أظن أنني بلغت أعظم مقام، ولكن مقاماً آخر ظهر لي لم يخطر على بالي.
إن كان مكانتي في حبكم على ما شهدته، فقد أسرفت في أيامي. حب جاء في وقت محدد، والآن أصبح كأحلام سحابة. إن كان يحمل حبكم زلة، فقد أفرطت في رغبتي.
إن كنت أعي أن النهاية هي تلك العذوبة، لما خالفت ما أمرتني به. لكني دفعت قلبي لمن لا يعتني به، نظرت خلفي ولم أرى أمامي، رماني الحب بسهم من عينيه.
شوقي إليه يصبني بعذوبته، فأقصى أمانيي أن تدخل ناظري. إذا أسعد الله روحي بحبك، وجسدي بين الأرواح، فقد فرحت ونمت بوجه الحبيب، في منامي الحلو.
قصيدة لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
لعينيكِ ما يلقى الفؤاد وما لقي، والحب ما تبقى مني وما زال.
لم أكن ممن يدخل العشق قلبه، ولكن نظرة لعيونك تعيشني في حب.
بين الرضا والسخط وقرب الفراق، دمع العين رقيق.
وأحلى الهوى ما شك فيه ربه، وفي الهجر ينتظر العاشق.
غضب الهوى مسكر من الصبا، شفعني إليك بكل سحر الشباب.
سترنا عن عذولي فقبل لفظي، ولم أتمكن من فحص ما حولي.
ليس كل محب يلتزم إذا انشغل، عشقوا واستحقوا الرضا في لقاء القلوب.
بارت الأيام الحلوة التي مرت، ووفق الله لنفسي المعاني.
إذا ارتديت ثوب الزمن فانفصل، فهنا فرح بحنان العشق، لحظة سحر.
لم أرَ شيئًا كالألحاظ يوم فراقهم، عبرت عيونهم عن مشاعر فياض.
عشية أتحاشى عذابات الفراق، ووحشتني عيون الحيرة.
نودعهم والفراغ بيننا، كأنك وضعت سيفًا في قلب الفيلق.
مساحتهم في الحياة كانت عذرية في ليل رافقنا الذكريات.
كان الأمل لي كزهرة من زهر الربيع، ولا أرى غيوم الرحيل عن أحبابي.
قصيدة قلبي يحدثني بأنّك متلِفي
قلبي يحدثني بأنك متلفي، وروحي فداك إن عرفت أو لم تعرف.
لم أقم بحق عشقك، إن كنت المخلص، ولم أشعر في تحقيق الأساى.
لا أملك إلا روحي وهدفي، وهذا ليس بمسرف في حبنا.
إن رُضيت بـمن أحب، فقد أسعفتني، فأشعر بالخسارة إذا لم تقم بذلك.
منعت الراحة وعَطلت، رُحت مع السقم والوجع المخيف.
عطفاً على بيتي ومن بقي مني، من جسدي الرديء وقلب المزدحم بالحب.
الحب مستمر والوصل عبارة عن تأجيل، والصبر نادر واللقاء بعيد.
لم أرَ في ليل الغيرة عشقي، فلا تضيع سهرني بسلطنة الخيال.
واسأل نجوم الليل: متى يزورني الكرى، وكيف لعين لا تعرف الرحيل؟
هذا أمر ليس مفاجئ، فقد بكى عيني ورأسي جريح.
وما جرى من ألم في وداع مؤلم، استشعرت هول الموقف.
إن كان الوصل حاصل، فعد به أمل، وماطل إن باقي الوصل قد ضاع.
قد تُعوض الأيام تلك المؤماً المفقود، كلَ العهود تنطق باللغة السعيدة مع من أحببت.
قصيدة إنها تثلج نساءً
إنها تثلج نساءً، أنزع معطف المطر الذي أرتديه، وأقفل مظلتي، وأتركهن يتساقطن على جسدي واحدةً واحدة، ثماراً من النار وعصافير من الذهب.
إنها تثلج نساءً، أفتح جميع أزرار قميصي وأتركهن يتزحلقن على هضابي ويرقصن في غاباتي.
أخرج كالطفل إلى الحديقة وأتركهن يكرجن كاللآلئ على جبيني امرأةً ولؤلؤةً.
أحملهن كالثلج على راحة يدي، وأخاف عليهن أن يذبن كالثلج بين أصابعي من حرارة العشق.
إنها تثلج نساءً، البوادي تخرج، والحواضر تخرج، الأغنياء يخرجون والفقراء يخرجون.
واحد يحمل بارودة صيد وآخر يحمل صنارة سمك، وثالث يحمل مخدة وسريرا.
إنها تثلج نساءً، والوطن كله مستنفر للهجوم على اللون الأبيض.
واحد يريد أن يتزوج الثلج، وآخر يريد أن يأكله، وثالث يأخذه إلى بيت الطاعة.
يسمع الثلج قرع الطبول، ويخاف على عذريته، فيقرر أن يسقط في بلاد أخرى.
قصيدة أثر الفراشة
أثر الفراشة لا يُرى، أثر الفراشة لا يزول، فهو جاذبية غامضة تستدرج المعنى.
حين يتضح السبيل، هو خفة الأبدي في اليومي، أشواق إلى أعلى وإشراق جميل.
هو شمعة في الضوء تومئ للمعاني، باطننا الدليل، هو مثل أغنية تحاول أن تقول.
أثر الفراشة لا يُرى، أثر الفراشة لا يزول!
قصيدة تجلد للرحيل فما استطاعا
تجلد للرحيل فما استطاعا
وداعاً جنة الدنيا وداعاً
عسى الأيام تجمعني فإنّي
أرى العيش افتراقاً واجتماعاً
ألا ليت البلاد لها قلوب
كما للناس تنفطر التياعا
وليت لدى فراقٍ بعض بثي
وما فعل الفراق غداة راعا
أما والله لو علمت مكاني
لأنطقت المآذن والقلاعا
حوت رِقَّ القواضب والعوالي
فلما ضفتها حوت اليَراعا
سألت القلب عن تلك الليالي
أكنُ ليالياً أم كُنَّ ساعا
فقال القلب بل مرت عجالا
كدقّاتي لذكراها سراعاً
أدار محمد وتراث عيسى
لقد رضيَا بينهما مشاعا
فهَل نبذ التعصب فيك قومٌ
يممد الجهل بينهم النزاعا
أرى الرحمن حصن مسجدَيْهِ
بأطول حائط منك امتناعا
فكنتِ لبيتِهِ المحجوج رُكناً
وكنتِ لبيتِهِ الأقصى سِطاعاً
هَواؤكِ والعُيون مُفَجَّراتٌ
كَفى بِهِما من الدنيا متاعا
وشمسُكِ كُلَّما طلعت بأفقٍ
تخطَّرتِ الحياةُ به شُعاعا
وغيدُكِ هن فوق الأرض حورٌ
أوانس لا نقاب ولا قِناعاً
حوالى لُجَّةٍ من لازوردي
تعالى الله خلقاً وابتداعا
يروح لجينها الجاري ويغدو
على الفردوس آكاماً ووقاعا