قصائد من الشعر في العصر العباسي

قرأتُ في ملامحك عنواناً

قرأتُ في ملامحك عنواناً
قرأتُ في ملامحك عنواناً

لقد استنبطت من ملامحك عنواناً

مؤشراً بالغدر تلوح عواقبه

أقسم أنني لن أنسى ما أوردته من ذكريات الطفولة،

بل ذكرياتي للهفتي.

في يوم التقينا فيه، نظر إلي بعبوس،

يشبه عبوس المدين الذي يُثقل كاهله الدين.

وكيف لي أن أنسى لحظة كنا فيها مستيقظين،

ولن أنسى تلك اللحظات التي تجمعنا.

لقد أتيتُ من بعيد فأوهمتني،

أنك قد واجهت شياطينك.

التقينا لحظة، فكانت أثقل اللحظات في حياتي،

كأنما تراكمت عليّ هموم الدنيا.

وكأنك كنت تحمل لي عبء شبابي، كما كان في سابق عهده،

أو كحلم ينتهي كحلم زوال البحر في لمحة.

أو كشيء لم يقدر عليه عيسى، ولا موسى بن عمران.

أيها الحسن الوجه، لقد شوهت جمالك،

فاجمع بين جمالك وإحسانك.

لقد أصبحت ملولاً، وقُدم لك عهد جديد،

تغيرت عليك الألوان مع مرور الساعات.

أنت تسعى لشق الرابط، وتذهب لمن

يدرك وصلك، وهو في العطش يسكن.

حتى إذا تواصلت معي، هجرته،

وشنقت له صد القلوب.

وتستمتع بمشاق الحياة،

بينما أنت تستحسن من ما هو أسهل.

وتقطع وعدك، ولكن إنجازه،

يظل كذبة كاذبة.

حتى لو أنجزته مرة واحدة،

كان مصيرك أن تعلن ذلك بسرٍ وعلانية.

ومَن لا يحب من تخلَف عن الوعد،

ولا حتى في الأحلام.

قد حذرتني الناس، فأصبح قلبي

لا يعرف الألفة مع أحد.

أهنتني جداً، لكنني صرت حراً،

فربما يكون من عز لم يعرف الذل.

الحب هو إذًا أسلم قلبك، فما الهوى سهل

الحب هو إذًا أسلم قلبك، فما الهوى سهل
الحب هو إذًا أسلم قلبك، فما الهوى سهل

الحب، فهو أسلم قلبك، فما الهوى سهل،

فما اختارته مضناً به، حتى وعقله يؤلمه.

عش خالي البال فإن الحب صعب هذه الأيام،

وأوله فراق، وآخره موت.

لكنني أجد في هذا الموت لهفة،

حياة لأحبائي، فأنا بمثابة الفضل.

نصحتك علمًا بالحب وما أرى،

فاختر لنفسك ما تراه مناسبًا.

فإن شئت أن تحيا سعيدًا، فمت فيه،

وإلا فإن الحب له أهله.

فمن لم يمت في حبه، لم يعش فيه،

يظل مثل حبوب النحل، ولكن ما جنت النحل.

تمسك بأذيال الحب واخلع الحياء،

واترك سبيل النساك الذين تمعزوا.

وأخبر قتيل الحب أنك وفّيت حقه،

وللمدعي هيهات مالك فقد مرّ.

تعرض مجموعة للحب، ثم أعرضوا،

جنبهم عن صحتي وقد تعبت.

ارتضوا بالأماني، وابتلوا بحظوظهم،

وخاضوا بحار الحب، ولكن لم يتبللوا.

فهم في السهر لم يبرحوا من أماكنهم،

وكلما استحسنوا عمى هم على الهدى حسدًا من أنفسهم فقد ضلوا.

يا معشوقتي، إن الحب شفاعة لي،

لديكم، إذا شئتم، فانقطع الحبل.

عسى أن تكوني حنونة تنظر إلي،

فقد تعبت بيني وبينكم العبارات.

أحبائي، أنتم أفضل مني،

كونوا كما شئتم، فأنا ذلك الفخور.

إذا كان حظي الهجر منكم، وليس

بالفراق، فذلك الهجر عندي هو اللقاء.

وما الصد إلا الود، ما لم يكن قلة،

وأصعب شيء بعد إعراضكم هو السهل.

والتعذيب منكم هو أمل وذلك عدل الهوى.

وصبري صبرٌ عليكم، وفي غيابكم،

أرى مرارته تحلو دائمًا.

أخذتم فؤادي وهو جزء مني، فما الذي

سيضركم لو كان عندكم كل شيء؟

بت بعيدًا، فلم أرى غير الدموع،

إلا زفرة من نار الجوى تتجاوز.

فأعيني حية مخلدة في دمعي،

ونومي ميت، ودمعي غسل له.

حبٌ تسرب بين الطلول، فكيف،

يجرى دمُ عشقي بجوارحي.

ماذا فعل قومي حين رأوني متيمًا،

يقولون إن هذا الفتى أصابه الجنون.

وماذا قد يقال عني سوى غدا،

وأنا أنعم نعمًا لي لها شغل.

وقالت نساء الحي: لماذا تذكرون من

جفانا وبعد العز ألذ له الذل.

إذا سعدت بنظرة، فلا تسعدني،

ولم تجملني بجمال.

قد رمت عيني بصعود النظر،

لكن لثم جفوني لن يريحها الصدأ.

وهم يعلمون بأني قتيل لحظاتها،

لأن لها في كل جارحة تركيبة.

