شبه الشاعر المرأة بالوطن، وفي سياق دعوته لتحرير الوطن، طرح أيضًا أهمية تحرير المرأة والاعتراف بدورها في المجتمع.
كما أبدع في كتابة العديد من القصائد الشعرية الجميلة، حيث استخدم ألفاظًا رقيقة للتعبير عن معاني الحب والرومانسية.
أشعار نزار قباني في الحب
تميز الشاعر نزار قباني منذ بداياته في كتابة الشعر، حيث قدم مجموعة من القصائد الرومانسية التي خلدت في الذاكرة وستظل حاضرة في تاريخ الشعر العربي. يمكنكم الاستمتاع معنا برحلة عبر أشعار نزار قباني في الحب:
قصيدة أتحدى
أتحدّى.
من سبقوني إلى عينيكِ، يا سيدتي.
يحملون الشمس في أكفهم وزهور الياسمين.
أتحدّى كل من عاشت معهم.
ممن هم مجانين، أو ضائعين في بحار الحنين.
أن يحبكِ بأسلوبي وحماسي وجنوني.
أتحدّى.
كل مخطوطات العشق.
منذ عصور مضت.
أن تجدِ فيها كتابًا واحدًا.
يا سيّدتي، يذكرني.
أتحداكِ أنا.
أن تجدي وطناً مثل فمي.
وسريرًا دافئًا مثل عيوني.
أتحداهم جميعًا.
أن يكتبوا لكِ محبة.
كما كتبت غرامي، أو يأتوا إليكِ بأحرفٍ تشبه حروفي وكلماتي.
قصيدة سأقول لكِ أحبك
سأقول لكِ “أحبكِ” حينما تنتهي الحدود بينكِ وبين الشعر.
ويصبح النوم على صفحات الكتابة.
ليس الأمر سهلاً كما تظنين.
خارج إيقاعات الشعر.
أو أن أبدأ حوارًا مع جسدٍ
لا أعرف كيف أتهجّاه.. كلمةً كلمةً.
ومقطعًا مقطعًا…
لا أعاني من عقدة المثقفين.
لكن طبيعتني ترفض الأجساد التي لا تفكر.
والعيون التي لا تسأل.
شرط الرغبة عندي مرتبط بشروط الشعر.
فالمرأة قصيدة أموت عند كتابتها..
وأموت عند نسيانها.
سأقول لكِ “أحبكِ” عندما أشفى من حالة التمزق التي تعصف بي.
وأصبح إنسانًا واحدًا.
سأقولها.
عندما تتصالح المدينة والصحراء داخلي.
وترحل جميع القبائل عن شواطئ دمي..
الذي حفره حكماء العالم الثالث على جسدي.
الذي عانيته على مدى ثلاثين عامًا…
فشوّهت ذكورتي.
وأصدرت حكمًا بجلدكِ ثمانين جلدة،
بتهمة الأنوثة.
لذلك، لن أقول لكِ (أحبكِ)..
اليوم،
وربما لن أقولها غدًا.
فالأرض تحتاج لتسعة أشهر لكي تخرج زهرها،
والليل يتعذب كثيرًا ليولد نجمه.
والإنسانية تنتظر آلاف السنين…
لتخرج نبيًا.
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت لتصبحي حبيبتي؟
قصيدته أعنف حبّ عشته
أعنف حبّ عشته.
تلومني الدنيا إذا أحببته.
كأني من اخترع الحب.
كأنني رسمته على خدود الورد.
كأنني من علمته للطير في السماء.
وفي حقول القمح زرعته.
وفي مياه البحر ذوبته.
كأنني من علقته كالقمر الجميل في السماء.
تلومني الدنيا.
إذا ذكرت من أحببت.
كأني أنا الهيام وأمه وأخته.
مختلف عن كل ما عرفته.
مختلف عن كل ما قرأته.
لو كنت أعلم أنه نوع من الإدمان، ما أدمنته.
