تُعتبر رواية “صلاح الدين الأيوبي” واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي تهم عشاق الروايات. كتبها الكاتب المعروف “جورجي زيدان” وقد تم نشرها لأول مرة في عام 1913.
لمحة عن رواية “صلاح الدين الأيوبي”
تتألف هذه الرواية من حوالي 188 صفحة وتتناول قصة القائد المسلم “صلاح الدين الأيوبي”. من خلال الأحداث، يُستكشف تاريخ الحروب الصليبية التي وقعت في تلك الحقبة، مع تسليط الضوء على العديد من الأمور المهمة ومنها:
- تناول الكاتب فترة تاريخية حاسمة في تاريخ العالم الإسلامي، حيث شهدت هذه الفترة انتقال الحكم من أسرة إلى أخرى في مصر وبلاد الشام.
- وتعد هذه الفترة أيضًا مرحلة زوال دولة وبداية أخرى.
- يشير الكاتب إلى الفترة التي كان فيها صلاح الدين الأيوبي وزيرًا خلال حكم الخليفة العاضد الفاطمي.
- أرسل الحاكم “نور الدين زنكي” صلاح الدين إلى الشام لمساعدة العاضد، وذلك في ظل تصاعد الحملات الصليبية ضد بلاد الشام.
- تُعتبر هذه الفترة من أهم مراحل حياة “صلاح الدين الأيوبي”، وانتهت بتوليه حكم مصر مما أدى إلى نهاية الحكم الفاطمي.
- توفي السلطان نور الدين محمود زنكي في بلاد الشام وكان لديه طفل صغير وكان يهيئه لتولي الحكم، ولكن بعد أن أصبح صلاح الدين سلطانًا على مصر، عاد واستولى على دمشق تلبية لنداء أهل مصر.
- وهذا كان خشيةً من أمير حلب.
- استمر صلاح الدين في فتح بلاد الشام وفرض سيطرته على جميع الإمارات فيها.
- كما كان يسعى لتحقيق فتح كبير لطرد الصليبيين من القدس.
- في الرواية، يتناول الكاتب العديد من المكائد والدسائس التي اتبعها صلاح الدين، بالإضافة إلى الخدع السياسية التي استخدمها ضد الفاطميين للقضاء عليهم.
- عمل الكاتب بجد على تناول هذه الأحداث دون المسّ بشكل شخصية صلاح الدين الأيوبي.
- بل أبدى حذرًا في عرضه للأحداث، كما أضاف العديد من الأحداث الخيالية إلى السياق التاريخي.
- يتطرق الكاتب إلى جماعة الحشاشين التي ظهرت في تلك الفترة.
- كانت لهذه الجماعة دور بارز في العالم الإسلامي خلال تلك الحقبة.
- شهدت العلاقة بين جماعة الحشاشين وصلاح الدين الأيوبي الكثير من المناورات، حيث انفصلت هذه الجماعة بشكل كامل عن الفاطميين في القرن الثامن عشر الميلادي.
- كان للجماعة رؤاها الخاصة في المبايعة لنزار بن المستنصر بالله وأبنائه.
- كما امتدت شهرة هذه الجماعة من القرن الثامن حتى القرن الرابع عشر ميلادي.
أهم الاقتباسات الواردة في رواية “صلاح الدين الأيوبي”
يتميز كاتب الرواية بتركيزه على تاريخ الإسلام، حيث يدرج العديد من الاقتباسات الملهمة في نص الرواية، ومن أبرزها:
- إلهي قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك.
- إن يوما باقيا من العمر هو للمؤمن عمر ما ينبغي أن يستهان به.
- إذا تعسرت أمورك وخالجتك الهموم والأحزان فاتق الله، فهو كفيل بتفريج همك، وتيسير أمورك.
- يعتقد بعض السلاطين أن البطش يحفظ الملك وأن العامة على دين ملوكهم، فتزين لهم بطانتهم أعمالهم حتى ينقطع ما بين العامة وبين السلاطين.
- فيحسبون أن السكون خضوعاً حتى تأتي الأيام بما غفلوا عنه حين لا ينفع الندم.
- إن أرض أسلافنا لا تباع بالذهب والدراهم، ولقد حصلنا على كل شبر منها ببذل دماء أجدادنا ولن نفرط بشبر منها قبل أن نبذل كل دمائنا دفاعاً عنها.
- لماذا نترك القدس؟ إنها أرضنا في كل وقت وفي كل زمان فهي من مدننا المقدسة وتقع في أرض إسلامية، ولابد أن تظل القدس لنا.
نبذة عن مؤلف رواية “صلاح الدين الأيوبي”
- كما ذكرنا سابقًا، مؤلف الرواية هو جورجي زيدان الذي وُلد عام 1861. كان صحفيًا وأديبًا وروائيًا لبنانيًا معروفًا.
- يتميز بإتقانه لعدة لغات، منها الإنجليزية، الفرنسية، العربية، العبرية والسريانية.
- أصدر مجلة “الهلال” التي قام بتحريرها، وأدرج فيها العديد من الكتب، مما جعله أحد أهم الأدباء والمفكرين في صياغة النظرة القومية العربية.
- له العديد من الروايات الأخرى إلى جانب رواية “صلاح الدين الأيوبي”، مثل رواية “سقوط الخلافة الأموية”.
- كما تشمل أعماله رواية “أبو مسلم الخراساني”، “العباسة أخت الرشيد”، “عروس فرغانة”، “العصر الذهبي للدولة العباسية”، و”الأمين المأمون”.