آثار الأردن
يمتاز الأردن بتاريخ عريق ويمثل مهدًا للعديد من الحضارات القديمة والثقافات الشرقية ذات الأهمية الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر موطنًا للعديد من المستوطنات البشرية التي لا تزال آثار العديد منها باقية حتى اليوم. وفقًا لتقارير وزارة السياحة الأردنية، توجد في الأردن أكثر من 100,000 موقع أثري. ولا يزال بعضها يحتفظ بحالته الأصلية. فيما يلي أبرز المواقع الأثرية في الأردن:
البتراء
تقع مدينة البتراء الأثرية في وادي موسى بمحافظة معان، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، في زمن الأنباط. تمثل مدينة البتراء معلمًا أثريًا يتضمن قصورًا ومعابد ومقابر ومخازن وإسطبلات منحوتة من الحجر الرملي. يمكن الوصول إلى هذه الآثار عبر ممر صخري يُسمى “السِّيق”، الذي يبلغ طوله 1.2 كيلومتر. من أبرز معالم البتراء هي الخزنة، التي تضم أعمدة وتجويفات ذات طراز يوناني قديم، بالإضافة إلى 40 قبرًا موزعًا على “شارع الواجهات” ومسرح يتسع لنحو 7,000 مقعد. تُعتبر البتراء أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو.
تبعد مدينة البتراء الأثرية حوالي 240 كيلومترًا جنوب العاصمة عمّان، و120 كيلومترًا شمال مدينة العقبة. يُطلق عليها أيضًا “المدينة الوردية” نظرًا للون الصخور المستخدمة في نحت مباني المدينة، وتعتبر إحدى أشهر الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم. تُعتبر البتراء من أعظم مناطق الجذب السياحي وأثمن كنوز الأردن، وهي تعدّ بحق واحدة من عجائب العالم.
جبل القلعة
شهدت مدينة عمّان ومنطقة جبل القلعة العديد من الحضارات القديمة، بما في ذلك الرومانية والبيزنطية والفارسية واليونانية. كانت تُعرف عمّان بعدة أسماء، بما في ذلك فيلادلفيا، ثم أعاد المسلمون تسميتها بعمّان. يُعد جبل القلعة أعلى تل جبلي في العاصمة عمّان، حيث يقع وسط المدينة، مما يوفر مكانًا مثاليًا للاستمتاع بإطلالة رائعة عليها. يحتوي جبل القلعة على قلعة مذهلة تعود إلى العصر البرونزي، وهو واحد من أقدم الأماكن المأهولة في العالم حيث تم بناؤه خلال العصور البرونزية، ثم أعيد بناؤه خلال العصور الحديدية والرومانية والبيزنطية.
- معبد هرقل: يُعتبر هذا المعلم القديم من أبرز المعالم الرومانية في المدينة، وقد تم بناؤه في عهد الإمبراطور ماركوس أوريليوس (161-180م). لا تبقى من هذا المعبد إلا عمودان عملاقان وبعض أساسات هشة يمكن رؤيتها من جميع أنحاء المنطقة، كما توجد أمامه يد حجرية ضخمة.
- القصر الأموي: يعرف بأنه من أشهر المعالم في القلعة، وقد بُني في القرن الثامن الميلادي. يحتوي القصر على ساحة واسعة وقاعة مقببة وصهريج ضخم لتوفير المياه، بالإضافة إلى كنيسة بيزنطية وبوابة على شكل صليب.
- متحف الآثار الأردني: يضم هذا المتحف مجموعة من التحف مرتبة زمنيًا، بما في ذلك تماثيل تعود إلى العصر الحجري الحديث، والتي يبلغ عمرها حوالي 6000 عام، بالإضافة إلى أدوات تمثل الحياة اليومية القديمة.
أم الجمال
تقع مدينة أم الجمال الأثرية شمال الأردن على سهول من البازلت. تُعرف هذه المدينة القديمة بأنها بُنيت من الطوب البازلتي الأسود المدعوم بقوالب بازلتية مستطيلة، وقد واكبت أم الجمال العديد من الفترات الزمنية مثل النبطية والرومانية والبيزنطية والأموية والمملوكية والعثمانية. تتميز المدينة بتراثها الثقافي البدوي الذي يظهر في متاجر وسط المدينة ومنازل السكان.
تشمل المدينة أكثر من 150 مبنى قديمًا مدمجًا في أحياء تتوغل عبر الأزقة المتعرجة. تحتوي أم الجمال على العديد من الأحواض المخصصة للاستخدام العام والخاص، وكنائس تزينها فسيفساء قديمة تصوّر نهر الأردن والمدن المذكورة في الكتاب المقدس. بالقرب من المدينة، تقع قرية أم الرصاص، مستوطنة بيزنطية بأبراج تتجاوز 15 مترًا.
