السيارة
تُعتبر السيارة من الابتكارات البارزة التي ساهمت في تغيير نمط حياة الإنسان. فقد ساهم هذا الاختراع في تسهيل التنقل والقيام بالرحلات بسرعات أكبر، بالإضافة إلى نقل البضائع عبر مسافات طويلة كانت تتطلب في السابق وقتاً طويلاً يتراوح بين الأشهر. إن تصميم السيارة لم يكن نتاجاً لجهد فردي؛ بل هو حصيلة مجموعة من الاكتشافات والتطورات التي أُنجزت على مر العصور. ومنذ ظهورها، شهدت السيارة تقدمًا كبيرًا في مكوناتها وأدائها بشكل مستمر.
يمكننا أن نستعير تشبيه السيارة بجسم الإنسان، حيث يتكون الكائن البشري من أنظمة متعددة مثل الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، وكل منها يتضمن مجموعة من الأعضاء. وبالمثل، تتكون السيارة من عدة نظم مثل نظام التعليق، ونظام التوجيه، ونظام الفرامل، ونظام التبريد، ويتألف كل من هذه النظم من أجزاء عديدة، مما يؤدي إلى أن يتجاوز العدد الكامل لمكونات السيارة الآلاف، لتعمل بكفاءة عالية.
أجزاء السيارة
محرك السيارة
لا يمكننا الحديث عن أجزاء السيارة دون تسليط الضوء على المحرك، والذي يُعتبر القلب النابض للسيارة حيث يولد الطاقة اللازمة لتحريكها. توجد أنواع متنوعة من المحركات المُصممة خصيصًا للسيارات، إلا أن محركات الاحتراق الداخلي التي تستخدم البنزين والديزل، بالإضافة إلى المحرك الكهربائي والمحركات الهجينة، تُعتبر الأكثر شيوعًا حاليًا. وتتفاوت مكونات وتصميم السيارة بشكل كبير وفقًا لنوع المحرك المستخدم.
نظام الكبح
يُعتبر نظام الكبح أحد أهم الأنظمة في السيارة، حيث يقوم بالتحكم في سرعتها وإيقافها عند الحاجة. لذا فإن صيانة هذا الجزء تعد من أولويات السلامة أثناء القيادة، حيث أنه يعتبر العامل الرئيسي في ضمان سلامة الركاب ومرتادي الطريق الآخرين.
نظام التوجيه
يمتد نظام التوجيه بين عجلة القيادة والعجلات، ويُسهم في توجيه السيارة نحو الاتجاه المطلوب. في الماضي، كانت أنظمة التوجيه تعتمد كليًا على الميكانيكا، أما اليوم، فقد أصبح يتمتع أنظمة التوجيه الحديثة بدعم محركات مساعدة تُسهل عملية توجيه السيارة، مما يقلل من الاعتماد على القوة البدنية للسائق.
نظام التبريد
يلعب نظام التبريد دورًا أساسيًا في الحفاظ على برودة محرك السيارة ومنع زيادة حرارته. يختلف تصميم نظام التبريد بحسب نوع المحرك؛ فسيارات الاحتراق الداخلي تعتمد على سائل التبريد أو الماء، بينما تعتمد السيارات الكهربائية عادةً على تبريد الهواء من خلال مروحة مخصصة للحفاظ على حرارة المحرك الكهربائي ضمن الحدود المسموح بها.
نظام التعليق
يوفر نظام التعليق الثبات للسيارة أثناء القيادة، كما يعزز من تماسك العجلات مع الأرض لتمكين السائق من التحكم بسرعة السيارة وتوجيهها. أيضًا، فهو يمتص الصدمات ويضمن راحة الركاب خلال الرحلة.
ناقل الحركة
يُعتبر ناقل الحركة عنصرًا حيويًا في السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، إذ يربط بين المحرك والعجلات. وتتمثل وظيفته الأساسية في تمكين العجلات من الدوران بسرعات مختلفة عن سرعة دوران المحرك. بدون ناقل الحركة، سيكون المحرك متصلًا مباشرة بالعجلات، مما يعني دوران كلاهما بنفس السرعة. بوجود ناقل الحركة، يمكن للعجلات الابتعاد في سرعات أقل أو أعلى من المحرك حسب ظروف القيادة، بفضل تروس النوابض وطريقة التداخل بينها، بينما تُعتبر العديد من السيارات الكهربائية خالية من نظام نقل الحركة التقليدي.
البطارية والمولد الكهربائي
يُعد النظام الكهربائي في السيارة من الجوانب الأساسية، حيث يتضمن تشغيل السيارة والمحرك والحساسات والأجزاء الكهربائية الأخرى بالإضافة إلى الملحقات. تُعتبر بطارية السيارة والمولد الكهربائي من المكونات الرئيسية في هذا النظام، حيث يُولد المولد الطاقة الكهربائية عبر ربطه بمحرك السيارة، بينما تُخزن البطارية هذه الطاقة. ومن الجدير بالذكر أن سيارات المحرك الكهربائي غالبًا ما تحتوي على مجموعة من البطاريات لتخزين الطاقة اللازمة لتحريك السيارة.