أشعار نزار قباني في الحب مكتوبة
ترك لنا الشاعر نزار قباني مجموعة من القصائد الرومانسية الملهمة للعشاق، يمكنكم قراءة هذه الأشعار في موضوعنا الخاص بأشعار نزار قباني في الحب مكتوبة:
قصيدة حبك طير أخضر
حبك طيرٌ أخضر.
طير غريبٌ أخضر.
يكبر يا حبيبتي كما الطيور تكبر.
ينقر من أصابعي.
ومن جفوني ينقر.
كيف أتى.
متى أتى الطير الجميل الأخضر.
لم أفتكر بالأمر يا حبيبتي.
إنّ الذي يحب لا يفكر.
حبكِ طفلٌ أشقر.
يَكْسِر في طريقه ما يكسر.
يزورني حين السماء تمطر.
يلعب في مشاعري وأصبر.
حبكِ طفلٌ متعب.
ينام كل الناس يا حبيبتي ويَسْهَر.
طفلٌ على دموعه لا أقدر.
حبكِ ينمو وحده.
كما الحقول تزهر.
كما على أبوابنا.
ينمو الشقيق الأحمر.
كما ينمو اللوز والصنوبر.
كما يجري السكر بقلب الخوخ.
حبكِ كالهواء يا حبيبتي.
يحيط بي.
من حيث لا أدري به، أو أشعر.
جزيرة حبكِ لا يطالها الخيال.
حلم من الأحلام.
لا يحكى ولا يفسر.
حبكِ ما يكون يا حبيبتي.
أزهرة أم خنجر.
أم شمعةٌ تضيء.
أم عاصفةٌ تدمر.
أم أنه مشيئة الله لا تقهر.
كل ما أعرف عن مشاعري.
أنكِ يا حبيبتي، حبيبتي.
وأن من يحب.
لا يفكر.
قصيدة أحبك أحبك
هل عندك شك أنك أجمل امرأة في الدنيا؟
وأهم امرأة في الدنيا؟
هل عندك شك أني عندما عثرت عليك.
ملكت مفاتيح الدنيا؟
هل عندك شك أن لمسة يديك.
غيرت تكوين الدنيا؟
هل عندك شك أن دخولك إلى قلبي.
هو أعظم يوم في التاريخ.
وأجمل خبر في الدنيا؟
هل عندك شك في مكانتك؟
يا من تحتل بين عينيّ أجزاء الوقت.
يا امرأةً تكسر، حين تمر، جدار الصوت.
لا أدري ماذا يحدث لي؟
فكأنك أنثاي الأولى.
ميلادي أنت … وقبلك لا أتذكر أني كنت.
وغطائي أنت … وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت.
وكأنني، أيتها الملكة،
من بطنك كالعصفور خرجت.
هل عندك شك أنك جزء من ذاتي.
وبأني من عينيك سرقت النار.
وقمت بأخطر ثوراتي.
أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة.
والسلطانة.
والشعبية..
والشرعية بين جميع الملكات.
يا سمكة تسبح في ماء حياتي.
يا قمراً يشرق كل مساء من نافذة الكلمات.
يا أعظم انتصار بين جميع انتصاراتي.
يا آخر وطن أولد فيه.
وأدفن فيه.
وأنشر فيه كتاباتي.
يا امرأة الدهشة، يا امرأتي.
لا أدري كيف رماني الموج عند قدميك.
لا أدري كيف مشيت إلي.
وكيف مشيت إليك.
قصيدة إني خيرتك فاختاري
إني خيرتك فاختاري.
مابين الموت على صدري.
أو فوق دفاتر أشعاري.
اختاري الحب أو اللاحب.
فجبن ألا تختاري.
لا توجد منطقة وسطى.
مابين الجنة والنار.
ارمي أوراقك كاملة.
وسأرضى بأي قرار.
قولي. انفعلي. انفجري.
لا تقفي مثل المسمار.
لا يمكن أن أبقى أبدًا.
كالقشة تحت الأمطار.
اختاري قدراً بين اثنين.
وما أعنفها أقداري.
مرهقة أنتِ وخائفة.
وطويل جداً مشواري.
غوصي في البحر أو ابتعدي.
لا بحر دون دوار.