حديثي قديم عنها، وليس فيه،

كما علمت؛ بعد ولا قبل له.

وما لي مثيل في غرامي بها، كما،

فإذا تحدثوا عنها، فإنني مسامعهم.

حرام شفاء سقمي لديها هذا حال.

فحالتي، وإن أدى فيها ساءت، كان بها أحسن.

وما نقصت قدري في حبها إلا وتزايدت.

وما عانيت من مآسي حتّى ضلّ عادتي،

وكيف ترى العائدون من لا له ظل.

ولم تعثر عين على أثريني، وقد

تركت لي ذكرى في الهوى راسخة.

ولي عزم يغدو إذا لمست ذكرها،

وروح تفوح عند ذكرها وتعلو.

حبها جرى في نفسي، في مفاصلي،

فأصبح عندي، عن كل شغل، شغلها.

فنافِس ببذل النفس فيها أخا الحب،

فإن قبلت ذلك منك، فليُرحَب.

فمَن لم يجود في حبها بنفسه،

فحتى لو جاد بالدنيا، تظل البخل.

ولولا مراعاة للصيانة غيرة،

ومن كثر أهل الحب أو قلّوا.

فقد قلت لعشاق الملذات: أقبلوا،

إلى غيرها، حسب رأيي لكم.

وإن ذكرت يومًا فاجمعوا لإكرامها،

سجودًا، وإن نظرتم إلى وجهها صلوا.

وفي حبها بعت السعادة بالشقاء،

أضعت عقلي في هداي.

وقلت لرشدي والتقوى: تخلوا،

فما بيني وبين أهوى غيرها فجأة.

وقد اجتهدت في حبي لها، ولكنني أعدك،

لعلّي، في وصالي بها، أخلوا.

ومن أجلها سأسعى بيننا،

وأغدو ولا أعادي لمنهجة العلج.

فأرتاح للمشاغبين بيني وبينها،

لتعلمي ماذا ألقى، وما عانت بحجم.

وأصبو إلى العذال، حبّاً لذكرها،

كأنهم، بيننا، مرسلو الحب.

فإذا حدثوا عنها، فهي كلها سامعة،

وكلي حين حديثهم، ألسنة تقرأ.

تخالفت الأقوال فينا، اختلافًا،

براجى ظنوننا، ما لها أصل.

فقد تعرض قوم للوصال ولكن لم يصلوا،

وأشاع قوم السلو، ولكن لم أنسل.

فما صدق التخيير عنها كما شقيت،

فقد كذبت عني الشائعات.

وكيف أرجو وصلاً من لو تصورت،

لم يحفظ المودة بها احتمالي.

وإن وعدت، فالقول يمهّد فعلاً،

وإن وعدت، فالقول يسبق الفعل.

واعديني بالوصال، ومطّلي بنجزه،

فإنّني إذا حقق الهوى، حسن المطل.

وحرم العهود بيننا، لم أحول،

وعقد بأيدي، بيننا، ما له حل.

لأنت، على غيظ الفراق ورغبة الهوى،

فقلبي لك دائمًا ما خلا.

فهل ترى عيني يوماً من تعجب لهم،

ويعيرني الزمن، ويتجمع الشمل.

وما تغيّروا عن المعنى أراهم معي، وإن،

انزاحوا صورة في ذهني، تلقاء، شكلها.

فهم نصب عيني حيثما حلوا،

وهم في فؤادي مخلدون، أينما مقاموا.

لهم حنان منّي وإن جفوا،

ولي أيضًا ميلٌ إليهم، وإن ملّوا.

إن لم تزوري فإن الطيف قد زار

إن لم تزوري فإن الطيف قد زار
إن لم تزوري فإن الطيف قد زار

إن لم تزوري، فإن الطيف قد زار،

وقد قضيتُ لُباناتٍ وأوطارًا.

قال: لقد بَعُدَ المسْـرَى، فقلتُ لها:

من عالجَ الشوق، لا يستبعد الدار.”

قالت: كذبتَ على طيفي! فقلتُ لها:

إذن فقد هداني، يا مكين، خمّارًا.

أنا لم أنقل إلى حانوته قدمًا،

ولا نبذت إليه النقود، فاخترنا.

ولا رأيتُ شفةً منه على شفتي،

إطباق عينيك بالأشعار، أشعار.

قالت: حلفتَ يمينًا لا كفء لها،

أما تخاف وعيد الله والنار؟!

والعمر ما الدنيا بدار بقاء

والعمر ما الدنيا بدار بقاء
والعمر ما الدنيا بدار بقاء

والعمر ما الدنيا بدار بقاء؛

يكفيك بدار الموت دار فناء.

فلا تعشق الدنيا، أَخي، فإنما

يُرى عاشق الدنيا بجُهد بلاء.

حلاوتها ممزوجة بمرارة،

وراحتُها ممزوجة بعناء.

فلا تمشي يومًا في ثياب مخيلة،

فإنك من طينٍ خُلقت وماء.

لقَد قليِلٌ أمرءٌ تلقاه لله شاكراً،

وقليلٌ أمرءٌ يرضى له بقضاء.

وللهِ نعماءٌ عظيمةٌ علينا،

وللهِ إحسانٌ فضلُ عطاء.

والدهر غير يوم وحيدٍ في اختلافه،

وما كلّ أيام الفتى سواء.

وما هو إلا يوم بؤسٍ أو شدّةٍ،

ويوم سُرورٍ مرّة ورخاء.

Scroll to Top