أخلاق المسلم خلال شهر رمضان
يُعتبر شهر رمضان فترة تعليمية حول الأخلاق. يسعى المسلم خلال هذا الشهر إلى اكتساب الصفات الإسلامية الحميدة والتخلي عن الأخلاق السيئة. ويكثر التحذير من السلوكيات السلبية في رمضان، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ المُؤمِنَ ليُدرِكُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجةَ الصَّائمِ القائمِ). ومن أبرز الأخلاق التي ينبغي أن يتسم بها المسلم في رمضان هي:
الصبر
يتميز شهر رمضان بكثرة الطاعات من صلاة وصيام وقيام، لذا يجب على المسلم التحلي بالصبر، خصوصاً عند أداء الطاعات. قد يواجه الشخص بعض الصعوبات أثناء الصيام أو يشعر بالضغط بسبب كثرة المواعظ والدروس، ولكن من الضروري أن يتحلى المسلم بحسن الصبر. وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّبْرُ ضِياءٌ).
كظم الغيظ
يمكن أن يتسبب الصيام في بعض الأحيان في شعور المسلم بالضيق أو سوء المزاج، وقد يتعرض لمواقف تتطلب ضبط النفس. في هذه الحالات، يجب أن يتذكر المسلم أهمية كظم الغيظ. فعندما يُسُب أو يُهَاجم، ينبغي عليه أن يتبع ما أوصاه به النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فلا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ).
صلة الأرحام
تُعتبر صلة الأرحام عبادة هامة تتعزز خلال شهر رمضان، حيث تكثر الدعوات والزيارات. لا يجوز للمسلم أن يتسم بالصيام والقيام بينما يكون قاطعاً للرحم. يُعد قاطع الرحم من المفسدين في الأرض كما ورد في قوله -عز وجل-: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾. وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من قطيعة الرحم بقوله: (ما من ذنبٍ أجدرُ أن يُعجِّلَ اللهُ لصاحبِه العقوبةَ في الدُّنيا مع ما يدَّخِرُ له في الآخرةِ من البَغْيِ، وقطيعةِ الرَّحِمِ).
التقوى
التقوى تعني وضع حاجز بين المسلم وعذاب الله -تعالى-. وتُعتبر التقوى من الأهداف الأساسية للصيام، حيث وردت في الآية التي فرض فيها الصيام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. خلال شهر رمضان، يتعرض المسلم للكثير من الملهيات التي تلهيه عن الطاعات، لذا يجب أن يتحلى بالتقوى في القول والسمع والبصر، وفي اختياراته من الطعام والشراب.
تجنب الإسراف
يمثل الإسراف تجاوز الحاجة في إعداد الأطعمة، ويجب على المسلم أن يحذر من الإسراف في الطعام واللباس. إذ لا يبرر الجوع خلال رمضان إطلاق الإنفاق بشكل مفرط. قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾، فالمبذر هنا يعتبر أخاً للشيطان فيما يتعلق بأفعال السوء وإهدار المال بدون وجه حق.
مساعدة المحتاجين
يتميز شهر رمضان بكثرة الإنفاق وخاصة في المأكل والمشرب ومصاريف العيد. ووجب على المسلم أن يتفقد إخوانه. فقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من بقاء أحد الجيران جائعاً بقوله: (أيُّما أهلُ عَرصةٍ أصبح فيهم امرؤٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذمةُ اللهِ تعالى). وقال -تعالى-: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)، وهو دعوة لاستثمار رمضان في التعاون بين المسلمين لما فيه من خير للجميع.
ترك الكلام الفاحش
يعتبر اللسان من الأعضاء التي يجب أن تُستخدم في طاعة الله خلال رمضان مثل بقية الأعضاء. ينبغي حمد الله وذكره، كما يجب على المسلم الابتعاد عن الكلام الفاحش والبذيء. وينبغي عليه أن يتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَهُ).
إكرام الضيوف
يُعتبر رمضان فرصة للتزاور بين الصائمين، لذا يجب على المسلم أن يُكرم ضيوفه خصوصاً الصائمين، وذلك بما يستطيع من وسائل الضيافة. يُوصي النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).