قصائد معبرة عن الوطن
- يقول الشاعر سليمان جوادي:
لا وطن لي سواه، هذا الوطن
لا وطن لي غير الذي
يثمر الحب في جنباته
وتغفو فيه الألحان
لا وطن لي غير ذلك الذي يتجلى فيه
العشق ويتسع فيه الأمل
لا وطن لي سوى هذا الذي
يسكن في دمي
لا جزر لي سواه، هذا الذي أصبح
موعدي في الأزمات
آه يا جسداً طالما حملني
هل أنا ميناء أم سفن عابرة؟
هل أنا ساحة للهوى أم بلدان؟
آه يا جسدي
أنا غارقة في حب وطني للأبد
عاشقة ولدت قبل أن تشرق الأيام
قبل أن يولد الحب
من رحم الكلمات
قبل أن يدرك الناس ما يعني النور والظلام
أنا عاشقة
اجعلوني نشيداً على شفاه الأبرياء
أنا عاشقة
دعوني أتفاعل مع حبي
كما يهوى وطني وكما أشتهي
فلا وطن لي سواه
لا زمن لي غير هذا الزمن
غير هذا الزمن
غير هذا الزمن
- يقول الشاعر نزار قباني:
يا صديقتي
في هذه الأيام يا صديقتي
يخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن
يخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن
يخرج من قمصاننا
مآذن، بلابل، جداول، قرنفل، سفرجل
عصفورة مائية تدعى الوطن
أود رؤيتك يا سيدتي
لكنني أخشى أن أجرح شعور الوطن
أود أن أصرخ إليك يا سيدتي
لكنني أخشى أن تسمعني نوافذ الوطن
أود ممارسة الحب وفق طريقتي
لكنني أشعر بالخجل من حماقتي
قصائد مؤثرة عن الحب
- يقول الشاعر أبو نواس:
في الحب روائع وتعذيب
وفيه يا قوم الأعاجيب
من لم يذق حباً فأنا
حياتي مليئة بالتجارب
علامة العاشق على وجهه
هي أسير الحب المكتوب
وللهوى في داخلي صيدٌ على
منصة العشاق منصوبة
حتى إذا مر محب به
ووقتي ليس للإنسان محصور
قال له والعين طامحة
تلعب به والصبر مغلوب
ليس له عيب سوى طيبه
وبأبي من عيبه الطيب
يسب عرضي وأقي عرَضه
كذلك المحبوب مسبب
- يقول الشاعر محمود درويش:
على الأنقاض وجدنا
ووجهانا على الرمل
إذا مرت رياح الصيف
فتحنا المناشف
على مهل، على مهل
وغابنا بين أغنيتين، كالأسرى
نراوغ قطرات الندى
تعيشي مرة في بالي
يا أختاه!
في أواخر الليل
تعريني من الألوان والظل
وتحميني من العذاب!
وفي عينيك، يا قمري القديم
يجرني أصلي
إلى غفوة زرقاء
تحت الشمس، والنخيل
بعيداً عن دجى المنفى
قريباً من حمى أهلي
تشهّيت الطفولة فيكِ.
منذ طارت عصافير الربيع
تجرد الشجر
وصوتك كان، يا ماكان،
يأتيني
من الآبار أحياناً
وأحياناً ينقِّطه لي المطر
نقياً كالنار
كالأشجار.. كالأشعار تتساقط
تعالي
كان في عينيك شيئا أحتاج إليه
وكنتُ أنتظر
وشديني إلى زنديكِ
شديني أسيراً
مني يغتفر
تشهّيت الطفولة فيكِ
منذ طارت
عصافير الربيع
تجرد الشجر!
أجمل القصائد في الأم
- يقول الشاعر نزار قباني:
صباح الخير، يا عزيزتي..