الحب مواجهة كبرى.
إبحار ضد التيار.
صلب وعذاب ودموع.
ورحيل بين الأقمار.
يقتلني جبنكِ، يا امرأة.
تتسلى من خلف ستار.
إني لا أؤمن بالحـب.
لا يحمل نزق الثوار.
لا يكسر كل الأسوار.
لا يضرب مثل الإعصار.
آهٍ لو حبك يبلعني.
يقلعني مثل الإعصار.
إني خيرتك فاختاري.
ما بين الموت على صدري.
أو فوق دفاتر أشعاري.
لا توجد منطقة وسطى.
ما بين الجنة والنار.
أجمل أشعار نزار قباني في الحب
قصيدة حب بلا حدود
يا سيدتي:
كنت أهم امرأة في تاريخي.
قبل رحيل العام.
أنت الآن أهم امرأة.
بعد ولادة هذا العام.
أنت امرأة لا أحسبها بالساعات وبالأيام.
أنت امرأة.
صنعت من فاكهة الشعر.
ومن ذهب الأحلام.
أنت امرأة كانت تسكن جسدي.
قبل ملايين الأعوام.
يا سيدتي:
يا مغزولة من قطن وغمام.
يا أمطاراً من ياقوت.
يا أنهاراً من نهوند.
يا غابات رخام.
يا من تسبح كالأسماك بماء القلب.
وتسكن في العينين كسرب حمام.
لن يتغير شيء في عاطفتي.
في إحساسي.
في وجداني.. في إيماني.
فأنا سأظل على دين الإسلام.
يا سيدتي:
لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات.
أنت امرأة ستبقى امرأة في كل الأوقات.
سوف أحبك.
عند دخول القرن الواحد والعشرين.
وعند دخول القرن الخامس والعشرين.
وعند دخول القرن التاسع والعشرين.
وسوف أحبك.
عندما تجف مياه البحر.
وتحترق الغابات.
يا سيدتي:
أنت خلاصة كل الشعر.
ووردة كل الحريات.
يكفي أن أتهجى اسمك.
حتى أصبح ملك الشعر.
وفرعون الكلمات.
يكفي أن تعشقني امرأة مثلك.
حتى أدخل في كتب التاريخ.
وترفع من أجلي الرايات.
يا سيدتي:
لا تضطربين مثل الطائر في زمن الأعياد.
لن يتغير شيء مني.
لن يتوقف نهر الحب عن الجريان.
لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان.
لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران.
عندما يكون الحب كبيراً.
والمحبوبة قمراً.
لن يتحول هذا الحب.
إلى حزمة قش تأكلها النيران.
يا سيدتي:
ليس هناك شيء يملأ عيني.
لا الأضواء.
ولا الزينات.
ولا أجراس العيد.
ولا شجر الميلاد.
لا يعني لي الشارع شيئًا.
لا تعني لي الحانة شيئًا.
لا يعنيني أي كلام.
يكتب فوق بطاقات الأعياد.
قصيدة أحبك أنت
وما بين حبّ وحبّ، أحبك أنت.
وما بين واحدةٍ ودعتني وواحدةٍ ستأتي.
أفتش عنك هنا وهناك كأن الزمان الوحيد، زمانك أنت.
كأن جميع الوعود تصب في عينيك أنت.
فكيف أفسر هذا الشعور الذي يعتريني صباح مساء.
وكيف تمرين بالبال، مثل الحمامة حين أكون بحضرة أحلى النساء؟
وما بين وعدين وامرأتين.
وبين قطار يجيء وآخر يمضي.
هنالك خمس دقائق دعوتك فيها لفنجان شاي قبل السفر.
هنالك خمس دقائق أطمئن عليك قليلاً.
وأشكو إليك همومي قليلاً.. وأشتم فيها الزمان قليلاً..
هنالك خمس دقائق تقلبين فيها حياتي قليلاً.
فماذا تسمين هذا التشتت.. هذا التمزق..
هذا العذاب الطويل؟
وكيف تكون الخيانة حلاً؟ وكيف يكون النفاق جميلاً؟