مادبا
تبعد مدينة مادبا حوالي 30 كيلومترًا عن العاصمة عمّان، وهي مشهورة بلقب “مدينة الفسيفساء” نظرًا لتميزها بالفسيفساء البيزنطية والأموية. تضم مادبا كنيسة أرثوذكسية يونانية تحتوي على لوحة فسيفسائية كبيرة للقدس والأراضي المقدسة تعود إلى القرن السادس الميلادي، والتي تُغطي مساحة تُقدّر بحوالي 94 مترًا مربعًا.
تحتوي المدينة على مئات من اللوحات الفسيفسائية التي تعود إلى الفترة بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين. تُعتبر كنيسة العذراء وكنيسة الرسل ومتحف مادبا الأثري من أهم المعالم التي تحتوي على هذه اللوحات، والتي تُظهر مشاهد من الحياة اليومية والأساطير. يُشار إلى أن مادبا تحتوي أيضًا على معهد فن الفسيفساء والترميم، الذي يُعد المشروع الوحيد في الشرق الأوسط لتعليم فن صناعة الفسيفساء.
مدينة جرش الأثرية
تقع مدينة جرش الأثرية على بعد 50 كيلومترًا شمال عمّان، وتُمثل أكبر المواقع الرومانية في الأردن. يجذب هذا الموقع السياح من مختلف أنحاء العالم، وهو يضم أطلال مدينة جراسا الرومانية القديمة. تحيط بها الجبال والوديان، وتحتوي على معالم مميزة، منها قوس هادريان، معبد آرتميس، والمُنتدى البيضاوي.
- قوس هادريان: يعرف باسم قوس النصر، ويقع أقصى جنوب المدينة الأثرية. بُني في عام 129م تكريمًا للإمبراطور هادريان.
- معبد زيوس: بقايا معبد أثري أُقيم عام 162م.
- المسرح الجنوبي: يتسع لحوالي 5000 متفرج، بُني في القرن الأول الميلادي ويتميز بنظام صوتي فريد.
- المُنتدى البيضاوي: واحد من أشهر معالم جرش.
- شارع الأعمدة: يعتبر الطريق الرئيسي في المدينة، ويبلغ طوله حوالي 800 متر.
قلعة عجلون
تُعرف قلعة عجلون أيضًا باسم قلعة الربض، وتقع على قمة جبل عوف المطل على وادي الأردن. شُيدت هذه القلعة بين عامي 1184م و1188م كحصن دفاعي ضد الصليبيين. تحتوي على خندق عميق ومتحف صغير يضم آثارًا تعود للعصور الوسطى مثل الأواني والفُسيفساء.
تضم قلعة عجلون سبعة أبراج مبنية من الحجر الجيري، وقد تم تقسيم القلعة إلى مستويات متعددة، كل مستوى له وظيفته المحددة.
قلعة الكرك
تتميز قلعة الكرك بتصميمها المعماري الفريد، حيث تضم مجموعة من القاعات ذات القناطر الحجرية والممرات المتعرجة. شهدت القلعة فترات تاريخية متنوعة، وتم إعادة بناء المباني العثمانية فيها في القرن التاسع عشر.
يُعد متحف الكرك الأثري، الذي يقع داخل القلعة، مركزًا لعرض الآثار من مختلف العصور.
أم قيس
تُعرف مدينة أم قيس قديمًا بجدارا، وهي واحدة من مدن حلف الديكابولس. تُشرف المدينة على ثلاث دول: الأردن وسوريا وفلسطين، وتحتوي على آثار هامة تشمل مقابر صخرية ونقوش يونانية وفضاءات مسرحية.
آثار الأردن الأخرى
إليك بعض من الآثار الأخرى الرائعة في الأردن التي تُعتبر وجهات سياحية محلية ودولية:
- قصر المُشتّى: بُني في عهد الخليفة الأموي الوليد الثاني، لكنه لم يكتمل بسبب الصراعات. يشتهر بزخرفته ونقوشه التفصيلية.
- قصر الحرّانة: مُحافظ على هيكله، يتميز بتصميمه الفريد.
- قصر الأزرق: بُني من البازلت الأسود ويحتوي على هيكل مربع.
- حمام الصرح: استخدم كمكان للاجتماعات، ويعدّ نموذجًا للهندسة المعمارية الإسلامية.
- قصر الحلّابات: يُعدّ مجمّعًا صحراويًا أمويًا.
- عراق الأمير: منطقة غنية بالقطع الأثرية التي تعود لعدة عصور.