صباح الخير، يا قديسي الحلوة
مضى عامان يا أمي
على الطفل الذي أبحر
برحلته الخرافية
خبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، ولكل شقيقها الأحمر
خبأ في ملابسه
طرباً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخان سجائري يزعجني
ومقعدي يحبطني
وأحزاني عصافيرٌ تشدو
تبحث بعد عن بيدر
عرفت نساء أوروبا..
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها…
إلى عرائس السكر
وتغطي جسدي عندما أعرى
وتساعدني إذا تعسر
يا أمي..
يا أمي..
أنا الطفل الذي أبحر
ولا زالت في خياله
تعيش عروسة السكر
فكيف.. كيف يا أمي
صرت أبا..
ولم أكبر؟
صباح الخير من مدريد
ما أخبار الفلّة؟
بها أوصيك يا أمي..
تلك الفتاة الصغيرة
فقد كانت أحب حبيبة لأبي..
- يقول الشاعر عبدالله البردوني:
تركتني هنا بين العذاب
ومضت، يا طول حزني واكتئابي
تركتني للشقاء وحيداً هنا
واستراحت وحدها بين التراب
حيث لا جور ولا بغي ولا نبأ
فقط خراب
حيث لا سيف ولا قنبل
حيث لا حرب ولا لمع حراب
حيث لا قيد ولا سوط
ولا ألم يطغى وظلم يحابي
خلّفتني أذكر الصفو كما
يذكر الشيخ خيالات الشباب
ونأت عني شوقي حولها
ذكرياتي وأي أوه ما بي
ودعوتها حاصد العمر إلى
حيث أدعوها فتتأخر عن جوابي
حيث أدعوها فلا تسمعني
سوى صمت القبر والقفر البارد
موتها كان مصابي كله
وحياتي بعدها فوق مصابي
أين مني ظلها الحاني وقد
ذهبت عني إلى غير إياب
سحبت أيامها الجرحى على
لفحة البيد وأشواك الهضاب
ومضت في طرق العمر فمن
مسلك صعب إلى دنيا صعاب
وانتهت حيث انتهى الشوط بها
فاطمأنّت تحت أسطار الغياب
آه يا أمي وأشواك الأسى
تلهب الأوجاع في قلبي المذاب
قصائد حزينة للشاعر ابن الساعاتي
- يقول الشاعر:
غير سهل فيك يا لمياء حزني
بين سهل من مغانيك وحزني
كم بها من غصن بانٍ في نقا
مثمر في جنح ليلٍ شمس دجن
كلي ثاني السيف لحظا وهوى
وشقيق الروح قدّا وتثني
سافرٍ عن طلعة الشمس ضحى
ناظرٍ عن مقلة الظبي الأغن
ماس تيها وتغنى طربا
فهو ورق هتفت من فوق غصن
يجتني اللحظ المنى من خده
وهو باللحظ على العشاق يجني
فإذا ما وابل جاد ثرى
فسقى ذا الثرى وابل جفني
ومن العار ودمعي ديمة
إن أراني للحيا حامل من
كان ظني أن صبري منجد
ثم لما أنجدوا خيب ظني
فأقيموا وامنعوا وصلكم
قد قنعنا من هواكم بالتمني
وسألنا الطيف عن عطفكم
فسلوه علّه يخبر عني
يا بتي عذرة لا عذر لكم
عن فؤاد رعتموه بعد أمن
بجفون كالمواضي أرهفت
وقدود مسن كالخطّي لدن
منعتهم مذ لقنت عنكم البرحين من ضرب وطعن
فأطلقوا قلبيَ من أسر الهوى
إنما جاني الهوى عيني وأذني
لكم رق الهوى منه كما
لعماد الدين رق الشكر مني
حلّ في ربعيَ أهداب الحيا
قبل أن ينحل فيه خيط مزن
لم أكن لولا نداء الجم ذا
ناظر سام وقلب مطمئن
ثاقب في كل فضل زندة
خاطر خاطره في كل فن
أشبه الشمس سناء وسناً
لا رمى الدهر معاليه بوهن
فله باسق مجد مبعد
وله بشر من العافين مدني
أتقي الخطب وأرديه به
فهو سيفي حين يعرو ومجنّي
ماجد ثابت جاش ونهى
يقظ نافذ آراء وذهن
فهو داني الفضل من محتاجه
وبعيد العزم عن ضعف وأفن
يا أبا حامد أعظم بالنوى
يا لها عن مثلكم صفقة غبن
قد سمحتم للمحبين بها
وهي تجزي ذلك الجود بضن
كم سألنا الجمع لو تجدي إذن
وعتبناها لو أن العتب يغني
غبتم عن جلّق لا عدمت
منكم بهجة إحسان وحسن
فهي في بعدكم نار لظى
وهي في قربكم جنّة عدن
ما نواحيها فساحاً بعدكم
لا ولا الطير فصاحاً غير لكن
لم تبت مذ بنتم أغصانها
راقصات والقماري تغنّي
مرحباً بالملك الناصر من
مزنة تسري إلى الحي المبن
باذل المجدين جاهاً وغنى
قاتل الإلفين من لؤم وجبن
فهو في السلم وفي يوم الوغى
بنداه والسطا يقني ويفني
من إذا أوجس خوفاً ماله
من نداه لم يعوذه بخزن
وإذا حبّرت فيه مدحة
قالت الريح أو البرق ألكني
تشهد الأعداء بالسبق له
فهي تثنى عن مساعيه وتثني
لم تزل في كل حال كفه
تهدم المال وللأعداء تبني
لجأت دولته منك إلى
ظل مجد طال ركناً كل ركن
شهرت علياك حتى أنها
غنيت عن هو في الخلق وأعني
وتطولت إلى أن زدت عن
قول من يرغب في الغاية زدني
لك عندي منن واضحة
في جلابيب من الأيام دكن
كم نفت عن كل قلب لوعة
خامرته وقذى عن كل جفن
فابق لي ما ناح في أيكيّة
صادح حن إلى إلف ووكن
- ويقول أيضاً:
بكت وقد أبصرتني ضاحك الشعر
ما حسن ليل بلا نور من القمر
ولا تكون سماء الحسن شائقة حتى
تفتَّح فيها أنجم الزهر
ليل الشباب ألمت في أواخره
وهل يدوم دجى ليل بلا سحر
صبح يخاف مدى طول يكون له
وخيفتي ولها العقبى من القصر
قالت كبرت وما بالعهد من قدم
عنّي إليك فما إن شبت من كبر
وأنكرت كلفاً برحٍ بوجنتها
منى على كلف في وجنة العمر
ورب حلم وعلم زانه شمط
ما بهجة الغصن غير النور والثمر
وعيرتني الأماني وهي كاذبة
ورب أمنية أحلى من الظفر
وقد يسوء الفتى ما سرّه زمنا
وأي صفو من الدنيا بلا كدر
إن نغصت عيشه أيام كبرته
فطال ما لذّ في أيامه الأخر
عليك نعمة حسن شبابها بطر
وربما نعمة تولى من المطر
كم تعجلين إلى هجر وشحط نوّى
يكفيك ما سوف نلقاه من الغير
للحزن في القلب آثار مبيّنة
لا خير في القلب من حزن بلا أثر
وفللت صبري الأيام جاهدة
إن الفلول لحد الصارم الذكر
ورب ليلة وصل جادت زائرها
أدال فيها الكرى من دولة السهر
وروضة من رياض الحزن باسمة
في أعين النور منها أدمع المطر
وددت الغواني غداة الدجن لو جمعت
ما بددت في حواشيها من الدرر
حلَّت لها خيوط المزن راقمة
تلك البرود بما للقطر من إبر
شربت فيها شعاع الشمس مشرقة
صبح من الكأس تجلوه يدا قمر
وبات منثورها يصفر من وجل
وللشقائق خدر زين بالخفر
وكلما خفت من واش ينم بنا
محوت ما تكتب الأذيال في العفر
حتى إذا ما قناع الصبح عطف بها
تحدثت عن عفافي السن الأزر.